اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن تقاضي الجنود اليمنيين معاشاتهم من قادة الألوية مباشرة يؤكد وجود فساد في الجيش اليمني، كون قادة الألوية يستقطعون المال ويقوضون الروح المعنوية لدى الجنود . وأشارت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأربعاء إلى أن الولاياتالمتحدة حثت الرئيس عبدربه منصور هادي لدفع معاشات القوات المسحلة بشكل مباشر . ونشرت الصحيفة مقالا بقلم الكاتب (ديفيد احنا تيوس) عن الانتقال السلمي للسلطة في اليمن، أشار فيه إلى أن هناك حاجة للإصلاح في اثنتان من المؤسسات العسكرية والأمنية التي يترأسهما كل من أحمد علي عبدالله صال (النجل الأكبر لصالح) ويحيى محمد عبدالله صالح (ابن شقيق صالح). وأضاف: "ولأن الولاياتالمتحدة تعتمد على هاتين المؤسستين في حربها على القاعدة، فأنها تأمل في إجراء تغيير تدريجي فيهما خلال الأعوام القادمة.. لكن إذا طال الوقت فأن الولاياتالمتحدة ستبدو وكأنها تدلل أسرة صالح ". وقد وصف الكاتب تلك العملية بالانتقال من مستبد هرم (طاعن في السن) حكم بلاده نحو 34 عاما، الى زعيم جديد لا يتحدث الا بالأشياء السليمة عن الإصلاح . نص الترجمة بعدما حال الحول على ثورات الربيع العربي المضطرب، كان حفل عطلة نهاية الأسبوع في اليمن هادي للغاية ويكاد لا يذكر. لكنه سجل انتقال السلطة من مستبد هرم (طاعن في السن) حكم بلاده نحو 34 عاما، إلى زعيم جديد لا يتحدث إلا بالأشياء السليمة عن الاصلاح . تمت إدارة عملية تغيير النظام على مراحل خلفت بعض النهايات الفضفاضة وأسئلة لم تجد لها بعد اجابات. كان الحل منتجا، صنيع صفقات تمت خلف الكواليس، والواقعية السياسية الإقليمية . وبالرغم من انعدام الرؤية، فقد قدم تسليم السلطة بديلا عن العملية الانتقالية العنيفة التي ما زالت تشهدها مصر وليبيا وتونس وسوريا . إذن كيف تكشفت القصة اليمنية وما هي العبر المستفادة، في وقت تواجه الولاياتالمتحدة صعوبة في مواكبة ثورات الربيع العربي؟ كل قصة من قصص الربيع العربي مختلفة عن الأخرى، ولا يوجد هناك نموذج يمني نستطيع استنساخه بسهولة. لكن هناك بعض الأساليب الجديرة بالاهتمام وتشمل : التقرب من المعارضة لم تكن الولاياتالمتحدة مهيأة لم حدث في كل من مصر وليبيا لفقدانها التواصل الجيد مع المعارضة. السفير الأمريكي جيرالد فايرستاين وزملائه في صنعاء قاموا بعمل أفضل في صنعاء من خلال التواصل المستمر مع منظمات المجتمع المدني والمعارضة . يقول المحتجون أنهم سيبقوا معتصمين في ساحة التغيير حتى بعد رحيل صالح، وسيعرض ذلك صبر الدبلوماسيين للاختبار . التحدي في اليمن هو في إكمال المرحلة الانتقالية. وكما رأينا في مصر، فقد يصبح التظاهر نمطا من أنماط الحياة إلى الدرجة التي يهدد فيها بمحو المكاسب التي صارعت المعارضة من أجل تحقيقها. الولاياتالمتحدة ترغب في التدخل الهادئ لتخفيف نفوذ أقارب صالح في قيادة قوات الأمن والانتقال إلى جيش أكثر احترافا . خالد الانسي وهو أحد قادة الاحتجاجات، شكى إلى سودارسان راغافان من صحيفة الواشنطن بوست قائلا: "لقد طعنت الثورة من الخلف".. نتمنى أن يحقق هادي من الإصلاحات ما يخفف به هذا الإحساس بالخيانة.. الحقيقة هي أن اليمن، البلد الفقير جدا والنائي، من المستبعد أن يكون مصدرا للثروة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها. إن القضاء على الفساد، وتوزيع الثروة في هذا البلد البعيد هي أفضل استراتيجية لتصديق ثورة الربيع العربي الهادئة - الثورة اليمنية .