حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون قوى العالم يوم الخميس من تكرار الأخطاء التي ارتكبت في البوسنة خلال التسعينات في سوريا وذلك خلال زيارة تاريخية إلى سربرنيتشا حيث لم تتمكن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من منع مذبحة راح ضحيتها ثمانية آلاف من الرجال والأطفال المسلمين. وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت أن الجيب الواقع في شرق البوسنة "ملاذ آمن" للاجئين المسلمين لكن قوات حفظ السلام وقفت مكتوفة الأيدي بينما كانت قوات صرب البوسنة ترتكب المذبحة عام 1995. وجاء ذلك بعد ثلاثة أعوام شهدت ترددا من جانب القوى العالمية التي كانت منقسمة وعازفة عن التدخل في حرب البوسنة التي دامت من عام 1992 إلى عام 1995. وقتل قرابة 100 ألف شخص قبل أن تتحرك في النهاية. وخلال الصراع الدائر في سوريا أظهر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عجزا مماثلا نظرا لانقسامه بين قوى غربية من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى. وقال بان بعد أن وضع إكليلا من الزهور على نصب تذكاري من الرخام الأبيض لضحايا سربرنيتشا "لا أريد أن أرى أيا ممن سيأتون بعدي وهم يزورون سوريا بعد 20 عاما ويعتذرون عن عدم فعل ما كان يمكن فعله الآن لحماية المدنيين في سوريا." وأضاف "ينبغي ألا يتكرر ما حدث في سربرنيتشا أبدا.. لا في أي مكان ولا مع أي أحد." وجاءت الزيارة -وهي الأولى التي يقوم بها أمين عام للأمم المتحدة لسربرنيتشا- ختاما لجولة لمدة اسبوع قام بها بان لدول يوغوسلافيا السابقة. وقال أمام برلمان البوسنة في سراييفو يوم الأربعاء حيث لقي عشرة آلاف شخص حتفهم في حصار دام 43 شهرا إنه يناشد العالم توحيد الصف و"وقف المذبحة" في سوريا. وكان كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة قبل بان رئيسا لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وقت مذبحة سربرنيتشا وهو مبعوث الأممالمتحدة والدول العربية لسوريا ومكلف بالتوصل إلى حل سياسي للصراع الدائر هناك. ويقول نشطاء إن 18 ألف شخص على الأقل لقوا حتفهم خلال الانتفاضة السورية التي اندلعت قبل 16 شهرا ضد حكم الرئيس بشار الأسد الذي قصفت قواته يوم الخميس أجزاء من العاصمة دمشق وحلب ثاني أكبر المدن السورية. وكانت مذبحة سربرنيتشا أسوأ مذبحة تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وما زالت البوسنة تدفن القتلى وتمكنت حتى الآن من دفن 5657 من الضحايا ولم يتم بعد التعرف على رفات 2400 آخرين أو انتشالهم من مقابر جماعية في شرق البوسنة. ويحاكم كل من قائد قوات صرب البوسنة خلال الحرب راتكو ملاديتش وزعيمه السياسي رادوفان كرادزيتش أمام محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة في لاهاي لاتهامهما بالإبادة الجماعية في سربرنيتشا وجرائم أخرى. وحاول أقارب الضحايا إحالة الأممالمتحدة للمحكمة بسبب مراقبي حفظ السلام ذوي الخوذات الزرقاء الذين كانوا من هولندا لعدم منعهم المذبحة. وفي ابريل نيسان قضت محكمة هولندا العليا بأنه لا يمكن محاكمة الأممالمتحدة في هولندا بسبب المذبحة وقال الأقارب إنهم سيستأنفون الحكم أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. وقال حسن نوحانوفيتش وهو من مسلمي البوسنة كان يعمل مترجما للأمم المتحدة وقت الحرب "لابد أن تتحمل الأممالمتحدة مسؤوليتها." وفقد نوحانوفتيش خلال المذبحة أمه وأباه وأخاه. وأضاف "من سلموا أسرتي إلى القوات الصربية كانوا يرتدون خوذات زرقاء."