جاء خطاب الرئيس عبد ربه منصور هادي أمس الأول بالعاصمة اليمنيةصنعاء ليثير حفيظة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذي تمت الإطاحة به عقب أحداث ثورة فبراير التي شهدتها اليمن في العام 2011 م , بعد أن كشف هادي عن تفاصيل دقيقة للتعاون اليمني مع نظيره الأمريكي في الحرب على الإرهاب عقب أحداث 11 سبتمبر الشهيرة 2001 م التي تبناها تنظيم القاعدة . وفي الخطاب الذي وجه رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي للشعب اليمني بحضور كبار رجال الأجهزة الأمنية في اليمن أكد بأن تحليق الطائرات الأمريكية بدون طيار فوق سماء اليمن ليس بحديث العهد بقدر ما هو يأتي في إطار خطة تعاون متفق وموقع عليها من قبل النظام السابق برئاسة صالح وبين إدارة البيت الأبيض عقب أحداث سبتمبر الشهيرة التي دفعت بقوة للتعاون الثنائي بين البلدين في حربهما على الإرهاب التي شهدتها وتشهدها الساحة اليمنية من قبل تنظيم القاعدة . كملة هادي التي اعتبرها النقاد المحليين للشأن اليمني بمثابة تبرئة لساحته وتأكيدا على حجم الدور الذي لعبه نظام الرئيس صالح في التعاون الثنائي مع الجانب الأمريكي التي أعلنت الحرب على تنظيم القاعدة بعد الهجمات التي شنها تنظيم القاعدة على مصالح أمريكية في عدد من بلدان العالم قبل أن يوجه ضربته الأكثر وجعا للشعب الأمريكي في أحداث سبتمبر . لتشعل كلمة الرئيس هادي التي أوضحت للشعب اليمني تفاصيل دقيقة عن حقيقة التعاون الثنائي بين نظامي صنعاءوواشنطن الحرب الإعلامية التي تصدر مشهدها مصدر مسئول بمكتب الرئيس السابق الذي نفى من خلاله إبرام اليمن أي نوع من الاتفاق الأمني مع الولاياتالمتحدةالأمريكية يمنحها حق انتهاك سيادة أجواء الجمهورية اليمنية لملاحقة العناصر الإرهابية . في حين أكد الرئيس هادي في خطابه أمس والذي بثه تلفزيون اليمن الرسمي إلى أن اتفاقية الحرب على الارهاب كانت مباشرة بعد احداث 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدةالامريكية حينما ذهب الرئيس السابق علي عبد الله صالح الى واشنطن ووقع على اتفاق شراكة اليمن في الحرب ضد الارهاب باعتبار اليمن مصنفة الدولة الثالثة بعد افغانستان وباكستان بوجود عناصر تنظيم القاعدة الارهابي. منوها بأن ذلك التعاون في إطار مكافحة الإرهاب الدولي لتنظيم القاعدة، وتعاون اليمن مع الولاياتالمتحدة في هذا المنحى منذ ذلك التاريخ، مشيرا الى أن الطائرة بدون طيار التي تقوم بعمليات هي جزء من ذلك التعاون بيننا وبين الولاياتالمتحدةالامريكية وتقوم بهذه المهمات من عام 2004م، وبحسب مقتضيات الحاجة لتلك المهمات، مبينا أن ذلك ليس ترفا بل لأننا لا نملك التكنولوجيا المطلوبة لتنفيذ مثل هذه المهام العسكرية الدقيقة.
وكشف الرئيس عبد ربه منصور هادي أن اتفاق اليمن بالشراكة في الحرب ضد الارهاب كان مصدقا عليه من قبل مجلس الدفاع الاعلى عام 2001م، وقال إن "البعض اليوم يتباكى على السيادة بصورة مستغربة ( في إشارة واضحة لنظام الرئيس السابق) .. الم تكن الطائرات بدون طيار تضرب من قبل في ابين وفي حضرموت وفي مارب وفي الكثير من الاماكن، الا انها عندما وصلت الى بعض المناطق قالوا هذا اختراق للسيادة الوطنية". وتساءل "الم تكن السيادة على كل شبر من أرض اليمن ام أن السيادة في مكان معين من أجواء اليمن؟، ولكن نقول للجميع أن السيادة من أول ذرة تراب يمني من حدوده في الجهات الاربع شرقا وغربا وشمالا وجنوبا. موضحا بقوله "ليس سرا التعاون في مجال محاربة الارهاب، فلدينا مشاركة في غرفة عمليات في جيبوتي، ولدينا ضباط مشاركين في غرفة عمليات في البحرين على مستوى عسكري دولي من أجل ملاحقة ومكافحة ومراقبة الارهابيين باعتبارهم تنظيم ارهابي دولي على مستوى العالم". وعلى النقيض تماما اعتبر المصدر الذي لم يتم تحديد اسمه في نفيه القاطع لما تطرق له الرئيس هادي في خطابه ونشره الموقع الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح ( المؤتمر نت ) أن الدولة اليمنية ظلت جزء من المجتمع الدولي الذي التزم بتنفيذ سياسية الحرب على الإرهاب وبما يحافظ على حقوقه السيادية الوطنية ودور مؤسساته الأمنية والعسكرية للاطلاع بواجباتها في القضايا والمهام التي تقع في نطاق الأراضي اليمنية ويتورط بها مواطنون يمنيون . لكنه أي المصدر الذي نسب إليه التصريح وإن كان قد أكد بأن جميع الضربات التي قامت بها القوات الأمريكية في اليمن كانت تتم تحت ما أسماه سيطرة النظام السابق ومعرفته إلا أنه في الوقت ذاته لم يستطع نفي عدم علم نظام صالح بضربة المعجلة التي أودت بحياة جابر الشبواني وهو ما عد تهربا من مسئولية مقتل جابر الشبواني الذي يحظى والده – أحد مشائخ قبائل محافظة مأرب ( شرقي اليمن ) – بدعم قبائل آل شبوان وغيرها من القبائل المناصرة والمساندة لها . مستندا في الوقت ذاته بعدد الهجمات التي نفذتها الطائرات الأمريكية بدون طيار على اليمن في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن بهجمة واحدة لكن المصدر لم يستند قبل إطلاق تصريحه للعنان بأن العبرة ليست في العدد فواحدة ومائة تندرج في خانة واحدة وهي عدم قدرة النظام على الحفاظ على سيادة الوطن من أي انتهاك بل إنه ذهب لأبعد من ذلك في الأمر الثاني وهو تصريحه علنا بعدم علم النظام بضربة المعجلة والتي لم يستطع نفي ذلك كون الرئيس الأسبق قد اعترف بذلك في تصاريح إعلامية بثت له عقب الإطاحة به عن الحكم .