قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون نقلت إلى المستشفى يوم الاحد مصابة بجلطة دموية نجمت عن ارتجاج المخ الذي اصيبت به في وقت سابق من الشهر الجاري ويقوم الاطباء بتقييم حالتها. اعلن اطباء هيلاري كلينتون التي تعالج الآن في مستشفى في نيويورك ، على أثر سقوطها بقوة الى الارض في 15/12/2012 والذي سبب لها أرتجاج بالمخ نتيحة لأغمائها المفاجئ الذي ارجعة الاطباء الىى جفاف شديد اصابها وأعلن الاطباء ان وزيرة الخارجية الاميركية مصابة بجلطة بين المخ والجمجمة .. وقالت الطبيبة ليزا بارداك في بيان ان التصوير بالرنين المغناطيسي الذي اجري الاحد اظهر "تجلطا في الوريد الواقع بين المخ والجمجمة خلف الاذن اليمنى". وهيلاري كلينتون (65 عاما) الشخصية الاساسية في ادارة الرئيس باراك اوباما، تعالج بادوية مضادة لتخثر الدم لتمييع الجلطة، في المستشفى البريسبيتيري في نيويورك منذ اكتشاف هذه الجلطة الدموية الاحد. وتقيم كلينتون التي كانت تمثل نيويورك في مجلس الشيوخ الاميركي قبل توليها وزارة الخارجية، بين هذه المدينةوواشنطن حيث مقر وزارة الخارجية. وقالت بارداك "في كل الجوانب الاخرى من علاجها، تبدي وزيرة الخارجية تجاوبا جيدا جدا ولدينا ثقة بانها ستشفى بالكامل"، موضحة انها ستغادر المستشفى فور انتهاء العلاج. وتابعت ان "معنوياتها جيدة وتحدثت الى اطبائها وعائلتها وفريق عملها". واوضح الطبيب في قسم الامراض العصبية في مستشفى ميريلاند الجامعي نيراج بادجاتيا ان جلطة من هذا النوع في الرأس "ليست امرا شائعا ويكتشف صدفة في معظم الحالات". واضاف انها "مضاعفات غير عادية اطلاقا لجرح صغير في الرأس". وكانت وزارة الخارجية الاميركية تحدثت عدة مرات في الاسابيع الثلاثة الاخيرة عن الحالة الصحية لكلينتون بدون ان ترد على التساؤلات بشأن غيابها غير المسبوق والطويل. فقد اعلن اقرب مستشاريها فيليبس رينس في التاسع من كانون الاول/دييسمبر اولا انها اصيبت "بفيروس معوي" اجبرها على الغاء جولة في شمال افريقيا. اعلن اطباء هيلاري كلينتون التي تعالج في مستشفى في نيويورك، ان وزيرة الخارجية الاميركية مصابة بجلطة بين المخ والجمجمة لكنهم اكدوا انهم واثقون من "شفائها الكامل". وبعد اسبوع اي في 15 كانون الاول/ديسمبر كشف المستشار نفسه واطباؤها انها اصيبت "بارتجاج في الدماغ" بعدما "اغمي عليها" بسبب "جفاف شديد". وبعد ذلك اعلن ان اطباءها نصحوها بالا تستأنف جولاتها الدبلوماسية بالطئارة "قبل منتصف كانون الثاني/يناير". وق منعتها هذه المشاكل الصحية من الادلاء بشهادتها امام الكونغسر في دلسة مقررة في 20 كانون الاول/ديسمبر بشأن اعتداء بنغازي الذي قتل فيه اربعة اميركيين بينهم السفير الاميركي في 11 ايلول/سبتمبر الماضي. وقال الموقع الالكتروني بازفيد ان وزيرة الخارجية تعالج في الطابق التاسع من المستشفى الربريسبيتيري في نيويورك، الذي يطلق عليه اسم "جناح الشخصيات المهمة"، حيث خضع زوجها الرئيس الاسبق بيل كلينتون في 2004 لعملية توصيل شرايين. وذكرت صحيفة نيويورك ديلي نيوز ان ابنتهما شيلسي شوهدت الاثنين وهي تغادر المستشفى وقد بدا عليها القلق. وكان من المقرر ان تستأنف كلينتون عملها الاثنين قبل اقل من شهر على تسليم مهامها الى جون كيري خليفتها المعين من جانب الرئيس باراك اوباما. وكانت كلينتون اصيبت بالتهاب في الوريد عندما كان زوجها رئيسا. وقد روت لصحيفة نيويورك ديلي نيوز انها "شعرت بخوف كبير لانه يجب معالجة هذا النوع من الامور فورا حتى لا تتعرض لخطر جلطة تنفصل وتذهب الى مكان ما في المخ او القلب او الرئتين". وقد اعترفت بنفسها منذ اشهر بانها "انهكت" بوتيرة العمل التي فرضت عليها. فخلال توليها وزارة الخارجية كانت كلينتون تسافر بمعدل مرتين في الشهر لعدة ايام. وقد جابت ارجاء العالم حيث قطعت اكثر من 1,5 مليون كلم في الجو وزارت 112 بلدا وقضت حوالى 400 يوم في الطائرة ما جعل منها صاحبة الرقم القياسي في التجوال بين جميع وزراء الخارجية الاميركيين على الاطلاق. وتلقت كلينتون المريضة دعما كبيرا الاثنين حيث افاد استطلاع للراي ان الاميركيين اختاروها للمرة السابعة عشرة المراة التي تلقى اكبر قدر من الاعجاب لديهم. وجاء في الاستطلاع الذي اجراه معهد غالوب وشمل 1083 بالغا خلال الفترة بين التاسع عشر والثاني والعشرين من كانون الاول/ديسمبر ان كلينتون حلت في المرتبة الاولى بحصولها على 21 بالمئة من الاصوات. وهي المرة الحادية عشرة على التوالي التي تتصدر فيها هذا الاستطلاع السنوي. وتقدمت كلينتون على السيدة الاولى ميشيل اوباما (5 بالمئة) ومقدمة البرامج التلفزيونية اوبرا وينفري ووزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس. اوباما يعين جون كيري وزيرا للخارجية خلفا ل كلنتون المريضة وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قد أعلن رسميا الجمعة اختياره السناتور جون كيري وزيرا للخارجية خلفا لهيلاري كلينتون محييا فيه "مرشحا كاملا" لقيادة دبلوماسية اول قوة عالمية. وقال اوباما مخاطبا كيري الواقف الى جانبه "اعرف انك ستكون وزير خارجية رائعا" وذلك بعدما اكد ان سيرة سناتور ماساتشوسيتس (شمال شرق) كلها اهلته لهذا المنصب. واضاف اوباما ان جون كيري (69 عاما) قام خلال وجوده في مجلس الشيوخ "كرئيس للجنة الشؤون الخارجية بدور مركزي في كل النقاشات الكبرى بشان السياسة الخارجية منذ نحو 30 عاما". وكيري الذي لم يحالفه الحظ في انتخابات الرئاسة الاميركية عام 2004 امام جورج بوش والبطل الحاصل على وسام في حرب فيتنام قبل ان يصبح مناضلا مناهضا للحرب هو سناتور ماساتشوسيتس (شمال شرق) منذ عام 1985. وقد بلغ مؤخرا التاسعة والستين من العمر. وبحكم ترؤسه منذ اربع سنوات للجنة الشؤون الخارجية المهمة في مجلس الشيوخ خلفا لنائب الرئيس الحالي جو بايدن، لدى كيري بالفعل دراية واسعة بالملفات الدبلوماسية وكان مبعوثا لاوباما في ملفات حساسة وخاصة في باكستان. وقال اوباما "يمكن ان نقول بلا شك ان قلة من الاشخاص يعرفون مثل كيري كل هذا العدد من الرؤساء او رؤساء الوزراء او لديهم ما لديه من دراية بالسياسة الخارجية وهذا يجعل منه مرشحا مناسبا لقيادة الدبلوماسية الاميركية في السنوات القادمة". وقال الرئيس ايضا "لن يكون في حاجة لكثير من الاعداد لمنصبه" معتبرا ان كيري "كسب احترام وثقة زملائه في مجلس الشيوخ من ديموقراطيين وجمهوريين على السواء". وخلص "لذلك، جون، اقدر لك قبول هذه المهمة وانا على ثقة بان مجلس الشيوخ سيؤكد تعيينكم سريعا"، مشيرا الى ان كيري هو الذي جعله يعتلي المنصة للمرة الاولى مع تكليفه بالقاء خطابا مهما خلال المؤتمر الديموقراطي في بوسطن (ماساتشوسيتس) الذي رشح كيري للرئاسة عام 2004. كذلك قام كيري بتدريب اوباما على المناظرات التلفزيونية امام منافسه ميت رومني خلال الحملة الرئاسية. كما اشاد اوباما بكلينتون التي اعلنت عدم رغبتها في الاستمرار في منصبها بعد ان تنتهي ولاية اوباما الاولى في 20 كانون الثاني/يناير المقبل. ورغم ان كلينتون التي تتعافى من ارتجاج في المخ نجم عن سقوطها لم تحضر اعلان الجمعة، فانها اصدرت بيانا هنأت فيه كيري "رجل الدولة المحترم في كل انحاء العالم" مؤكدة انه "سيقدم الى بلادنا عقودا من الخبرة في العلاقات الدولية". كذلك، رحبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون بتعيين كيري، وقالت في بيان في بروكسل "ارحب بتعيين السناتور جون كيري لخلافة هيلاري كلينتون كوزير للخارجية". واضافت "اتيح لي ان التقي السناتور جون كيري في مناسبات عدة. ان خبرته الكبيرة، وخصوصا كرئيس للجنة الشؤون الخارجية (في مجلس الشيوخ الاميركي) تجعله مرشحا مثاليا لهذا المنصب الحيوي". وتابعت اشتون "في انتظار تاكيد (تعيينه) من جانب مجلس الشيوخ، انني اتطلع الى العمل بتنسيق كبير معه". وقرار اوباما هذا كان متوقعا منذ ان اعلنت السفيرة الاميركية في الاممالمتحدة سوزان رايس الاسبوع الماضي عدولها عن الترشح لهذا المنصب. وقد تعرضت رايس، المقربة من اوباما، لانتقادات حادة من نواب جمهوريين بسبب تصريحاتها بعد اعتداء بنغازي الذي قتل خلاله اربعة اميركيين بينهم السفير الاميركي في ليبيا كريستوفر ستيفنز في 11 ايلول/سبتمبر الماضي. فقد اكدت في 16 ايلول/سبتمبر لشبكات تلفزيونية ان الهجوم "ليس بالضرورة اعتداء ارهابيا" وانما نجم على الارجح عن "تظاهرة عفوية تطورت". وعلى الاثر اعترفت الادارة بان الهجوم كان عملا مخططا. واشتبه النواب في ان رايس والبيت الابيض تعمدا تضليل الاميركيين بشان الطابع الارهابي لهذا الهجوم لعدم التاثير على صورة اوباما قبل اسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية في 6 تشرين الثاني/نوفمبر التي فاز بها في نهاية المطاف. ومن هؤلاء النواب البارزين السناتور جون ماكين والسناتورة ليندسي غراهام الواسعا النفوذ والقادران على عرقلة تعيين رايس وزيرة للخارجية. ويخضع تعيين شاغلي المناصب الحكومية الاميركية لموافقة مجلس الشيوخ حيث يملك الديموقراطيون اغلبية بسيطة وليس اغلبية موصوفة لازمة لمنع اي عرقلة محتملة من المعارضة. ومن هذا المنطلق فان كيري بخبرته الطويلة في الكابيتول يعتبر اوفر حظا من رايس لخلافة هيلاري كلينتون. واعتبرت رايس الجمعة عبر موقع تويتر ان كيري "عمل من دون هوادة وبفاعلية من اجل تقدم المصالح والقيم في العالم اجمع". وقد رحب ماكين وغراهام بالاعلان عن تعيين كيري وقال ماكين "اثق بقدرة جون كيري على القيام بمهامه" فيما حيت غراهام "مرشحا شديد الصلابة". واضافة الى كلينتون اعلن العديد من وزراء اوباما الرئيسيين رغبتهم في ترك مناصبهم مع بدء ولاية اوباما الثانية في 20 كانون الثاني/يناير المقبل مثل وزير الخزانة تيموثي غايتنر ووزير الدفاع ليون بانيتا. وبالنسبة لوزارة الدفاع ينوي اوباما تعيين السناتور الجمهوري السابق لنبراسكا (وسط) تشوك هيغيل في هذا المنصب. وهيغل برلماني من نفس جيل كيري وحاصل مثله على وسام بطولة في حرب فيتنام. وانتماء هيغيل الى الحزب الجمهوري يمكن ان يسهل اقرار تعيينه من قبل رفاقه السابقين في مجلس الشيوخ رغم ان هذا السياسي المعتدل لم يتبن ابدا المواقف الرئيسية لحزبه في مجال السياسة الخارجية منتقدا خصوصا استراتيجية الرئيس السابق جورج بوش في العراق ومبديا رايا مختلفا بشان الملف الاسرائيلي.