للمرة الرابعة ..اليمن يستهدف عمق الكيان مجددا    بن بريك والملفات العاجلة    92 ألف طالب وطالبة يتقدمون لاختبارات الثانوية العامة في المحافظات المحررة    الجوع يفتك بغزة وجيش الاحتلال يستدعي الاحتياط    هدف قاتل من لايبزيغ يؤجل احتفالات البايرن بلقب "البوندسليغا"    يفتقد لكل المرافق الخدمية ..السعودية تتعمد اذلال اليمنيين في الوديعة    ترحيل 1343 مهاجرا أفريقيا من صعدة    لاعب في الدوري الإنجليزي يوقف المباراة بسبب إصابة الحكم    السعودية تستضيف كأس آسيا تحت 17 عاماً للنسخ الثلاث المقبلة 2026، 2027 و2028.    النائب العليمي يبارك لرئيس الحكومة الجديد ويؤكد وقوف مجلس القيادة إلى جانبه    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    التركيبة الخاطئة للرئاسي    وادي حضرموت على نار هادئة.. قريبا انفجاره    أين أنت يا أردوغان..؟؟    مع المعبقي وبن بريك.. عظم الله اجرك يا وطن    حكومة بن بريك غير شرعية لمخالفة تكليفها المادة 130 من الدستور    العدوان الأمريكي يشن 18 غارة على محافظات مأرب وصعدة والحديدة    اعتبرني مرتزق    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    رسائل حملتها استقالة ابن مبارك من رئاسة الحكومة    نقابة الصحفيين اليمنيين تطلق تقرير حول وضع الحريات الصحفية وتكشف حجم انتهاكات السلطات خلال 10 سنوات    3 عمليات خلال ساعات.. لا مكان آمن للصهاينة    - اعلامية يمنية تكشف عن قصة رجل تزوج باختين خلال شهرين ولم يطلق احدهما    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    بدعم كويتي وتنفيذ "التواصل للتنمية الإنسانية".. تدشين توزيع 100 حراثة يدوية لصغار المزارعين في سقطرى    قرار جمهوري بتعيين سالم بن بريك رئيساً لمجلس الوزراء خلفا لبن مبارك    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    إنتر ميلان يعلن طبيعة إصابة مارتينيز قبل موقعة برشلونة    اجتماع برئاسة الرباعي يناقش الإجراءات التنفيذية لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية    وزير الخارجية يلتقي رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر    مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية    اليمن حاضرة في معرض مسقط للكتاب والبروفيسور الترب يؤكد: هيبة السلاح الأمريكي أصبحت من الماضي    تدشين التنسيق والقبول بكليات المجتمع والمعاهد الفنية والتقنية الحكومية والأهلية للعام الجامعي 1447ه    أزمة جديدة تواجه ريال مدريد في ضم أرنولد وليفربول يضع شرطين لانتقاله مبكرا    الحقيقة لا غير    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور    سيراليون تسجل أكثر من ألف حالة إصابة بجدري القردة    - رئيسةأطباء بلاحدود الفرنسية تصل صنعاء وتلتقي بوزيري الخارجية والصحة واتفاق على ازالة العوائق لها!،    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    الجنوب يُنهش حتى العظم.. وعدن تلفظ أنفاسها الأخيرة    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 3 مايو/آيار2025    صنعاء تصدر قرار بحظر تصدير وإعادة تصدير النفط الخام الأمريكي    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العميد العريبي: إعادة هيكلة الجيش حاجة وطنية في إطار الانتقال السلمي للسلطة
قال إن قوات العمليات الخاصة للتدخل السريع ضد الإرهاب، وتضم القوات المشابهة في وزارة الداخلية
نشر في الاشتراكي نت يوم 28 - 12 - 2012

قال عضو في فريق إعادة هيكلة القوات المسلحة إن إعادة الهيكلة بحسب قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي «حاجة سياسية وطنية في إطار التحول الديمقراطي والانتقال السلمي للسلطة ».
ووصف العميد الدكتور عبده سعد العريبي إنهاء انقسام الجيش وتحديد مكوناته طبقاً لقواه الرئيسية بالعودة الى الأصل وإعادة الاعتبار لدور الجيش ووظيفته .
وتوقع العريبي في حديث ل(صحيفة الثوري) استكمال جميع المراحل الأساسية لعملية الهيكلة بنهاية العام 2013 وفقاً للخطة المزمنة، داعياً الجميع الى التعاون في هذه المهمة الوطنية .
وتحدث عن أولويات الهيكلة وأهم جوانبها كالقوات الخاصة ومجموعة الصواريخ وحرس الحدود ومجلس الدفاع الأعلى، ودافع عن الهيكلة أمام من يعتبرونها «عملاً أمريكياً ».
فيما يلي إجاباته على اسئلة المحرر إبراهيم غانم :
كيف تلخصون لقارئ «الثوري» نتائج القرارات الرئاسية بشأن إعادة هيكلة الجيش؟
- يكمن تلخيصها في أنها تمثل البداية العملية لتدشين عملية إعادة هيكلة القوات المسلحة على أسس وطنية وعلمية ومهنية بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرارات مجلس الأمن وخاصة رقم 1451، وهي قبل كل ذلك تمثل بالنسبة لنا حاجة سياسية ووطنية تحتل أولوية هامة في إطار عملية التحول الديمقراطي والانتقال السلمي للسلطة. أما نتائجها المباشرة فتتمثل في إنهاء حالة الانقسام والتباين في بعض المكونات الأساسية للقوات المسلحة قبل القرار الأخير رقم 104 الذي تم من خلاله التحديد الواضح والدقيق للمكونات الأساسية للقوات المسلحة وفقاً للهيكل الجديد والمتمثلة بقواها الرئيسية التالية: القوات البرية، القوات البحرية والدفاع الساحلي، القوات الجوية والدفاع الجوي، وحدات حرس الحدود. وهذه التسميات هي القاعدة المتعارف عليها في معظم جيوش العالم. وبالتالي فإن نتائجها تمثل العودة إلى الأصل في إعادة بناء القوات المسلحة اليمنية، وهي اللبنة الأولى التي سيتم لاحقاً البناء عليها في الجوانب التفصيلية لهذه العملية على طريق إعادة الاعتبار لدور ووظيفة القوات المسلحة اليمنية كمؤسسة وطنية محايدة ومهنية تلبي متطلبات حماية سيادة واستقلال الجمهورية اليمنية وأمنها القومي .
من وجهة نظركم.. لماذا جرى إلحاق مجموعة الصواريخ بالقائد الأعلى للقوات المسلحة (الرئيس) وهل كان هذا ضمن الخطة الأصلية أم هو اشتراط من الرئيس هادي كما ذكرت بعض المصادر الإعلامية؟ .
- مجموعة الصواريخ هي سلاح استراتيجي بالدرجة الأولى. وفي كل بلدان العالم الأسلحة الاستراتيجية تتبع رئيس الدولة الذي هو في الوقت نفسه القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي تقع عليه مسؤولية تحديد تموضعها واستخدامها عند الضرورة وفق الخطة الدفاعية للدولة وأمنها القومي، وهي عملياتياً تتبع وزارة الدفاع وتعد جزءاً لا يتجزأ من المكونات الرئيسية للقوات المسلحة. وكانت تتبع قوات الحرس الجمهوري الذي كان يصنف على أنه الاحتياط الاستراتيجي للقائد الأعلى. لذلك لا صحة مطلقاً لما تناولته بعض وسائل الأعلام حول طلب الأخ الرئيس القائد الأعلى لذلك، لأن العملية فقط خاصة بإمكانية استخدامها، وحصر هذه الإمكانية من خلال رئيس الجمهورية القائد الأعلى، وهذا أمر لا خلاف عليه في جميع أنحاء العالم، لأنه منتخب من الشعب والمسؤول الأول عن مصالحه وأمنه القومي في السلم والحرب معاً .
بالنظر إلى الوضع الراهن، ما فائدة حصر موقع نائب رئيس هيئة الأركان بنائب واحد فقط؟
- الهيكل الجديد للقوات المسلحة وقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة تم وضعه بعد تحليل علمي عميق ودراسات ونقاشات مستفيضة لأعضاء الفريق الأكاديمي لإعادة هيكلة القوات المسلحة اليمنية، وتم الأخذ بقواعد وأسس حديثة وبأفضل التجارب الناجحة في العالم وفي المنطقة، وهو يعكس الرؤية الاستراتيجية لنوع الجيش الذي تحتاجه اليمن اليوم وفي المستقبل. من هذا المنطلق تم الأخذ بمجموعة من القواعد الجديدة التي روعيت في الهيكل الجديد ومنها تجاوز الاختلالات الموجودة في الهيكل القديم وأهمها :
1- عدم وجود قانون ينظم أعمال وزارة الدفاع .
2- التضخم وغياب نظام التوصيف الوظيفي .
3- عدم الأخذ بخيار التخطيط الاستراتيجي والبحث العلمي .
4- ضعف نظام القيادة والسيطرة والفصل بين المهام والمسؤوليات .
5- غياب مبدأ الرقابة والمحاسبة .
6- التداخل في المهام والاختصاصات. وغير ذلك من الاختلالات الكثيرة والخطيرة .
لذلك تم إدخال تغييرات جوهرية في الهيكل الجديد اهمها :
1- تحقيق مبدأ الفصل بين الواجبات والصلاحيات والمسؤوليات لوزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة، وتوضيح طبيعة العلاقة بين المستوى الاستراتيجي والمستوى العملياتي .
2- إيجاد جهة مختصة تقوم بوضع السياسات والاستراتيجيات وتطوير البرامج الدفاعية .
3- ضمان تحقيق التوازن بين المركزية في التخطيط واللامركزية في التنفيذ .
4- الحد من التضخم والازدواج في أجهزة قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة .
5- إيجاد هيئة ركن لوزير الدفاع من خلال المساعدين للقيام بالتخطيط والتنسيق الأفقي والعمودي وتقديم الاستشارات اللازمة بدلاً عن 31 مستشاراً .
6- إيجاد هيئة ركن لرئيس الأركان العامة من خلال نائب واحد محترف وخمسة رؤساء هيئات يتاح المجال لهم لممارسة سلطات تنفيذية والقيام بالتخطيط والإشراف والمتابعة واتخاذ القرارات للدوائر التابعة لهم بدلاً عن 8 نواب و14 مستشارا في الهيكل القديم .
في الواقع هنالك مزايا كثيرة وإيجابية في الهيكل الجديد تمكن من إحداث عملية تحول نوعية في مستوى التنظيم والإدارة والقيادة والسيطرة والأخذ بأحدث الأنظمة للتعامل مع عدد محدد من المرؤوسين .
قوات حرس الحدود غير متعينة حتى الآن، فما هي الخطة المتوقعة بهذا الصدد؟
- حرس الحدود، كما ورد في قرار الرئيس، يعد أحد التشكيلات الرئيسية للقوات المسلحة. وهو يحتل أولوية في الظروف الراهنة نظراً للإهمال الذي تعرض له خلال الفترة الماضية ولما يمثله من أهمية بالنسبة لليمن وحدودها الجغرافية التي تمتد براً بطول أكثر من 2000كم وبحراً في حدود 2200كم، الأمر الذي يستوجب وجود وحدات حرس حدود وخفر سواحل كافية وحديثة ومكتملة في قوامها البشري والمادي وفي بنيتها التحتية، حتى تستطيع تأمين حدود الدولة براً وبحراً بالتعاون مع القوات المسلحة وأجهزة الدولة الأخرى .
في الماضي لم يتم التعامل بمسؤولية مع هذا النوع من القوات، مما جعل حدودنا البرية والبحرية مفتوحة يعبث بها المهربون وتجار السلاح والجماعات الإرهابية وغير ذلك، وهو ما استدعى إعادة النظر في قوام حرس الحدود الذي لم يكن في الماضي يتجاوز 3 ألوية بوسائل ومعدات غير كافية. كل ذلك جعل وحدات حرس الحدود تدخل ضمن خطة إعادة هيكلة القوات المسلحة كمكون رئيسي سيتم من خلاله استكمال الملاك البشري والمادي وفقاً لخطط خاصة بذلك ووفقاً لرؤية استراتيجية طويلة المدى تلبي متطلبات حماية حدود الدولة البرية والبحرية وتأمين وتطوير علاقاتنا مع الجيران لوقف عمليات الاختراق لحدود الدولة بجميع جوانبها. وهناك خطة تفصيلية مستقبلاً لهذا الغرض. وهنالك دعم وتعاون من قبل الأشقاء في المملكة العربية السعودية وغيرهم لوحدات حرس الحدود .
تبدو قوات العمليات الخاصة وكأنها قوات للتدخل السريع، وقيل أن مهامها أمنية، في حين توجد قوات مشابهة تتبع وزارة الداخلية، ألا يعني هذا استمرار حالة التشتت بخاصة في جهود مكافحة الإرهاب؟
- من حيث المبدأ، العمليات الخاصة هي بمثابة قوات للتدخل السريع، واسمها يدل على ذلك. أما مهامها فتحددها القيادة السياسية والعسكرية وفقاً للحاجة الوطنية وأمن الدولة، ومن الطبيعي أن تنفذ مهام أمنية أو عسكرية في هذا الإطار، ولكنها ذات طبيعة خاصة. وقد جاء تشكيلها في الهيكل الجديد نظراً لأهميتها والدور الذي يمكن أن تلعبه، خاصة في مكافحة الإرهاب. وهي بوضعها الحالي قد ضمت إليها كل المكونات المشابهة من جميع الجهات ولم تعد هناك قوات خاصة أو قوات لمكافحة الإرهاب خارج هذا المكون، بما في ذلك قوة مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية التي ضمت إليها .
كم من الوقت تتوقعون لتنفيذ الهيكلة بخاصة ولجنتكم مكلفة مع آخرين بإنجاز الخطة المرحلية طبقا للمادة 3 من القرار 104؟
- عملية إعادة هيكلة القوات المسلحة لأي بلد هي من المهام الكبيرة والمعقدة وتحتاج إلى حشد قدرات وإمكانيات لإنجازها. بالنسبة لنا، رغم حجم الاختلالات التي ورثناها من الماضي القريب، فإن الخطة المزمنة لإعادة هيكلة قواتنا المسلحة قد حددت بصورة رئيسية نهاية عام 2013 لاستكمال جميع المراحل الأساسية لعملية الهيكلة، بما في ذلك ما تضمنته المادة 3 من القرار 104، ونحن في فريق الهيكلة واللجنة المنبثقة عن الندوة العسكرية الأولى نعمل بكل جهد للسير الثابت والمخطط في هذه العملية وفقاً لهذه الخطة، رغم وجود بعض الصعوبات والتحديات، لكن نأمل من الجميع أن يعمل ويتعاون في هذه المهمة الوطنية .
كيف نفهم عبارة «الإجراءات التنفيذية لمعالجة مشكلات واقع الحال» في المادة المذكورة؟ وما هي الصعوبات المنظورة والمتوقعة؟
- في إطار رؤية اللجنة العسكرية لتحقيق الأمن والاستقرار لعملية إعادة هيكلة القوات المسلحة، ووفق الخطة الزمنية لهذه العملية، قام فريق الهيكلة الأكاديمي خلال المرحلة الأولى، والتي استمرت نحو 6 أشهر، بدراسة وتحليل وتقييم مجمل الوضع الحالي للقوات المسلحة بكل سلبياته وإيجابياته، وتوجت هذه العملية بعقد الندوة العلمية العسكرية الأولى التي قدمت فيها نحو عشرين ورقة بحثية شملت كل الجوانب المتعلقة بالقوات المسلحة، شخصت من خلالها كل الاختلالات والنواقص والمشاكل في جوانبها المختلفة، وقدمت فيها أيضا المقترحات الخاصة للحلول والمعالجات، وهو ما ترتب عليه تشكيل اللجنة العسكرية المنبثقة عن هذه الندوة لتقييم مخرجاتها والأخذ بالتوصيات التي خرجت بها، ومن ثم العمل على اقتراح الخطط والإجراءات التنفيذية لمعالجة المشاكل القائمة وتقديمها للقيادة السياسية والعسكرية وفق رؤية واضحة من أجل التهيئة للانتقال من الهيكل القديم (الحالي) إلى الهيكل الجديد .
وبالمثل كيف نفهم عبارة «فتح الهياكل التفصيلية للمكونات الرئيسية ووضع واجبات وظائفها»؟
- فتح الهياكل التفصيلية لفروع المكونات الرئيسية تعني استمرارية فتح وهيكلة الهيئات والدوائر والقوى الرئيسية والفرعية وغيرها، وصولاً إلى المستويات الدنيا، ووضع المهام والواجبات والاختصاصات لكل هذه المكونات التفصيلية، بما يضمن التحديد الدقيق للصلاحيات والمسؤوليات ومنع التداخل والازدواج، كما كان حاصلاً في الهيكل القديم .
طبقاً للقرار نحن بانتظار الانتهاء من إعداد «السياسة الدفاعية» و«العقيدة القتالية» ما الفرق بين الاثنتين؟
- السياسة الدفاعية تعني عملياً القدرة على تعبئة الموارد البشرية والمادية الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية للدولة، في إطار عملية متداخلة ومتكاملة مع القدرات الثقافية والسياسية والدبلوماسية وكل مكونات قوة الدولة الشاملة، من أجل حماية كيان الدولة وتأمين حياة كريمة وحرة لمواطنيها .
بهذا المعنى، هناك ثلاثة أبعاد كبرى للأمن القومي: أولها القدرات العسكرية، التي تستطيع أن تردع مصادر التهديد الخارجية وتواجهها، إذا اقتضت الضرورة ذلك، وهو ما اصطلح عليه بالسياسة الدفاعية للدولة. وثانيها: القدرات السياسية، التي تدفع إلى الإجماع أو التوافق الوطني علي الأهداف والمصالح العليا للوطن والشعب، وتنمي الولاء والانتماء وتعبئ الجميع للمشاركة الفاعلة للمجهود الوطني الدفاعي بجميع جوانبه. ثم، أخيراً، القدرات الاقتصادية والتي تتخطى إشباع الحاجات الأساسية إلى خلق مناخ جاذب وأمن للاستثمارات الخارجية والداخلية وتوظيف الموارد المختلفة لبناء اقتصاد سليم ومنتج تعود خيراته على المواطنين كافة .
لا شك أن رسم السياسة الدفاعية للدولة يقتضي أولاً تحديد موارد الدولة وقدراتها ورؤية مصادر تهديدها ووضع استراتيجيات قومية لمواجهتها بكفاءة مستمدة من وضعها الجيوستراتيجي من خلال عملية استخدام كل مكونات قوة الدولة الشاملة .
أما العقيدة القتالية، كمفهوم عسكري، فهي كل الجوانب المختصة بتنظيم وإعداد القوات وتجهيزها وتسليحها وتنسيق خططها وتكتيكياتها وطرق استخدام إمكانياتها لتحقيق الأهداف العسكرية التي تحددها الاستراتيجية العسكرية للدولة المستمدة من السياسة الدفاعية .
العقيدة القتالية تفرضها على الدولة العديد من الاتجاهات والمحددات التي تؤثر علي تكوين وبناء عقيدة عسكرية قتالية واضحة. ومن أبرز هذه المحددات :
- تحديد الأكثر أهمية: الكم أم الكيف؟. وذلك في ما يختص بكل جوانب التسليح والتجهيز. وفي الغالب يكون هذا راجعاً لجوانب اقتصادية عديدة، وارتباطها بسؤال هام: هل أنا في حاجة لأن أتطور وأنمو أكثر؟ أم أنا في حاجة لأن أكون أكثر قوة وأمناً؟
- الوقوف على المحور الاستراتيجي لعملية التسليح: حيث يجب أن يكون الأمر محسوماً: هل سيكون هناك بحث علمي وإنفاق وإنتاج ذاتي للسلاح أم سيتم شراؤه؟ وإذا كانت الإجابة هي الاختيار الثاني، أي الشراء، فيجب أن يكون محدداً بالضبط: أي النوعيات و الفئات من الأسلحة يمكنها أن تكون عنصراً فاعلاً لتنفيذ الإستراتيجية العسكرية. فإذا كانت الأغراض هي الردع و الدفاع عن الدولة مثلاً سيختلف الأمر تماماً عما إذا كان الغرض هو عمليات هجومية خارج نطاق الدولة. وهو ما لا تحتاجه اليمن .
- طبيعة مسرح العمليات المحتمل: هل هو جبلي أو صحراوي أو غابات أو ساحل... إلخ؟، فمن المؤكد أن مسرح العمليات أحد العناصر الهامة لتحديد نوعية ومواصفات العديد من الجوانب التسليحية وخاصة فيما يختص بالقوات البرية .
- حجم العمق الجغرافي للدولة وكثافتها السكانية .
- كفاءة و صلاحية العنصر البشري: وهو في الأساس يتركز في مدى تأثير نوعية العنصر البشري على الاحتياج لأنواع معينة من التسليح و التكنولوجيا لتعويض النقص المهاري للعنصر البشري .
- طبيعة العقيدة العسكرية للأعداء المحتملين: فدراسة العقيدة العسكرية للعدو المحتمل أو الفعلي و تطويع المعرفة بهذه العقيدة هو عنصر رئيسي لخلق عقيدة يمكنها التصدي لأفعال وردود أفعال العدو .
وأخيراً لا بد من التركيز في العقيدة العسكرية على نوعية التدريب والتأهيل وربط ذلك بعملية احترام القوانين وصون الحريات واحترام حقوق الإنسان. ونحن نعمل حالياً على إعادة صياغة وإعداد العقيدة القتالية اليمنية .
بدا في ما نشرته بعض الصحف حول الهيكلة، وجود هيئتين للإمداد اللوجستي تتبعان هيئة رئاسة الأركان دون تسمية محددة لأي منهما.. ما تعلقيك؟ .
- هذه تسريبات صحفية مجتهدة. وفي واقع الحال لا يوجد أي ازدواج أو تناقض في مكونات الهيكل الجديد لوزارة الدفاع. وقد لاحظنا مؤخراً كثيراً من الاجتهادات بهذا الخصوص، وجميعها تمثل اجتهادات لأصحابها بعيدة عن الواقع .
بشأن الدفاع الجوي، حدد القرار حجم قوات الرادار بلواء، لماذا لواء واحد فقط؟
- المقصود بتلك الفقرة من القرار هو تحديد قوام وحدات الدفاع الجوي ومكوناتها الرئيسية، علماً بأن لواء الرادار يتكون من عدة رادارات تكفي لتغطية المناطق العسكرية. وفي الفقرة (5) جرى التأكيد على استحداث أي تشكيلات أساسية يتطلبها تقسيم مسرح العمليات الجوي للجمهورية اليمنية وفقاً لحاجة الدولة وظروفها .
كيف سيكون شكل مجلس الدفاع الوطني الأعلى طبقا للتنظيم الجديد؟
- بحسب البند السابع من المادة الثالثة من القرار رقم 104، سوف يعاد النظر في قانون إنشاء مجلس الدفاع الوطني الأعلى بما يتواكب والتنظيم الجديد. وهذا يعني إعادة النظر في شكل ومهام مجلس الدفاع الوطني وفقاً للمعطيات الجديدة، وبما يؤمن متطلبات السياسة الدفاعية للدولة والحفاظ على الأمن القومي اليمني، بعد أن كان قد تحول في الفترة القريبة الماضية إلى مجلس حزبي أكثر منه سياسي واستراتيجي عسكري يعنى بالقضايا الكبرى التي تواجه الشعب والوطن، خاصة في الظروف الحرجة. وهنالك تصور يدرس في هذا الجانب .
ما هي أولويات تنفيذ الهيكلة من وجهة نظركم؟
- عملية إعادة هيكلة القوات المسلحة هي كل لا يتجزأ، وهي عملية متداخلة ومتكاملة، لكنها أيضا مرتبة وفقاً لأولويات ومراحل محددة في الخطة الزمنية . ودون شك فإن عملية إنهاء حالة الانقسام والتباين في القوات المسلحة أولوية جسدتها القرارات الأخيرة للأخ رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة. ومما له الأولوية أيضا إقرار الهيكل التنظيمي الجديد للقوات المسلحة وتحديد قواها الرئيسية وعدد المناطق العسكرية. جميع هذه المسائل تمثل أولويات عملية أساسية لعملية إعادة هيكلة القوات المسلحة، وفقاً لأسس وطنية وعلمية ومهنية جديدة، وبموجب الخطة المعدة لذلك. وفي هذا السياق تأتي عملية تقسيم وتسمية المناطق العسكرية وتمركز الوحدات فيها ضمن هذه الأولويات. وأخيراً تأتي أهمية فرز وتحليل الملاك البشري والمادي الحالي للقوات المسلحة كجزء من هذه الأولويات. لكن يبقى حضور الإرادة السياسية والمجتمعية هو الأولوية التي لا بد من استمرار حضورها وفعاليتها لضمان الوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة من هذه العملية، في إطار عملية التحول السياسي والوطني الشامل واستكمال عملية انتقال السلطة وفقاً لما تضمنته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرارات مجلس الأمن .
كلمة أخيرة؟
- أحب أن أنوه إلى أن عملية إعادة هيكلة وبناء القوات المسلحة تتم وفق خطط علمية ومهنية يقوم بها نخبة من ضباط القوات المسلحة متسلحين بإرادة التغيير والبناء وبدعم إيجابي مطلق من القيادة السياسية والعسكرية ممثله بالأخ رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير عبد ربه منصور هادي، وبتفاعل واهتمام منقطع النظير للأخ وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد والأخ رئيس الأركان العامة والأخوة أعضاء اللجنة العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار، ووفقاً لمخرجات البحث العلمي والعقل المعرفي وآخر ما توصلت إليه التجارب الناجحة للأصدقاء والأشقاء في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة الأردنية الهاشمية، التي تعد واحدة من أهم التجارب الناجحة للجيوش الحديثة في الوطن العربي .
وأود أن اعلق هنا على من يعتبرون الهيكلة عملاً أمريكياً، فأدعوهم لأن يأتوا إلينا لتوضيح كل جوانب هذه العملية، أو أن يأتونا بمخرجات مشابهة أو أفضل، وسنكون شاكرين لهم ذلك، بدلاً من حالة الاجتهاد والتقليل من جهود الآخرين واستقلاليتهم .
حاجتنا الوطنية اليوم هي وفاق مسؤول يستوعب حجم التحديات والتهديدات والمخاطر التي يعيشها الوطن والشعب، وفاق يستوعب مفردات التغيير ومهام المرحلة، يجمع ولا يفرق، يوحد ولا يشتت، يرمم ولا يدمر، يساعد ولا يعرقل. توافق يعمل على مساعدة القيادة السياسية والعسكرية على تضميد الجراح وتشكيل ملامح المستقبل الذي يليق بنا شعباً ووطناً، عسكريين ومدنيين، ويؤمن وطناً آمناً وقوات مسلحة وطنية حديثة مهنية ومحايدة،لنا وللأجيال القادمة .
تعريف
عبده سعد ناجي مثنى العريبي .
الرتبة: عميد دكتور.
محل الميلاد: مديرية دمت م/ الضالع .
المؤهلات العلمية :
- بكالوريوس علوم عسكرية: الكلية العسكرية عدن 1984 بدرجة امتياز .
- ماجستير علوم اجتماعية جامعة هافانا كوبا عام 1993 مع الميدالية الذهبية .
- دكتوراه علوم سياسية جامعة هافانا كوبا عام 1999 مع مرتبة الشرف الاولى .
- باحث أول في مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة .
- رئيس شعبة الدراسات السياسية في المركز .
- مساعد مدير المركز للشؤون الدولية .
- عضو الفريق الأكاديمي لإعادة هيكلية القوات المسلحة .
- عضو اللجنة العسكرية المنبثقة عن الندوة العسكرية الأولى .
- باحث في الشؤون السياسية والعسكرية وله عدة أبحاث ودراسات في هذه الجوانب .
- مواطن يحلم بدولة مدنية للجميع .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.