إن محافظة البيضاء من أجمل المحافظات اليمنية لما تحتويه من معالم أثرية وكذلك تنوع الموروث الشعبي فيها حيث تعتبر محافظة البيضاء اليوم قلب اليمن وهي المحافظة الوحيدة التي يحدها ثمان محافظات من محافظات الجمهورية وتشهد مدينة البيضاء توسع عمراني ونهضة تنموية شاملة في جميع المجالات إلا إن الزائر لهذه المحافظة يندهش لما يلاقيه من زحمة السير في شوارعها وخاصة الشارع الرئيسي حيث إن حركة المرور تتركز في شارع واحد وهو الشارع الرئيسي المؤدي من مدخل المدينة إلى قلب السوق ومجمع فرزة السيارات هذا وبالرغم من وجود شوارع أخرى احدها يمر من أمام مستشفى الثورة باتجاه أدارة الأمن إلى مكيراس إلا أننا نتفاجأ بزحمة السير وخاصة أمام سوق الأغنام وسوق القات وكما يوجد طريق آخر وهو طريق المسلخ الرباط ألا انه يمر بالأحياء القديمة للرباط ولا يوجد هناك تخطيط حضري لهذه المنطقة فإذا تقابلت سيارتان ازدحم الخط وتوقفت حركة المرور حتى يسمح احدهما للآخر بالعبور وكذلك يوجد الطريق المؤدي من الزاهر إلى قلب السوق وهناك نرى ازدحام غير عادي للسيارات وللبشر وقس على ذلك جميع مداخل المحافظة فهي تعاني من زحمة سير شديدة لا توجد بأي محافظة أخرى من محافظات اليمن (و أظن الإخوة اللذين يقرئون هذا المقال يشاركوني في الرأي) فأنا أقول من البداية إن محافظتنا جميلة لكن الزحمة الشديدة تخنق المحافظة.. ولهذا يجب علينا أن نفتش عن سبب هذه الزحمة فسمعت احدهم يقول أن الزحمة سببها سوء تخطيط الشوارع وان الشوارع خططت في ستينات القرن الماضي وان اللذين قاموا بتصميمها لم يعملوا حسابهم إلى أنها لن تتغير هذه الشوارع حتى بعد خمسين سنه من إنشائها وان مكتب الأشغال تقع عليه مسئولية تحديث وتطوير هذه الشوارع .. ويقول آخر إن سبب الزحمة هو الباعة المتجولين اللذين يحتلون أكثر من نصف الشارع بل يتخذون من الشارع سكن لهم وان البلدية مقصرة في هذا الجانب ولا تقوم بواجبها تجاه هؤلاء الباعة .. ويقول آخر إن سبب الزحمة هو القات حيث تم إنشاء سوق للقات خارج المدينة إلا أن بعض الباعة لازال متمسك في موقعة السابق ولا يريد الانتقال إلى السوق الجديد (على شان الزبائن لا يطيروا عليه).. بينما يرى آخرون إن سبب الزحمة هو شرطة المرور حيث لا يطبقون قانون المرور ولا يحددون مواقف معينة للسيارات و أنهم يسمحون بوقوف السيارات وسط الطريق وبأي وضعية شاءوا وكذلك لا توجد لوحات مرورية إرشادية لإرشاد السائقين عن مكان التوقف والعبور والسرعة والتجاوز والانتظار وبقية الإرشادات المرورية الأخرى... فمدينتنا جميلة ويجب أن نوحد جهودنا لمعالجة هذه الظاهرة وان نبحث عن نواحي القصور في أي أدارة ومن المتسبب الحقيقي في هذه الازدحامات الخانقة وان نقف مؤازرين للمجلس المحلي والسلطة المحلية حتى نحل هذه المشكلة وان يكون جميعنا محبا للنظام والقانون ومساهما في إنجاح أي قرار يصدر بهذا الخصوص وبالأخير فنحن نعيش في مدينة صغيرة تسمى البيضاء وليست مدينة عالمية كبرى ... ....والحل موجود.. ولكن؟