قال شهود عيان من ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة إن قتلى وجرحى سقطوا إثر تجدد الاشتباكات فجر الخميس بين مؤيدين للرئيس المصرى محمد حسنى مبارك والمعتصمين منذ ايام فى الميدان للمطالبة بتنحى الرئيس. وقد سمع دوي إطلاق كثيف للنيران وأصوات صافرات سيارات الإسعاف، بينما يواصل الأطباء العمل على علاج المصابين في المستشفى الميداني المقام هناك. وقال أحد المتظاهرين المعتصمين في الميدان لبي بي سي إن مجموعات ممن وصفهم ب"البلطجية" أطلقت الرصاص الحي وقنابل حارقة( مولوتوف) من فوق جسر السادس من أكتوبر. وأفادت أنباء بأن بأن قوات الجيش اعتقلت بعض الأشخاص إثر تجدد العنف، بينما قال متظاهرون لبي بي سي إنهم شاركوا في اعتقال مثيري الشغب وقاموا بتسليمهم للجيش. وقبيل سماع دوي الأعيرة النارية أظهرت احدث الصور اندلاع حريق هائل في ميدان عبد المنعم رياض قرب ميدان التحرير، بينما ترددت نداءات للمتطوعين من المحتجين المعارضين لمبارك لتشكيل حاجز بشري مجددا وسط مخاوف في صفوف المعتصمين من تعرضهم لهجوم شامل من مؤيدي مبارك لإجلائهم من الميدان. * اشتباكات الأربعاء وكانت مصادر وزارة الصحة المصرية قد أعلنت أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأكثر من 1500 جرحوا في الاشتباكات العنيفة يوم الأربعاء بين المؤيدين والمعارضين للرئيس المصري في ميدان التحرير المصادمات امتدت رغم حلول الظلام وفرض حظر التجول واندلعت الاشتباكات نهار الأربعاء حين حاول أنصار الرئيس مبارك دخول ميدان التحرير في وسط العاصمة بالقوة في محاولة منهم لإخراج الآلاف من المحتجين الذين يعتصمون هناك منذ أيام داعين إلى تنحي الرئيس. وقد تراشق الطرفان بالحجارة في معارك كر وفر استمرت ساعات. وبحسب روايات شهود العيان رمى مؤيدو مبارك في وقت لاحق بقنابل حارقة وقطع من الاسمنت على المعتصمين في ميدان التحرير من أسطح البنايات المجاورة. وقال متظاهرون إنهم احتجزوا بعض مثيري الشغب الذين يوصفون في مصر ب"البلطجية" وتسليمهم إلى قوات الجيش. وكانت قوات الجيش قد رفضت التدخل، ولكنها أطلقت النار في الهواء في محاولة منها لتفريق المتظاهرين. واتهم المتظاهرون رجال شرطة بلباس مدني باقتحام الميدان والاعتداء على المتحجين على حكم مبارك، وعرض بعض المتظاهرين هويات شرطة سقطت من المقتحمين. * المعارضة وقد وصف المعارض محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ما يحدث في ميدان التحرير من اشتباكات بأنه "عمل اجرامي من نظام اجرامي" وقال البرادعي في حديث لبي بي سي العربية إن بيان الرئيس مبارك يوم الثلاثاء محاولة لخداع الشعب المصري مطالبا إياه بالرحيل فورا. بينما قال رئيس حزب الوفد ل بي بي سي "كان على مؤيدي مبارك التظاهر بعيدا عن ميدان التحرير، وما حدث وقاحة لا داعي لها اراقت دماء المصريين." ودعا البرادعي إلى فترة انتقالية تشكل فيها حكومة انتقالية وليس حكومة للحزب الوطني، مضيفا" لا يمكن أجهاض الثورة من قبل نظام جمعي". وأشار إلى أنه لديه تفويض من الشباب في الشارع ومن حزب الجبهو الوطنية قائلا إنه لا يمكن إجهاض ثورة من قبل نظام قمعي مؤكدا رفضه الدخول في "مفاوضات وهمية" مع النظام. وأكد أن هناك تخطيطا لمظاهرة حاشدة يوم الجمعة القادم مضيفا "عقدنا العزم على تغيير ديمقراطي". * الحوار من جهته قال حسام بدراوي، عضو لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم، إن أعمال العنف التي وقعت في ميدان التحرير في القاهرة هي من عمل قوى سياسية لا ترغب في انتقال سلمي للسلطة. وأضاف البدراوي، في حديث إلى زميلنا زين العابدين توفيق، إن ما حدث في القاهرة لم يكن من مصلحة الحكومة ولا المعارضة. وفي هذا الخضم حث عمر سليمان نائب الرئيس المصري جميع المتظاهرين على العودة إلى منازلهم والتقيد بحظر التجول من أجل استعادة الهدوء قائلا ان الحوار مع القوى السياسية مرهون بانتهاء الاحتجاجات في الشوارع. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية عن سليمان قوله: "إن المشاركين في هذه التظاهرات قد وصلوا برسالتهم بالفعل سواء من تظاهر منهم مطالبا بالاصلاح بشتى جوانبه او من خرج معبرا عن تأييده للسيد رئيس الجمهورية وما جاء بكلمته لأبناء الشعب". وقال نائب الرئيس ان الحوار مع القوى السياسية الذي "يضطلع به بناء على تكليف السيد الرئيس يتطلب الامتناع عن التظاهرات وعودة الشارع المصري للحياة الطبيعية بما يتيح الأجواء المواتية لاستمرار الحوار ونجاحه".