أعطى انسحاب دبلوماسيين أوروبيين احتجاجاً على وصف إيران لإسرائيل بأنها دولة "عنصرية" في مؤتمر عقدته الأممالمتحدة عن العنصرية دفعة معنوية للإسرائيليين في الوقت الذي يحيون فيه ذكرى محارق النازية. لكن من غير المرجح أن تغير اللفتة التي تنم عن التضامن في مؤتمر الاممالمتحدة الذي عقد في جنيف وحدها الاعتقادات في شوارع الغرب، حيث نظم منتقدو إسرائيل احتجاجات حاشدة أثناء حرب غزة في يناير/كانون الثاني 2009. وتتهم جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان ومحققون من الاممالمتحدة إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة خلال الهجوم الذي شنته على المسلحين الإسلاميين الذين تقودهم حركة حماس واستمر 22 يوماً. ويقول فلسطينيون إنه أسفر عن مقتل أكثر من 900 مدني، وهو الرقم الذي تشكك فيه اسرائيل. ورفضت إسرائيل الاتهامات وتقول إنه لا وجود لميثاق أخلاقي وافٍ للحرب التي يستخدم فيها الخصوم "الذين يفتقرون الى الاخلاق" الدروع البشرية بلامبالاة تامة. وقال الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس في كلمة ألقاها احياء لذكرى قتل 6 ملايين من اليهود وغيرهم على أيدي النازيين "ان شعباً فقد ثلث أفراده وثلث اطفاله في محارق النازي لا ينسى ويجب ان يكون يقظاً". ومنذ تأسيسها عام 1948 ركزت اسرائيل بشكل خاص على "الحسبارا" وهي كلمة عبرية تصف مسعاها لشرح كيف أن تصرفاتها سواء العسكرية او الدبلوماسية مبررة وتتفق مع أعلى المعايير الاخلاقية. لكن اسرائيل مرتبطة بشكل لا فكاك منه بالصراع والحرب، ويعتبرها بعض المنتقدين متعجرفة وقاسية في معاملتها للفلسطينيين وأقامتها مستوطنات على أراض محتلة تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي. واعترف نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون في مقابلة "للاسف الصورة المأخوذة عن اسرائيل كانت دوماً بغيضة" لكنه أصر أن هذا "ليس بفعل اسرائيل". وفي محاولة لتحسين الصورة في الخارج دشنت وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني مبادرة عام 2006 تحت عنوان "صورة اسرائيل" في اكتوبر/تشرين الاول عام 2006. وقالت حينذاك "حان الوقت لتضييق الهوة بين إسرائيل الحقيقية وصورتها العالمية". ويأمل مدافعون أن تطور الحكومة الجديدة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وفي وجود وزير الخارجية افيغدور ليبرمان الذي يتهمه عرب اسرائيل بالعنصرية هذا المشروع. وقال ايالون "أعتقد أن الناس لا يعرفون اسرائيل سوف يرون مجتمعاً مزدهراً ونابضاً بالحياة ويسوده الانفتاح يعيش في ظل سيادة القانون تحسين صورة اسرائيل وسيلة لتوضيح من نكون دون تدخل من جداول الاعمال السياسية امام الجماهير". وقال بيريس يوم الاثنين ان "انتقاد الدولة اليهودية تشوبه ايضا معاداة مخيفة للسامية" وهو مرض "علاجه واجب على من يرتكبونه". لكن بعض الاسرائيليين يقولون ان معاداة السامية لا يمكن أن تفسر كل شيء. وكتب انشيل فيفر في صحيفة "هآرتس" الليبرالية اليومية، الأربعاء 22-4-2009 "لا يهم كم المرات التي نقنع فيها أنفسنا وحلفاءنا الاقوياء بأننا لسنا مجرمي حرب وأن من يحاولون تجسيدنا بهذا الشكل كارهون لليهود ولا سبيل لتغييرهم". وأضاف أن آلة العلاقات العامة لاسرائيل "تخوض معركة خاسرة" وتابع "ربما من الافضل في نهاية المطاف تغيير التكتيكات والاعتراف بأن احتلال أمة أخرى صعب علينا كثيراً الزعم أننا مازلنا ورثة الضحايا وليس الجناة". بينما اعتبر الدبلوماسي المخضرم ايالون ان الدولة اليهودية تواجه كفاحاً عسيراً في الاممالمتحدة، حيث تشكل 57 دولة اسلامية "أغلبية تلقائية ضد اسرائيل بسبب التسييس". وتريد اسرائيل تغيير الاثر الذي وقع على المواطنين العاديين. لذلك، ترسل رئيسة "مشروع اسرائيل" جينيفر لاسزلو مزراحي معلومات وأرقام هواتف لنحو 7000 في أنحاء العالم العربي يتلقون رسائل دائمة بالبريد الالكتروني باللغة العربية. وتقول "انهم يستخدمون معلوماتنا اذا كان هناك برنامج مدته 30 دقيقة على قناة الجزيرة واستطعنا الحصول على 4 دقائق تكون منصفة نشعر بأن هذا انتصار هائل لاحتمال مستقبل افضل". وقال ايدو اهاروني من وزارة الخارجية الذي يرأس مشروع صورة اسرائيل "حين يتكون لدى الناس فهم افضل لمن نكون سيفهمون حينذاك تصرفاتنا في غزة بشكل افضل". لكن البعض يعترضون على فكرة أن الحملة يمكن أن تحقق هذا، فيقول رومي هاسمان المحاضر بمركز انترديسيبليناري في هرتزليا "تحسين الصورة في حد ذاته جيد لدولة مثل بريطانيا او السويد او استراليا ليست لديهم مشاكل". ويضيف "ليس جيداً لدول لديها صراعات ولديها مشكلة في الصورة لا أظن أن هذا سينجح".