يعتمد الأخوان ( المسلمين) على استراتيجية أصولية خطيرة اتخذوها كخارطة طريق للوصول للحكم فهذه الجماعة تشكل فعلا خطرا على حاضر الوطن وعلى مستقبله ومستقبل أجياله إذا ما تمكنت من التحايل على العقل الوطني وحققت أهدافها على ضوء السعار الذي تمارسه هذه الجماعة ومعها حلفاء دافع بعضهم الحقد على النظام ودافع اخرين مصالحهم الخاصة وهناك من يندفعون في مناصرة الجماعة بدافع الغباء والجهل بحقيقة ونوايا هذه الجماعة ( الشيطانية) التي تتخذ من الدين الإسلامي الحنيف مظلة لتغرير العامة وهي تتخذ ذات الوسيلة التي ظلل بها معاوية الإمام علي كرم الله وجهه ورضى عنه حين أقدم ( معاوية) وعصبته على رفع المصحف الكريم على أسنة الرماح حين شعر بالهزيمة في موقعة ( الجمل) ..!! جماعة الأخوان ولمن لا يعلم كانت من أوائل الحركات السياسية اليمنية التي حاولت الاستيلاء على السلطة والحكم على خلفية قناعة اسطورية سيطرت على هذه الجماعة مفادها أن ( دولة الخلافة الإسلامية) الحلم الذي يراود مخيلة التيار الأخواني في الوطن العربي والعالم الإسلامي , هذه الخلافة لن تقوم إلا متى أصبحت اليمن تحت حكم الإسلاميين وتحديدا جماعة الاخوان المسلمين ولهذه الغاية كانت هذه الجماعة أول من شارك في محاولة انقلاب العام 1948م حين تم تصفية الامام يحي وكان (الفضيل الورتلاني) جزءا من الحركة الانقلابية التي حدثت للنظام الامامي _حينها_ فشل تلك الحركة الانقلابية ضد النظام الكهنوتي المباد جعل الحركة تعيد استراتيجية طموحها فترقبت الأحداث وحين قامت الثورة اليمنية ( سبتمبر واكتوبر) كان على الحركة الاخوانية التواري خلف الاحداث والانهماك في بناء الذات والتوغل في مفاصل الدولة والمجتمع خاصة بعد تفجر الصراع بين الجماعة والنظام الثوري في مصر عبد الناصر الأمر الذي انعكس سلبا على علاقة ومصداقية الاخوان في الوطن العربي والعالم الإسلامي وظل هذا الأمر سائدا حتى وصول السادات لحكم مصر فاستعان بالجماعة لضرب تيار عبد الناصر لتبدأ مرحلة جديدة في مشوار الاخوان الذين سرعان ما دفعهم طمعهم للسلطة بالاصطدام بنظام السادات الذي خطط مع بعض الاجهزة الغربية لترحيل الجماعة ودفعها نحو الجبال الأفغانية على أثر التدخل السوفيتي الذي حدث بناء على طلب من السلطات الشرعية الأفغانية لمواجهة التحرشات الباكستانية _ الأمريكية حينها , غير أن السادات وبعض أنظمة المنطقة الحليفة لواشنطن استغلت تلك الأحداث فدفعت بالجماعة نحو الجبال الأفغانية لتعلن الجماعة بدورها ( الجهاد ) لتحرير أفغانستان من الاحتلال ( الشيوعي) وهي ذاتها الجماعة التي لم تلتفت للقضية الفلسطينية ولم تذكرها يوما في أديباتها وفي بياناتها ..؟!! في اليمن راحت الجماعة تعمل على بناء قدراتها فاستفادت من تجارب أخوان المنطقة وتجنبت العوائق التي واجهتها الحركات الإسلامية في عموم الاقطار العربية , وكما يقال راحت الجماعة تتمسكن وتستغل التناقضات بين النظام السياسي اليمني _المتعاقب_ مع بقية القوى السياسية وخاصة قوى اليسار والقوى القومية ولاتي كانت في مرحلة الثورة وما بعدها هي الحاضرة بنفوذها على ضوء المد القومي واليساري الذي شكلته ثورة 23 يوليو في مصر وذاك الذي تأثرنا به على ضوء الدور السوفيتي ودور حركة التحرر العربية والعالمية والتنافس القطبي والنظرة العربية الشعبية لواشنطن الحليف الاستراتيجي للكيان ( الصهيوني) كل هذه العوامل حالت دون بروز دور يذكر للجماعة التي اكتفت في التوغل في مفاصل الدولة والمجتمع وبطريقة جد ذكية ومنظمة شكلت الجماعة في اليمن ما يمكن وصفه بالحاضنة الاخوانية مستفيدة من دور المعاهد العلمية والتي كانت بمثابة الجريمة الكبرى التي ارتكبت بحق الوطن والشعب فتلك المعاهد لم تخرج لنا جيل من الشباب المتطرف بل استقطبت لنا كل متطرفين المنطقة وخاصة من مصر التي وفدا منها عتاولة المتطرفين وهم من أوجد هذا الجرثومة التي تواجهنا اليوم وعملوا على إعدادها فيما الحرب في أفغانستان شكلت فرصة لهذه الجماعة لإعداد نخبة من المتخصصين في القتال والتأهيل والتدريب , وفيما كان الشيخ عبد الله يشكل الحاضنة القبلية للجماعة كان الجنرال المنشق علي محسن الحاج يشكل الحاضنة العسكرية لكل عناصر التطرف ومن تحت عبايته خرج أبرز واشهر المتطرفين والقتلة وأمراء الإرهاب , فيهم طارق الفضلي الذي ارتبط بعلاقة نسب ومصاهرة مع الجنرال المتمرد علي محسن , وكثيرون مثل العولقي وأخرون حصلوا على رعاية كاملة من الشيخ عبد الله ومن علي محسن وعلى مدى الثلاثون عاما الماضية استطاعت الجماعة أن تستغل المناخ الوطني وحماية هذه الرموز القبلية والعسكرية فسيطرت على جمعية الأقصى التي كان يراسها الشيخ عبد الله فكانت هذه الجمعية بمثابة ( الفرخة ) التي تبيض ( ذهبا) ومنها استمدت الجماعة قدراتها المادية وراحت تستثمر ثروات هائلة في الداخل والخارج وبطريقة علمية منظمة لدرجة أنها أي الجماعة أوجدت للعاطلين من اعضائها مصادر رزق وصلت لحد ( العربيات) التي يجوب فيها أعضاء الجماعة لبيع الأشرطة الدينية والخطب والأناشيد ويستغلون مشاعر اليمنيين وطبيعتهم الدينية ليسوقوا كل حيلهم بعيدا عن رقابة الدولة واجهزتها كون هذه الاجهزة في الغالب تدار من قبل أعضاء في الجماعة او مقربين منها أو موالين لها أو للقبيلة .. !! مع قيام الوحدة هدد الزنداني بإقامة معسكرات قتال على الحدود اليمنية _ السعودية ضد الوحدة ولكنه بحركة تكتيكية تراجع بناء على نصائح بقية قادة الجماعة في اليمن وخارجها فتبنت الجماعة على أثر هذا سياسة تكتيك وحيلة , انطلقت مؤشراتها خلال الفترة الانتقالية عبر المواقف التحريضية والدفع بعلاقة الحزبين الحاكمين حينها المؤتمر والاشتراكي إلى حافة الحرب التي تفجرت في صيف 1994م في تلك الحرب كانت جماعة الاخوان هي المحرضة عليها وهي من نهبت عدن واستباحت معسكرات الاشتراكي واخذت كل ما تحتويها من اسلحة وعتاد حتى منازل قادة الاشتراكي صادرتها الجماعة بدليل أن منزل البيض لا يزل تحت سيطرة حميد الاحمر ..؟ بعدها راحت الجماعة تعد عدتها للوصول للسلطة حتى برزت الاوضاع الراهنة التي تعصف بالمنطقة فاستغلت الجماعة الفرصة خاصة وهذه الاحداث جاءات بعد تفاهم الجماعة عربيا مع واشنطن عبر ( قطر) التي كانت ولا تزل عراب هذه العلاقة وهي عراب هذه الفوضى التي يقودها الصهيوني ( برنان ليفي) ..؟ الاخوان اليوم ومن خلال هذا السعار الجنوني يجدون أنفسهم أمام حالة مصيرية لا يمكن التهاون فيها فهم يدركون جيدا أن فشل محاولتهم الراهنة في الوصول للسلطة يعني نهايتهم لهذا نجدهم يحشدون كل قدراتهم ويستخدمون كل الوسائل بما فيها الكذب السافر والوقح والتدليس والتظليل فكل شيء غداء بنظر الجماعة متاح ولديهم استعداد للتحالف مع الشيطان الرجيم علنا ودون خجل أو خوف او مواربة أن كان هذا الشيطان سوف يصل بهم للسلطة وهي غايتهم كما هي غاية كل الجماعات الإسلامية التي تعتقد يقينا أن دولة الخلافة الإسلامية لن يقام لها قائمة ما لم تصبح السلطة في اليمن بيد الجماعة ..؟!! بيد أن وصول الاخوان المسلمين للحكم في اليمن فهذا يعني كارثة ليس على الشعب اليمني الذي لن تقوم له قائمة أن وصل هؤلاء القتلة للحكم بل كل دول المنطقة عربيا من خلال دول الخليج أو افريقيا من خلال دول القرن الأفريقي ..وهذا يعني أن اليمن بوصول الاخوان للسلطة ستكون اسوى بكثير من اي مرحلة مرت بها حتى في ظل التوازن القطبي والرحب الباردة بل ستكون اليمن مع الجماعة بمثابة ( فيتنام ) كبيرة تجر خلفها قارتين أن لم يكون اكثر وسوف تغرق نفسها والعالم في مستنقع الحروب المفتوحة التي لن ولم يحسمها تحالف تكتيكي ولا رعاية قطرية ولا تعهدات فردية ولا حتى سيشفع لها تعاون الجماعة في اليمن على قتل بن لادن مع أمريكا مقابل أن تساعدهم واشنطن في الوصول للسلطة كما كان الاتفاق المبرم بين الجماعة وبعض اجهزة واشنطن التي ساهمت في دعم الجماعة عبر قطر ومدتهم بالسلاح الذي ضرب به مسجد الرئاسة لكن واشنطن عادت حساباتها بعد فشل محاولة الاغتيال الآثمة وراحت تبحث عن مخارج لورطتها فيما الجماعة استشعرت الخطورة وراحت كالمسعورة تحرض وتخوض المعركة وأن منفردة وبدون حلفاء ولوا استدعي الأمر قيامها بتصفية حلفائها الأمر لا يعنيها بقدر ما تعنيها السلطة والوصول إليها لأن الجماعة تشعر أن فشلها يعني نهايتها ليس في اليمن وحسب بل وفي المنطقة برمتها ولهذا نجد هذا السعار الاخواني وهذه المؤازرة الاخوانية العربية والدولية التي تقدم لنصرة اخوان اليمن لدرجة أن هناك من يدعي لهم بالنصر في العديد من مساجد الوطن العربي استشعارا من هؤلاء ان مصيرهم في اقطارهم ايضا مرهون بمصير اخوان اليمن وبالتالي فأننا أمام عمل منظم ومعد له سلفا وعمل له تحالفاته الداخلية والخارجية وموظف بذكاء وحتى استغلال الفرص تتم بذكاء وهذه الحقائق التي لم يدركها كثيرون من الاشقاء والأصدقاء الذين يخوضون في الشأن اليمني ويعتبروها مجرد أزمة عابرة وهي ليست كذلك بل تواجه اليمن عمل إرهابي منظم ومعد ومخطط له داخليا وخارجيا وعلينا كيمنيين ان ندرك هذه الحقيقة المرة ونعمل على التصدي وببسالة لهذه الزمرة الشيطانية ان كنا فعلا حريصين على مستقبل الوطن وأجياله.. وللموضوع صلة [email protected]