في الجانب الجنوبي الغربي وعلى بعد إثنين كيلو متر من خرايب وأطلال مدينة (حصي ) التاريخية والشهورة في أكثر كتب التاريخ والتي يوجد فيها قبر شمر تاران أشهر قادة وأقيال الدولة الحميرية والتي تنسب إليه مدينة البيضاء (سوق شمر ) كنا في زيارة لقرية (الشعرة ) إحدى قرى عزلة العقلة مديرية الصومعة آل عزان لفت إنتباهي المقبرة العريضة ثم مسجد قديم لا تتجاوز مساحته 10م 2 "مائة متر" أسسه وبناه الفقيه الصالح والعالم البليغ عمر بن مبارك قبل أكثر من 800عام ثم جدده أحد أحفاده وهو محمد بن هارون بن عمر بن مبارك سنة 686ه مبني بأحجار المنطقة الحمراء المشهورة منحوته ومترابطة بمادة القضاض الأبيض والتي كان يستخدمها القدماء شبيهة بالأسمنت وتوجد غرفة ملاصقة للمسجد من الجهة الشرقية خاصة بالفقيه للإطلاع والتعبد أعلاها نافذتين تتقابلان بأبعاد متساوية إحداها شرقية والأخرى غربية وبين هاتين النافذتين في منتصف سقف الغرفة لوح خشبي أحمر بشكل دائرة قطرها متر واحد مخطط بمقاسات متوازية تنتهي إلى حلقة حديدية في منتصف اللوح تسطع أشعة الشمس عند الشروق أو الغروب من النافذتين إلى هذا اللوح الدائري لتوضح وتحدد الفصول والمواسم والشهور والأوقات أكل الدهر عليها وشرب لم تجد من يفصح عن معانيها أويطلع الناس على مافيها القرية لا يزال يسكنها أحفاد الفقيه ويدعون (الفقراء ) . أشار علي أحد الأصدقاء أن أكون على حذر في كتابة هذا الموضوع لأنه حساس وسيثير مسآلة الأعتقاد وزيارات القبور قلت له أطمئن يا أخي أنا صحيح الإعتقاد وأومن أنه لا إله إلا الله ولدي قناعة أن كثير من الأحياء لم يعد بهم نفع أو فائدة فما بالك بالأموات لكن للتاريخ حق في التعرف على من يستحق الذكر . هذا الفقيه والعالم البليغ والمشهور ب(مقطوع اللسان ) أو الملسون كان كثير الحج وأشتهر بوسع علمه وفصاحته وقد كان يقف خطيباً في المسجد الحرام في مكهالمكرمة فرآه بعض الرافضة ورؤوا تأثيره على الناس فأستدرجوه بغرض ضيافته فلما تمكنوا منه في بيت أحدهم خيروه بين سب الشيخين (أبوبكر وعمر ) أو قطع لسانه فأختار قطع لسانه فقطعوه ولذلك سمي مقطوع اللسان . ولا بد أن لهذا الففقيه فضل كبير في نشر علوم الدين والدعوة إلى الله بدليل إنتشار أبنائه وأحفاده في كثير من بقاع اليمن فهذا موسى بن عمر بن مبارك والذي ترجمه الشرجي وذكر وفاته 686ه في قرية أثعب من مديرية الزاهر آل حميقان وابنه عبد الرحيم بن موسى في وادي ذي سهمان مديرية الزاهر ثم عقيل بن موسى مابين المردم والغيلمة مديرية الزاهر ثم مسعود بن موسى في وادي حطيب أرض العوالق محافظة شبوة ثم يوسف بن موسى في قرية صلواع مديرية ذي ناعم ثم أحد أبناء موسى لم أعرف أسمه في قرية الفرده مديرية الحد محافظة لحج ثم محمد بن احمد بن عمر بن مبارك في قرية كبد مديرية الصومعة ثم إبنه تاج الدين بن محمد بين جبال كساد و مسيودين مديرية الزاهر ثم هيمان بن محمد بن احمد في السيلة البيضاء مديرية سباح محافظة أبين ثم احد أبناء محمد في قرية شيوحه مديرية سباح أبين ولكل واحد من هؤلاء رباط علم ومسجد شبيه بالمسجد الذي وصفناه لعمر بن مبارك . ورد نسبهم في كتاب النسبة إلى البلدان لأبن مخرمه بقوله عمر بن مبارك بن مسعود بن سالم بن سعيد بن عمر بن علي بن احمد بن ميسره بن جعفر من قوم يقال لهم الجعفيون وجعفي هو إبن سعد العشيره بن مذحج منهم شراحيل بن الأصهب الجعفي أحد ملوك اليمن قتلته حمير ومنهم من وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ورد ذلك في كتاب الوفود ومنهم هبيرة بن النعمان الجعفي ولاه علي بن أبي طالب (المدائن ) وشهد معه صفين ذكر ذلك إبن حجر في الإصابه وآخرين أعلام مشهورين سيطول المقال بذكرهم .
في حالة اعادة النشر او الاقتباس يرجى ذكر المصدر شبكة البيضاء برس