كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية النقاب عن وجود مذكرة قانونية سرية أمريكية، أطلع عليها البعض مؤخرا تبيح قتل المواطنين الأمريكيين دون محاكمتهم؛ في حال تعذر القبض عليهم أحياء بما أعطى مبررا لقتل المواطن الأمريكي «أنور العوالقي»، الذي ثبت ضلوعه في شن العديد من الهجمات الأرهابية ضد واشنطن، الأسبوع الماضي في غارة شنتها القوات الأمريكيةباليمن. وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته على موقعها الألكتروني اليوم، الأحد، أن تلك الوثيقة قد صيغت في أروقة مكتب المستشار القانوني التابع لوزارة العدل الأمريكية العام الماضي عقب أشهر من المداولات واسعة النطاق، مشيرة إلى أن تلك الوثيقة فتحت جدلا قانونيا بين المختصين لتفسير أحد أهم القرارات التي إتخذها الرئيس الأمريكي وباراك أوباما» بنفسه ليعطي أوامره بقتل العوالقي دون مثوله أمام المحكمة. وإعتبرت الصحيفة، أنه وفقا لأحكام هذه الوثيقة فسوف يتم تبرير قتل المواطنين، رغم وجود قوانين فيدرالية ووثائق في حقوق الأنسان تحرم الإغتيالات، غير أن العديد من مؤيدي تلك الوثيقة أكدوا تطبيق أحكامها على العوالقي وحده، وأنها لن تفتح الباب على مصراعيه للتصريح بقتل أي مواطن أمريكي يتهم بضلوعه في قضايا إرهابية. وأشارت الصحيفة إلى رفض إدارة الرئيس أوباما الإعتراف بدور القوات الأمريكية في الغارة التي قتل على إثرها العوالقي في اليمن الشهر الماضي؛ لكي لا يتم نشر تفاصيلها وتبقى دوما عملية سرية؛ لذا هربت الإدارة الأمريكية من مطالب الرأي العام بتقديم تفسير كاف بعدما أضفى مسئولو الأدارة الأمريكية صبغة قانونية على مقتل العوالقي، الأمر الذي أثار مخاوف نشطاء حقوق الإنسان حيال سيادة القانون والحريات المدنية. وأضافت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن التفسير القانوني لمقتل العوالقي، وفقا لمواد تلك الوثيقة، يبيح قتله لتعذر القبض عليه حيا؛ بعد وجود تقارير مخابراتية تؤكد عمله في صفوف تنظيم القاعدة الإرهابي في الحرب التي شنتها واشنطن على القاعده وتشكيله خطرا حادقا على حياة المواطنين الأمريكيين وعجز السلطات اليمنية في القبض عليه. كما نقلت الصحيفة عن تقارير إخبارية عدة تناولتها وسائل الإعلام الأمريكية، في العام الماضي، قبل الإنتهاء من كتابة تلك المذكرة، تتناول تصريحات أدلى بها مسئولون في إدارة مكافحة الإرهاب تفيد بوضع العوالقي في قائمة المطلوبين حيا أو ميتا، عقب محاولة تفجير طائرة ركاب متجهة إلى مدينة ديترويت بولاية ميتشيجن الأمريكية وإتهام العوالقي بالضلوع في تجنيد مهاجمين لتنفيذ هذه العملية. من ناحية أخرى، أشارت الصحيفة إلى حديث المستشار الأول للرئيس الأمريكي لمكافحة الإرهاب «جون أوبرينان»، الشهر الماضي، الذي نفى فيه الإتهام الذي وجهه للإدارة الأمريكية بقتل المسلحين بعد القبض عليهم، مؤكدا مثولهم أمام استجواب هيئة المخابرات الأمريكية