البحسني يشهد تدريبات لقوات النخبة الحضرمية والأمن    عقلية "رشاد العليمي" نفس عقلية الماركسي "عبدالفتاح إسماعيل"    تصريحات مفاجئة لحركة حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والانخراط ضمن منظمة التحرير بشرط واحد!    تطور مهم.. أول تحرك عسكري للشرعية مع القوات الأوروبية بالبحر الأحمر    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    هيئة السلم المجتمعي بالمكلا تختتم دورة الإتصال والتواصل الاستراتيجي بنجاح    فيديو صادم: قتال شوارع وسط مدينة رداع على خلفية قضية ثأر وسط انفلات أمني كبير    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    امين عام الاشتراكي يهنئ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بنجاح مؤتمرهم العام مميز    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    فينيسيوس يتوج بجائزة الافضل    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    "جودو الإمارات" يحقق 4 ميداليات في بطولة آسيا    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    المجلس الانتقالي بشبوة يرفض قرار الخونجي حيدان بتعيين مسئول أمني    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الإطاحة بشاب أطلق النار على مسؤول أمني في تعز وقاوم السلطات    اشهر الجامعات الأوربية تستعين بخبرات بروفسيور يمني متخصص في مجال الأمن المعلوماتي    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    رجال القبائل ينفذوا وقفات احتجاجية لمنع الحوثيين افتتاح مصنع للمبيدات المسرطنة في صنعاء    حقيقة وفاة ''عبده الجندي'' بصنعاء    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    لأول مرة.. زراعة البن في مصر وهكذا جاءت نتيجة التجارب الرسمية    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    وحدة حماية الأراضي بعدن تُؤكد انفتاحها على جميع المواطنين.. وتدعو للتواصل لتقديم أي شكاوى أو معلومات.    "صدمة في شبوة: مسلحون مجهولون يخطفون رجل أعمال بارز    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مطيع دماج: هناك منطق ثأري يدير العملية السياسية داخل البلد والحزب الاشتراكي يرفض وجود سلاح خارج سيطرة الدولة
نشر في الاشتراكي نت يوم 08 - 02 - 2014


/خاص - اعدها للنشر -بدر القباطي
قدم الرفيق مطيع دماج عضو الحزب الاشتراكي اليمني بصراحته المعهودة، وشفافيته المطلقة، اجابات شافية للعديد من التساؤلات التي أثيرت خلال الفترة الماضية حول اداء الحزب الاشتراكي والتحديات التي تواجه الحزب وعلاقته بجماهيره وأعضاءه وموقفه من قضية الاقاليم ومخرجات الحوار الوطني واداء ممثليه.
وتطرق دماج في مقابلة متلفزة مع برنامج "بصراحة" بثتها قناة الساحات يوم الخميس الماضي الى اثر غياب الدولة والصراع بين مراكز القوى والجماعات المسلحة وفراغ منصبي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والتحديات التي تواجه الحزب الاشتراكي اليمني، ومستقبل تحالف اللقاء المشترك والعديد من القضايا في الشأن السياسي والحزبي.
الى نص الحوار:
- في البداية اهلا وسهلا استاذ مطيع
* اهلا استاذ احمد
- إذا بدئنا من الاشكالية الاولى التي تحدثتم عنها في الحزب الاشتراكي وهي اعتراضكم على قضية تشكيل لجنة الاقاليم او الطريقة التي تم تشكيلها بها انتم قلتم انها لا تخدم ايجاد حل وانها غلبت طرف على حساب اطراف اخرى؟
* اولا نريد ان نعرف ماذا حدث في جلسة 12 يناير 2014، كان مقترح الحزب الاشتراكي اليمني انه لجنة تحديد عدد الاقاليم بعد ما ظهرت هذه القضية كإشكالية داخل فريق القضية الجنوبية انه ينبغي لمؤتمر الحوار الوطني أن يشكل لجنة يتم تمثيل كل المكونات السياسية داخل هذه اللجنة عبر الانصياع للنظام الداخلي لمؤتمر الحوار الوطني واقترحنا ان يكون رئيس هذه اللجنة رئيس الجمهورية بصفته رئيس مؤتمر الحوار الوطني، هذه اللجنة تقوم بدراسة كافة الخيارات المطروحة خيار الاقليمين، خيار الستة الاقاليم، أي خيار آخر بين هذين الخيارين وعبر هذا التشكيل المنضبط المنصاع لقواعد مؤتمر الحوار الوطني، اولا بالتشكيل بمرجعية مؤتمر الحوار الوطني بالنفس التوافقي الذي تدار به كل القضايا والمشاكل يمكن لهذه اللجنة ان تذهب باتجاه انتاج تصورات مبنية على دراسات وحيثيات علمية من خلالها نستطيع ان نصل الى حالة تفاهم وتوافقات حول ما هو الشكل الاتحادي القادر على انقاذ البلد من الازمة.
- استاذ هذا كان بتاريخ 12 يناير، ربما الزمن تجاوز هذا الحال، بالأمس الرئيس هادي ولجنة تشكيل الاقاليم اتفقوا على خيار الستة اقاليم وليس خيار الاقليمين الذي اقترحه الحزب الاشتراكي، اين هي الاشكالية ولماذا لم نسمع صوت الحزب الاشتراكي في هذه القضية، او داخل لجنة الاقاليم؟
* دعنا نركز على قضية جوهرية، رئيس الجمهورية هو عطل إمكانية مناقشة هذه القضية منذ اول لحظة اعلن فيها انه ينحاز الى خيار الستة اقاليم، كنا منذ اللحظة الاولى نأمل ونتمنى ونشدد أن وظيفة رئيس الجمهورية ان يساعد على خلق الاجواء التوافقية، لكنه في اللحظة التي ذهب وقال انه مع خيار الستة اقاليم انحاز الى خيار معين وعطل حتى امكانية التباحث ما هو الحل المناسب اليوم باعتبار انه هذه القضية كانت تناقش في فريق القضية الجنوبية وهي المدخل لحل القضية الجنوبية بشكل أساسي. عندما اتى التفويض الهزلي الذي تم ويستخف بعقول الناس كنا نعرف انه لجنة ستتشكل الان بما يرضي هذا المزاج العام الذي توافقت فيه مؤسسة الرئاسة مع مراكز قوى ونفوذ كثيرة مع كثير من الاحزاب التي انتجت المشكلة اليمنية والتي ما تزال تعتقد ان الاشكالية كانت في شكل الدولة وليس في مجمل السياسيات والمصالح الغير مشروعة التي مارستها منذ عام 94 حتى اليوم.
- انتم كنتم تدركون عندما تم في يوم 25 اختتام المؤتمر وقبله تم توزيع الوثيقة دون ان يكون هناك توافق وطني عليها، وكان هناك موقف واضح وصريح من الدكتور ياسين سعيد نعمان بانه يتم الاحتكام الى النظام الاساسي، ذهبتم كحزب اشتراكي وكمكونات في اللقاء المشترك الى الحفل الختامي وانتم تدركون ان هناك خلل ما..
* مقاطعاً: الاشكالية مش هنا بالضبط، عليك اولا أن تعرف أن الحزب الاشتراكي اليمني حزب سياسي، بمعني انه لا يأتي فقط ليقول حكماً اخلاقياً ومن ثم يذهب لينام في البيت، هذا قد يكون مناسباً لبعض المفكرين الفلاسفة لكنك عندما تشتغل في سياسة انت تشتغل على امكانياتك القائمة في المجتمع، تسعى للتغيير ضمن موازين القوى القائمة وعندما لا تنجح تستمر في العمل السياسي، خيار ان ينسحب الحزب الاشتراكي من العملية السياسية خيار غير ناجح، "حيث لا تكون انت يكون خصمك"..
- مقاطعاً: لم اطرح خيار الانسحاب من...
* انت تكلمني على قضية الذهاب الى حفل الاختتام.
- انا اتكلم عن اعلان موقف.
* موقف الحزب واضح، اُصدِر في بيانات، في اداء ممثلينا، نحن الذين احتجينا في الجلسات الاخيرة نحن الذي طالبنا ب العودة الى الوثيقة الاصلية للضمانات، أيضاً الامانة العامة والمكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني أصدروا بيان أوضحوا فيه موقف الحزب الاشتراكي اليمني من مجمل ما يجري في الساحة الوطنية وخصوصاً اللمسات الأخيرة لمؤتمر الحوار الوطني. القضية الاساسية اليوم كيف يتعاطى اليمنيون مع السياسة، بمعنى هناك فريق يعتقد ان وضيفته الاساسية اطلاق احكام اخلاقية، لا ترى في ممكنات الواقع، ولا ترى انه..، ربما من مصالحها مراكز القوى والنفوذ القوى المتغوله على الدولة، القوى التي نهبت مشروع الدولة اليمنية، كل ما تطلبه مننا في هذه اللحظة هو ان ننسحب، هذا الموقف الاخلاقي ولا في لحظة كان قادر بالفعل على انتاج تغيير في الواقع المعاش لحياة الناس، الحزب الاشتراكي اليمني كان يعرف انه عندما يمارس السياسة لديه مهمة أساسية وليس انقاذ ضميره عبر قول ما يرضي ذهنه وقلبه ولكن كان دائما يسعى الى ارضاء هذا الضمير والعقل عبر محاولة انقاذ الناس، هذه القضية الاساسية وما نزال نشتغل عليها وبشكل اساسي، كثير من القوى السياسية لم تستطع ان تستوعب ذلك انه مؤتمر الحوار الوطني هو جزء من مشهد سياسي عام داخل البلاد، القوى النافذة داخل البلاد المتغوله على الدولة، الوضع السيئ للدولة، عندما تتحدث عن الدولة اليمنية اليوم عليك ان تلاحظ ثلاث اشكاليات اساسية اولاً هذه الدولة تقريباً منتقصة السيادة بمعنى لا يوجد سيادة في مناطق شمال الشمال، السيادة لا توجد الا في بعض البؤر في مراكز المدن في المناطق الجنوبية، واقصد بالسيادة قدرة الدولة على بسط نفوذها وتطبيق قوانينها داخل الارض اليمنية. المشكلة الثانية انه في مناطق كثيرة خارج مشروعية الدولة والمشروعية انا افهمها بالرضا الاجتماعي بالموافقة بالفعل على ان تكون هذه الدولة هي الممثل والذي يسوس الناس، في مناطق شمال الشمال لم تعد هناك أي مشروعية في مناطق الجنوب تكاد المشروعية تختنق ان لم تكن قد ماتت، وتتآكل المشروعية حتى في مراكز المدن دخل صنعاء والسيادة ايضاً، الاشكالية الثالثة انه لدينا مركزين سياديين في الدولة يكادا يكونان شاغرين، مركز رئيس الدولة يكاد يكون شاغر بمعنى انه رئيس الجمهورية الآن لديه صلاحيات لم يعطها حتى الله لرسله، لديه صلاحيات هائلة جدا ولكن لا نعرف لماذا لم يستطع ان يملأ هذه الصلاحيات ويعيد انتاج المؤسسة الضرورية لبناء الدولة، عندما كنا مع خيار ان يكون عبدربه رئيس الجمهورية كنا نتحدث عن شخص آت من خارج مراكز القوى القبلية او المالية او الدينية والتي تشكل خطر حقيقي على الدولة اليمنية في وقتها، وكنا نرى ان الوسيلة الوحيدة لهذا الرجل ان يستمر رئيس جمهورية بصلاحيات كاملة هي اعادة ضخ الحياة في مؤسسات الدولة، هذا المركز حتى اليوم لا يظهر بشكل ايجابي ظهر لفترة محدودة وبعد ذلك تعطلت قدراته على العمل، المركز، المركز السيادي الآخر هو مركز رئيس الوزراء، هذا المنصب معطل وغائب ولا يقوم بأي مهام، عندما نتحدث عن هذا المشهد الذي تدور فيه الحركة السياسية اليمنية الكاملة نستطيع ان نتفهم ما الذي يقوم به الحزب الاشتراكي اليمني ضمن ادراكنا لموازين القوى في الارض ما المطلوب انجازه اليوم ولوضع الدولة بشكل اساسي.
- طيب انتم في الحزب الاشتراكي كنتم جزء من تحالف مع هذه القوى خلال الفترة الماضية، تحالف الحزب الاشراكي مع الاصلاح، كان شريك مع علي محسن مع غيره حتى في الثورة الشعبية وغيرها بالتالي انتم اليوم تشكون من انه هناك تحالف كما عبر عنه الدكتور ياسين سعيد نعمان ان تحالف 94 عاد من جديد في مواجهة الحزب الاشتراكي
* نحن ما نزال مع التجمع اليمني للإصلاح داخل اللقاء المشترك، وانا ما ازال ارى ان هذا الكيان ينبغي ان يعاد احياؤه بشكل جاد وان يتم توسيعه، بمعنى لديك اشكالية قائمة اليوم هي اشكالية فشل الادوات السياسية، نحن نتحدث عن تحالفات الحزب الاشتراكي اليمن كانت كل التحالفات ضرورية لإنجاز مهمة التغيير في البلد، لا تستطيع ان تتحدث وتقولي لي اليوم انه تحالف اللقاء المشترك لن يكن مساهم ولا قوة حقيقية في انجاز مشروع التغيير، نحن نتحدث عن مرحلة تثوير ابتدأت بشكل جدي منذ انتخابات 2006 عندما انتقلت المعارضة من معارضة مقايل من معارضة مكاتب الى معارضة في الشارع ونتحدث عن عملية التصعيد التي وصلت الى اتفاق برمجي كامل للقاء المشترك تم تلخيصه في وثيقة الانقاذ الوطني وصولا الى مراحل الثورة، ما الذي حدث بعد الثورة؟ ما الذي فرغ حالة الحضور الشعبي الكثيف والتي جعل الثورة لا تذهب الى الاهداف التي كنا نرجوها ولما كانت تستطيعه بحجم المشاركة الشعبية هذا موضوع مختلف، لكن بالنسبة لنا نحن نرى ان التحالفات السياسية ضرورية في الاساس من اجل انقاذ البلد، من اجل خلق حالة تحالفات وطنية تتجاوز حالة هشاشة الدولة.
- لكن اسمحلي ظهرت تباينات كبيرة جدا بين مواقف الحزب الاشتراكي وشركاؤه في اللقاء المشترك سواء فيما يخص العدالة الانتقالية فيما يخص القضية الجنوبية بالتالي كيف نتحدث عن قاعدة مشتركة للتفاهم
هذه قضية ينبغي ان يفهموها الناس قضية التحالف لا يعني تماهي الاحزاب في خيارات متشابهة 100%، الى جانب انه بالفعل ظهرت اشكاليات هددت حتى بقاء اللقاء المشترك لكن هل الاحتياجات الموضوعية لبقاء هذا الشكل المتحالف سياسيا القادر فعلا على نقل الصراعات الايديولوجية صراعات الهويات صراعات القناعات والايمانات الى صراعات المصلحة والمصلحة قائمة اليوم في اعادة بناء دولة وطنية تستمد قوتها ومشروعيتها في الاساس بالتمسك بالدستور والقوانين وهذه الدساتير والقوانين ينبغي ان تأتي كمعبر عن مصالح الناس بالشكل الاساسي، نحن نتكلم على اشكاليات حدثت ربنا اللقاء المشترك معطل بشكل من بداية عام 2012 ونحن ما نزال نقول ان البلاد تحتاج الى كتلة سياسية واسعة نواتها اللقاء المشترك وتمتد لتستوعب الكثير من الحركات السياسية والقوى الاجتماعية التي ظهر انها مؤثرة وقادرة على اعاقة الدولة علينا ان نركز على قضية اساسية كل قوة من القوى الكبيرة داخل البلاد قادرة على انتاج مشكلة لكن الحل لن ياتي الا بخلق حالة توافقية بين كافة القوى السياسية، وعندما يقولوا الناس لماذا تصرون على الحالة التوافقية اعود واقول لهم الدولة مؤسساتها معطله مهيأة للانهيار، هناك كوارث حقيقية يلمسوها الناس من غياب الامن الى غياب وضائف الدولة الى غياب الخدمات.
- طيب نحن نتحدث الان ربما بشكل واسع لكن هناك خلافات حقيقية ومتباينة، اللقاء المشترك هناك من يقول ان الضرورة لبقائه انتهت وانتفت سياسياً، لم يعد هناك اجتماعات دورية، لم يعد هناك قرارات...
* هذا خلل في الاداء وانا متفق معك انه خلل كارثي، لكن انا اشعر ان ما انجزته الحركة الشعبية يضيع من اليد يعني لو ظل اللقاء المشترك يشتغل ضمن برامج ويوسع قاعدة تحالفاته السياسية والاجتماعية لم يحدث كل ما حدث للثورة وللدولة اليمنية بشكل اساسي لكن بسبب الخلل الادائي والاجرائي الذي يقولون عنه حتى تباينات الرؤى، اعتقاد بعض القوى انها تجاوزت الاحتياج للقاء المشترك وانها قادرة ان تستقوي وحدها وانها قادرة ان تسيطر على الدولة انتج الاشكالية الكبيرة الموجودة اليوم في البلاد، لكن عندما تعود مرة اخرى هل قضية التوافقات السياسية ما تزال ضرورية اليوم لتجاوز مأزق غياب الدولة الوطنية في اليمن؟ هذا هو السؤال الجوهري، قضية انه هل هناك امل ان يستمر اللقاء المشترك هذا ستحدده بالفعل قيادات اللقاء المشترك، هل ما تزال قادره على ضخ الحياة في هذا الشكل؟ انا في تصوري انه اللقاء المشترك نواه ينبغي ان تتوسع لتستوعب قوى سياسية واجتماعية اوسع، الوضع السياسي في البلد خطير الوضع معقد، دولة تتآكل كل يوم، تسقط مشروعيتها في كل مكان، معطله، حتى المناصب السيادية فيها مش قادرة انها تتمثل لا دورها ولا مهماتها ولا مسؤولياتها التاريخية، الجيش كل يوم يتآكل في كل مكان، اليوم في معانا حادث اغتيال مجموعة طيارين مرة اخرى، هذه اشكالية جديدة، هذه المؤسسة مؤسسة الطيران تعرضت لعمليات اغتيالات متواصلة، وهي مؤشر انه اذا فقد سلاح الطيران اليمني سيتحول الجيش فقط الى ميلشية وسط ميليشيات اخرى.
- طيب اذا تحدثنا عن الميليشيات الاخرى نلاحظ ان هناك قوى صاعدة تستعين بالسلاح، هذه القوى ايضاً لها خطابين خطاب سياسي وخطاب ميداني عسكري، هناك تماهي في بعض الاحيان مع الحزب الاشتراكي او عناصر من الحزب الاشتراكي مع مثل هذه القوى او الخطاب وهناك أطراف أخرى داخل اللقاء المشترك تعارض وجود مثل هذه القوى، هل بالإمكان استيعاب هذه القوى سياسياً؟
* اولا القضية الجوهرية علينا ان نعرف انه الحزب الاشتراكي اليمني يتيح قدر عالي من الخلاف والتنوع في الرأي ولكن ينبغي أن يحاكم الحزب الاشتراكي اليمني عمّا يصدر عن هيئاته، هيئات الحزب الاشتراكي اليمني مواقفها واضحة، والموقف الرئيسي من قضية الاقتتال والسلاح الحزب الاشتراكي اليمني يرفض وجود سلاح خارج سيطرة القانون خارج نطاق الدولة، يرفض منطق الحروب الداخلية سواء تم ذلك في عهد النظام السابق او في اللحظة الحالية، هذه القضية الاساسية تجعلنا نفهم انه وظيفتنا اليوم خلق مناخ يدين استخدام السلاح خارج نطاق القانون، وخارج نطاق القانون يعني خارج نطاق السلطة المباحة بالتشريعات والقوانين المتفق عليها شعبيا "ما كان يطلق عليه ماكس فايبر قضية العنف الشرعي"، الدولة وحدها من حقها أن تحمل السلاح هذه القضية الذي يجب ان نفهمها اليوم، هناك منطق ثأري يدير العملية السياسية داخل البلد، يعني ما يحدث في عمران ما يحدث في ارحب ما يحدث في صعده ما يحدث داخل الجوف، كثير من الاطراف تعتقد انه وقت مناسب كي تصفي ثاراتها مع قوى ومراكز نفوذ بالفعل عطلت مسيرة الدولة لكنهم لا يدركون ان الاشكالية الحقيقية انه هذه المراكز القوى تتنحى عن مكانها لمصلحة مراكز قوى جديدة داخل البلاد وكأنه المطلوب هو تغيير وجه الطاغية، وتغيير وجه الضحية، وتبقى المعادلة قائمة بين الطاغية والضحية، انه مافيش منظومة قوانين تحكم علاقات الناس ببعضهم البعض وعلاقة الناس بالدولة.
- طيب الصراعات هذه هناك من يرى انها صراعات ربما من منطلق شخصي يحكمها قوى تقليدية تتقاتل فيما بينها وانها بالأخير نتيجتها للصالح العام، هل هذا حقيقي ام اننا في الاخير سنواجه مشكلة كبرى؟
* اليوم القوى التي تتصارع ستتحول الى قوى نفوذ، سواء فازت قوى قبلية او قوى سياسية كلها تعتمد على العنف، هي تنتج شكل القوى التي ستدير المرحلة القادمة في البلاد وهذه هي الاشكالية الكبرى، على كل هذه القوى ان تنهزم فقط أمام مشروع الدولة.
- هل بالإمكان لهذه القوى ان تنهزم حاليا في الوقت الحالي، اقصد لان هناك وضع غياب الدولة بشكل تام، الدولة تقف من المتصارعين موقف الحياد؟
* السؤال الاساسي هل غياب الدولة يواجه برغبة تعزيزه او برغبة تعزيز هذا الغياب؟ كل من يتسلح داخل هذه البلاد يعزز من خيارات العنف وبالتالي هو يعزز من غياب الدولة، لا يمكن انت أن تواجه غياب الدولة بتعزيز هذا الغياب..
- هل هو موقف ايجابي ام موقف سلبي؟
* لا.. لا.. بالتأكيد موقف سلبي، هذا الذي قلت لك انه الفراغ القائم في مركز الرئاسة، يعني نحن نتحدث بالفعل انه على الجيش اليمني أن لا ينخرط في الحروب الداخلية، لكن عليه منع الحروب الداخلية، ايضاً هل لدى الناس مصلحة ان القبائل تقتتل، او الطوائف او المدن او الجهات، في كارثة في هذا الوعي المطروح اليوم في المشهد السياسي اليمني، وظيفة الدولة بسط نفوذه وسياسته داخل البلد بكاملة، وبدون ان تقوم بهذه المهمة هي تعزز من نفوذ البنى المتخلفة بكل اشكاله، تعزز من نفوذ مراكز القوى والهيمنة والنفوذ وبعد ذلك الذي يدفع الثمن بشكل حقيقي هو المواطن .
- طيب الان اذا اتجهنا جنوباً، جنوباً هناك اشكاليات كبيرة جداً حتى فيما يتعلق بالتعايش الاجتماعي، هناك أطراف تسعى لتفتيت الجنوب الى أكثر من كيان بدلا من دولة او اقليم واحد في الجنوب هناك من يدعو الى اقليم شرقي هناك من يدعو الى فصل عدن عن محيطها، هناك من يدعو لفصل المهرة عن حضرموت، وغيرها من هذه الدعوات التي هي ايضاً تتعارض مع فكرة او قضية المخرجات او ضمانات تنفيذ حلول القضية الجنوبية
* نحن في الحزب الاشتراكي اليمني كنا نرى انه ينبغي حل القضية الجنوبية ضمن تصورات حل القضية الوطنية بأكملها، اليوم مراكز القوى والنفوذ تحافظ على مصالحها الغير مشروعة عبر تعزيز حالة التشظي في الهوية اليمنية وينبغي معالجة هذه التشرخات كي نستطيع ان نستعيد دولة بهوية اجتماعية وطنية مشتركة بآفاق انسانية رحبة تستوعب مصالح كافة القوى ولا تحول الصراع الى صراع قائم على الغلبة والاستئثار، هذه الاشكالية ظهرت في في مناقشة القضية الجنوبية، في تصورنا كان الحزب الاشتراكي اليمني يقول انه القضية الجنوبية انتجت نمط من المقاومة ابتدأ كنمط مقاومة حقوقي بعد ذلك تحول الى قضية سياسية بامتياز، ينبغي علينا تفريغ حالة التوتر الاجتماعي الظاهرة داخل تلك المناطق مع المحافظة على البنية السياسية الاجتماعية للمناطق المهددة بالتفتت ونحن نرى ان المناطق الجنوبية من اليمن هي أكثر المناطق تهديدا بالتفتت وبالذات قضية الاقليم الشرقي واقليم حضرموت، سواء هوية او....
- مقاطعاً: مطامع دولية يعني؟
* المصالح الامريكية، السفير الامريكي في لحظة من التاريخ قال ان حضرموت تمتلك مؤهلات دولة كاملة، المصالح السعودية ومصالح دول الاقليم بالحصول على معبر نفطي الى داخل مياه البحر العربي، واكثر من اشكالية بما فيها الاشكالية المحلية، هناك الناس الهوية الحضرمية ما تزال هوية قوية وتلقى قبول عند اوساط واسعة من الشارع، لكن الاكيد انه منذ 94 الى عام 2013 كان الجنوب بأكمله يقاوم ضمن فكرة الجنوب ولم يقاوم مره داخل هويات صغرى داخل هذه المنطقة، الاشكالية الاساسية اليوم انه نقل الصراع من مساحة الصراع عن المصالح الاجتماعية عن مصالح الناس بشكل واضح الى صراع هويات، صراع الهويات هو دائماً صراع وهمي، وكلما تسيس الهويات تنتج مناخات الحرب الاهلية، اليوم في هويات طائفية تزدهر داخل البلاد، كان –وهذه رسالة للأخوة الذين يحتفلون اليوم بالهويات الطائفية والمذهبية- كان سمير امين قال في كتاب له بعنوان القومية عام 1983 "ان رهان القوى الامبريالية والوجود الصهيوني، دوام سيطرته على المنطقة العربية ان المنطقة العربية غير قادرة على تجاوز المأزق الطائفي" في ايامها كان يقول هذا الكلام عام 83 وكانت الدولة الوحيدة التي فيها صراع هي لبنان بينما المجتمعات العربية لم تكن تخوض هذا الشكل الصراعي بشكل واضح لكن عين المفكر كانت تتنبأ بالفعل بالمأزق الذي انتج اليوم بشكل واضح، انتج في العراق انتج في سوريا انتج في اليمن بشكل حقيقي، صراع الهويات هذا لا يمكن ان يقود الا الى تشظي المجتمع اليمني ولكن لا يمكن بالفعل فرض هوية متعالية على الناس بدون خلق دولة تلبي الحد الادنى من مصالح الناس، بمعنى يمكن تغذية الهوية اليمنية بالأساس عبر هويات فرعية مختلفة متنوعة كلها على مستوى الثقافة عندما تنتج على مستوى السياسة دولة معبرة بشكل عادل ومتساوي عن مصالح الناس اجمعين، لهذا لا تستطيع ان تتحدث عن حل ثقافي للإشكالية السياسية في البلاد الحل الثقافي القائم انه تثبت حضور الهويات الطائفية والمذهبية والجهوية، ولا تستطيع ان تتكلم ايضاً عن حل سياسي لا يستوعب ضرورات التنوع الثقافي داخل البلاد لكن القضية الاساسية كيف تنتج دولة ضامنة على المستوى السياسي والاجتماعي تعبر عن مصالح الناس بشكل اساسي.
- استاذ مطيع استأذنك فاصل قصير نعود بعده لمناقشة قضية غياب الدولة واشكالية هذا الغياب على الواقع اليمني
فاصل اعلاني
- كنا نتحدث قبل الفاصل عن غياب الدولة واشكالية هذا الغياب وعن تأثيره على كل مجريات الحياة هناك ايضا اليوم من يقول ان هناك غياب كامل للنخب السياسية، لمواقف وطنية للنخب السياسية، يعني هناك اداء مترهل هناك عقليات قديمة تدير العمل السياسي في اليمن؟
* دعني اقول لك النخب السياسية حاضرة بشكل مبالغ فيه، ولكنها حاضرة بسلبية عالية جداً، انا كررت الكلام هذا اكثر من مره لكن للأسف النخب السياسية للشعب اليمني عبر التاريخ كانت تخونه نخبه، وما تزال هذه الخيانات قائمة مش النخب السياسية فقط، نخب دينية نخب اجتماعية دائما تدير الصراع في مستوى امتيازاته ولم تنقل هذا الصراع ابدا الى مستوى الاحتياجات الاجتماعية والشعبية التي تحفظ لها قدر عالي من الامتياز ولكنها في الاساس تعيد انتاج مصالح الناس في بقاء الدولة الحالية، هذه الاشكالية قائمة الى جانب انه بالفعل البلد تفتقد الى رجال كبار مش نخب، النخب متوفرة لكن رجال اقصد لديهم تصورات وطنية دقيقة قادرين يدافعوا على مصالح الناس، قادرين على ان يعرفوا انفسهم ضمن الوجود الاجتماعي للناس، هناك نخب تعالت على المجتمع بعضها يعتقد انه فوق الدولة بعضها يعتقد انه يستمد كل نفوذه وقوته من ارتباطه برئيس الدولة، وفي الحالتين هم تعبير بالفعل عن خيانة التطلعات الاجتماعية والشعبية.
- ومؤتمر الحوار اوطني الم يستطع انتاج نخب تستطيع التعامل بمسؤولية ووعي اكبر؟ لاحظنا انه في مؤتمر الحوار هناك 565 اسم لكن لا اصوات عالية الا الاصوات التقليدية
* انا لا اتفق معك، اذا اتينا الى ما حدث داخل مؤتمر الحوار انا اشعر انه الاصوات التي كانت تتحدث معظمها اصوات شابة تفكر، لكن هل هذا وصل للناس هذا موضوع مختلف ، الى جانب ما المطلوب كان من مؤتمر الحوار الوطني؟ انا في تصوري كان المطلوب منه قضيتين القضية الاولى انتاج وثيقة توافقية حول عقد شراكة اجتماعية اعادة ربط الناس بإمكانية التغيير بالدولة، هذه الوثيقة كانت قيمتها الاساسية مش من عبقريتها ولا من كمالها ولا من استيعابها لآخر منتجات العقل الانساني ولكن اهميتها كانت تأتي من انها وثيقة قابلة للتغيير توافقية اتفقت عليها كافة القوى القادرة على تدبير مشروع الدولة في اليمن، بمعنى انا كنت اريد كل القوى في الاصلاح في انصار الله في المؤتمر الشعبي العام، القوى الاجتماعية الحزب الاشتراكي، كان المطلوب منها ان تأتي لتجلس وتقول هذا عقد شراكة سيجعلنا ويجعل كل جماهيرنا توافق على اعادة بناء الدولة اليمنية الحديثة، لهذا القضية لم تكن في النص المكتمل، النص المكتمل كان تقدر تجيب اثنين خبراء من العالم ويعملوا لك اجمل نص، لكنه لا يعبر عن موافقة هذه القوى السياسية هذه القضية انا اشعر انه حدث فيها نجاح، في الاخير النص الذي خارج بالحد الادنى يعبر عن حالة توافق.
- مقاطعاً: ياسيدي عفوا اسمحلي....
* متابعاً: اكمل لك النقطة الثانية وهي النقطة الرئيسية، وهي التي اخفق فيها مؤتمر الحوار، انا كنت اعتقد انه الى جانب هذه الوثيقة كان وضائف مؤتمر الحوار الوطني تغيير طبيعة العلاقة القائمة بين القوى السياسية اليوم، بمعنى انه عندما يجلس انصار الله والاصلاح والسلفيين والمؤتمر الشعبي والحزب الاشتراكي اليمني في طاولة مع الشباب والمرأة وبقية منظمات المجتمع المدني تصاغ علاقة سياسية قائمة في الاساس على التفاهمات المنتجة في ادوات السياسة السلمية، للأسف انه طبيعة العلاقة يبدو لم تتغير لهذا نشهد كل هذا القتال خارج مؤتمر الحوار الوطني المشكلة انه لم يركز احد انه هذا هو مؤتمر الحوار الوطني.
- هناك اشكالية اذا، يعني دخلت البلاد مؤتمر الحوار بكميات اقل من المشاكل وخرجت بكميات أكثر من المشاكل، يعني حتى الاطراف التي كانت داخل مؤتمر الحوار كانت تخرج من مؤتمر الحوار وتتقاتل ولا تنقل حتى الصراع الى داخل مؤتمر الحوار هل فقط تم التعامل مع الشكل الرسمي مع الشكل الصوري لمؤتمر الحوار؟
* تستطيع ان تتكلم عن مستوى انتهازي من التعامل مع فكرة الحوار الوطني بمعنى انه في اطراف سياسية دخلت مؤتمر الحوار الوطني لتوسيع تحالفاته الاجتماعية لإعطاء صورة ايجابية حسنة امام المجتمع الدولي امام القوى السياسية الاخرى في اليمن امام الشعب امام المجتمع ولكنها في الشارع كانت تمارس نمط مختلف من العمل السياسي، ناس توسعوا في الارض ناس استأثروا بالوظيفة العامة، وفي كل الاحوال لم تكن هذه مشكلة مؤتمر الحوار كانت مشكلة مؤتمر الحوار انه قبل في لحظة من اللحظات ان بظهر كأنه هو حامل كل المشروعيات في البلاد، وكأنه سلب الحكومة في لحظة مشروعيته واصبحت الحكومة تمارس كل الاخطاء والجرائم ويحمل مؤتمر الحوار الوطني هذه المشكلات، الكهرباء تنقطع وكأنه المشكلة مشكلة مؤتمر الحوار الوطني كأنه ليس هناك وزير كهرباء، مشاكل في الامن وكأنه المشكلة مشكلة مؤتمر الحوار الوطني، كأنه ليس هناك وزير داخلية ولا أمن سياسي ولا أمن قومي، مشاكل في الغذاء في كل المستويات، مثلما قلت لك كان في منصبين سياديين لا يقوموا بعملهم، رئيس جمهورية عطل نفسة في لحظة معينة، ورئيس وزراء يعترف كل يوم انه لا يعلم شيء ولا يمارس أي شيء.
- اذا عدنا للحزب الاشتراكي هل أثر غياب الدكتور ياسين سعيد نعمان على اداء الحزب الاشتراكي سواء في الايام الاخيرة لمؤتمر الحوار او فيما يدور من المواقف حالياً؟
* شخصية بحجم الدكتور ياسين سعيد لا يمكن ان تغيب الا وتترك ليس فقط على الحزب الاشتراكي اليمني ، على المشهد السياسي برمته على مؤتمر الحوار الوطني، على العلاقة بين القوى السياسية، على شكل الدولة، على التفاهمات مع السفارات، انا حضرت بعض اللقاءات مع بعض السفراء ولاحظت بأسف كيف يؤدي القادة السياسيين الاخرين، الدور الذي تركة الدكتور ياسين دور كبير لكن استطعنا داخل الحزب الاشتراكي اليمني داخل الفريق العامل في مؤتمر الحوار أن نغطي الى حدٍ ما غياب الدكتور ياسين، رؤية الحزب الاشتراكي اليمني استطعنا حملها بشكل جاد، والسبب الاساسي انه كل الرؤى التي كانت تنتج والتي قدمت في مؤتمر الحوار لم تكن رؤى الدكتور ياسين فقط، هو كان احد العقول التي اشتغلت عليها لكننا جميعنا اشتغلنا عليها ساهمنا في النقاش، صغنا في الرؤى حددناها بشكل جاد وبالتالي كانت الرؤية معبرة عن رؤية فريق بأكمله، لكن غياب الدكتور ياسين سعيد نعمان نتمنى ان لا يطول نتمنى ان يعود قريباً، غياب لشخص ذو مصداقية عالية جداً في الشارع الشعبي رغم ان كل الحركات السياسية ورئيس الجمهورية والعاملين في مؤتمر الحوار الوطني حتى في امانته العامة، كثير من القوى اشتغلت على محاولة تشوية وتدمير صورة الدكتور ياسين سعيد نعمان دون ان يدركوا انه ما يزال المجتمع يقدم بالفعل دليل وشاهد اثبات انه يميل باتجاه الشخصيات الكفؤة النزيهة من ابناء الشعب اليمني، هذه القضية انا اريد ان يفهموها الناس....
- مقاطعاً: كان هناك طرح في وسائل الاعلام وفي ربما تسريبات ان هناك سعي لتقديم الدكتور ياسين سعيد نعمان كاحد معرقلي التسوية السياسية او انجاح المؤتمر نظراً لأنه رفض فكرة التفويض وكان يتحدث عن الاحتكام والالتزام بلوائح النظام الاساسي المنضمة لمؤتمر الحوار والمتعلقة بالتصويت على المواد مادة مادة..
* شوف تشويه الدكتور ياسين كان يتم على كل المستويات بما فيها بالفعل قدمت شكاوي بالدكتور واتهامه بالعرقلة، بس المجتمع الدولي يدرك أن من يقول رأيه لا يعرقل، لكن من يعمل متارس في الارض،من ينهب الوظيفة العامة، من ينهب المال العام، من يعطل اجهزة الدولة، هو من يعرقل بشكل جاد، وبالتالي هذه التهمة كانت بلا جدية ولم يصغي اليها احد، الجميع كان يعرف دور الدكتور ياسين، قدرته بالفعل على صياغة استراتيجيات وطنية ومساعدة الحركات السياسية اليمنية ان تتحرك في أجواء سلمية قادرة على انتاج حلول، هذه القضية ما تزال قائمة حتى الان، هناك رغبه في تدمير كل الشخصيات التي تتكئ على ضميرها وعلى النفوذ الاجتماعي والشعبي، ولا تتكئ لا على مراكز قوى، ولا على علاقات اقليمية ودولية ولا على سلاح، ولا على مال منهوب، شخص مثل الدكتور ياسين بهذا الحضور الاخلاقي العالي هو اتهام لكل اللصوص داخل هذا البلد، لهذا هناك حملة ممنهجه للأسف توط فيها حتى ناس نكن لهم قدر كبير من الاحترام، ولكن بالأساس لم يكونوا يدركوا انه محاولة تدمير هذا النموذج المختلف من السياسيين، يعني كان في سياسين فاسدين داخل هذه البلاد، وكل ما يسعوا اليه هو اثبات ان كل السياسيين في اليمن فاسدين، الدكتور ياسين وقبله الشهيد جار الله عمر كانوا يقدموا صورة مختلفة للسياسي اليمني، للسياسي النزيه المنتبه لقضايا الشعب المتكئ في الاساس على ضميره، وعلى قوة حزبه في الاساس وعلى انتصاره لمجمل الاحتياجات الشعبية.
- اذا ذهبنا في اتجاه آخر ما سر عدم الرضا من شباب الحزب الاشتراكي تحديدا على مواقف الدكتور ابوبكر باذيب سواء من خلال التوقيع على وثيقة المخرجات او حتى على وجوده ومشاركته وتمثيل الحزب في قضية الاقاليم؟
* دعني اتكلم عن شباب الحزب، الحزب الاشتراكي اليمني لديه شباب رائعين، لكن الاشكالية الكبرى هي تكمن انه منذ 94 لم نتعود أن نشتغل داخل الهيئات والاُطُرْ، لم يكن هناك ابداً نقص في القدرة على التعبير عند شباب الحزب الاشتراكي، ولا حرمان في حقهم بالتعبير، لكن كان دائماً هناك عجز في الاطار التنظيمي للحزب الاشتراكي اليمني جعلنا كلنا نشتغل دائماً خارج الاطر والهيئات الحزبية، هذا انتج لنا ما يشبه مثقفين اشتراكيين أكثر مما نحن مناضلين إشتراكيين، وهذه ينبغي أن تصوب داخل الحزب الاشتراكي اليمني، في الحزب الاشتراكي رحل علينا منذ اسبوع هامه وطنية كبرى وهو المناضل عبدالرحمن سيف اسماعيل العبسي الرجل الذي كان يشتغل في مناطق عمران يشتغل في مناطق أرحب وكان ينتصر للحزب الاشتراكي اليمني ، ينشر الهوية الوطنية الحقيقية، يحول هذه القاعدة التاريخية للنظام الى قاعدة بالفعل تنتصر الى الاحتياجات الشعبية والوطنية، هذا الرجل هو كان نموذج الحالة الحزبية التي انتجها الحزب الاشتراكي اليمني عندما كان محتفظ ب اُطره التنظيمية، التفكك في الاطر التنظيمية للحزب الاشتراكي اليمني أظهر قضية الخلاف التي حصلت مع الرفيق ابوبكر باذيب كقضية ضخمة بهذه الطريقة، والسبب الاساسي كان لدينا خلاف هذا الخلاف كان ينبغي ان يتم التعبير عنه داخل الاطر وداخل الهيئات، الامانة العامة والمكتب السياسي اصدروا بيان عبروا فيه عن موقف الحزب الاشتراكي اليمني، لكن شباب الحزب الذي وجدوا أنفسهم منذ فترة طويلة -نفهمها ولكننا لم نعد نقبل ان تستمر- والتي هي فترة انه الجهاز السياسي، الجهاز التنظيمي للحزب الاشتراكي معطل، وجدوا انفسهم يعبروا عن موقفهم السياسي المتاح المطلوب والضروري، بالفعل لتطوير موقف واداء الحزب الاشتراكي وجدوا انفسهم يعبروا عنه من خلال وسائل الاعلام، من خلال الغضب، من خلال الصراخ، كان صراخهم في الاساس هو صراخ على غياب الهيئات القادرة على استيعاب كيف يفكر الناس، والقادرة ايضاً على ضبط اداء قياداتها.
- طيب كان هناك خلاف ايضاً.. يعني كان هناك رغبه ربما من عدد من الشباب أن يكون ممثل الحزب الاشتراكي في عدد الاقاليم هو الدكتور عبدالرحمن السقاف؟
* القضية هذه تحسم داخل المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، داخل المكتب السياسي بشكل اساسي يعني ...
- مقاطعاً طيب لماذا؟ هل هناك فجوة بين الشباب وبين قياداته التاريخية؟
* انا اقول لك بقراءة بسيطة للحزب الاشتراكي اليمني، الحزب الاشتراكي تعرض لضربات هائلة كانت آخرها عام 1994، هذه شلّت الجسد التنظيمي للحزب الاشتراكي اليمني، وبقي الحزب يشتغل على مستويين مستوى قيادات تاريخية عظيمة ابتدأت بالرفيق العظيم مقبل الذي استطاع ان يعيد الحزب الاشتراكي اليمني بعد 94 الى حزب قادر على المعارضة وان يقول لا في وجه جبروت القوى العسكرية التي انتصرت في حرب 94م. وعبقرية جار الله عمر والقدرة على الشغل على استراتيجيات الحركة السياسية والوطنية اليمنية ونقل الصراع من صراع قائم بين الايديولوجيات الصماء المغلقة الى صراع في مساحات السياسات واعتراف الجميع بمصالح الجميع، وبعد ذلك الشخصية المدهشة شخصية الدكتور ياسين سعيد نعمان الذي قدر ان ينقل التحالفات السياسية الى حالة تحالفات برنامجيه انتجت مشروع برنامج الانقاذ الوطني والتغيير الوطني، هذه الثلاث الشخصيات كانت في مستوى سياسي عالي للحزب الاشتراكي اليمني، الذي حماها ايضاً في مستوى آخر هي قضية الجماهير، جماهير الحزب الاشتراكي اليمني لأنه الحزب كان يعبر عن مصالحها لأنه الدولة اليمنية لم تستطع أن تنتج شكل الدولة الضروري لهذه الفئات المسحوقة لكثير من البشر الذي لديهم مصلحة قفي دولة وطنية دولة عدالة اجتماعية بمضامين اجتماعية تلبي الحد الادنى من مصالح الناس، ضل جماهير الحزب الاشتراكي اليمني هم الحامل الحقيقي لمشروع الحزب الاشتراكي اليمني، لا القيادة وحدها ولا الجماهير وحدهم كانوا يستطيعوا ان يقوموا بالدور، ورغم غياب قنوات الاتصال التي ينبغي أن يقوم فيها الجسد التنظيمي للحزب الاشتراكي اليمني الا أن الحزب ظل متماسك وقادر على ادارة الازمة السياسية في البلد، هذه القضية ظهرت اليوم بشكل اساسي، بمعنى ليست الفجوة لحظية ولا آنية ولا نتيجة رغبة في قيادة الحزب الاشتراكي اليمني رغم انها مسؤولة عن اعادة تجسير العلاقات بينها وبين جماهيرها، ولا هي ايضا نتيجة تمرد قائمة بين الجماهير ولكن نتيجة لأنه هذا الحزب تعرض الى ضربات كان حزب شبه محضور انتج حالة الفجوة التي تتكلم عليها اليوم.
- طيب هناك اشكالية في الحزب الاشتراكي تتعلق ببنيته التنظيمية، الحزب الاشتراكي لم يستطع عقد مؤتمره العام نهائياً وبالتالي هناك تآكل لشرعية....
* مقاطعاً: الحزب الاشتراكي عقد مؤتمرين منذ عام 94.
- اتحدث عن المؤتمر العام الاخير
* كان المفروض انه يعقد مؤتمره مع الثورة، وفي لحظات الثورة كان في معانا اشكالية ما تزال قائمة حتى اليوم، الحزب الاشتراكي اليمني لم يرفع عنه الحضر، وما كان يمارس علينا في ضل علي عبدالله صالح، يمارس علينا في ضل الرئيس عبدربه منصور، مقراتنا لم تطلق حتى الان، اموال الحزب الاشتراكي اليمني لم تطلق، الحظر الممارس على جماهير الحزب الاشتراكي ، حالة التكفير وحالة التخوين التي تنتج ضد الحزب الاشتراكي، الذي يكفرونا كل يوم انتم تسمعوا عنهم، ايضا الذين يتهمونا بالانفصال والتخوين، وهم مناخين ضروريين لإنتاج ثقافة القتل، بمعنى ما تزال كافة الصعوبات محيطة بالحزب الاشتراكي اليمني ولكن هذا ليس عذراً كافياً، كان في رغبة....
- مقاطعاً: هناك شباب رائعون في الحزب الاشتراكي اليمني بحاجة الى ترفيعهم الى مناصب سياسية قيادية عليا، لماذا يتم احتكار السلطة او القرار داخل النخب القديمة؟
* انا أعتقد انه المجلس الحزبي كان من مهامه اكمال النواقص داخل اللجنة المركزية وانتخاب قيادة جديدة للمكتب السياسي واللجنة المركزية، أعتقد انه القيادة الموجودة داخل الحزب الاشتراكي اليمني بمجملها ربما هناك شخص او شخصين عندهم هذه المصلحة، عاملين حاجز أمام الشباب دون الوصول الى الهيئات القيادية، ووضع الحزب، عدم انعقاد مؤتمره هو الحاجز الفعلي، لكننا نرى كيف تم تمثيلنا، ماهي مساحة الحركة التي اتيحت لنا، انا اقول لكفي كل اجتماع كنا نحضر، في حضور الدكتور ياسين، والاستاذ ابوبكر باذيب، بحضور عبدالرحمن عمر، بحضور كل القيادات قيادات الحزب الاشتراكي اليمني، كان مستوى الحوار يتم بين ندين دائما ولا يوجد في لحظة من اللحظات انه الدكتور ياسين يملي علينا كلام او ابوبكر باذيب او حسن شكري او عبدالرحمن عمر، بالعكس كان هناك دائماً اصغاء عالي، احترام لآرائنا مساحة حرية لحركتك كشاب بالفعل تعزيز لحضورك في كل الاوساط.
- هناك اشكالية تعرض لها الحزب الاشتراكي فيما يتعرض للموقف من القضية الجنوبية، وربما هي أكثر قضية أثرت على الحزب الاشتراكي وادت الى انقسامه ولاحظ انه أغلب قيادات الحراك الجنوبي الفاعلين والمؤثرين هم كانوا جزء من الحزب الاشتراكي.
* دعنا نتكلم بصراحة الآن، الحراك الجنوبي إنطلق من مقرات الحزب الاشتراكي اليمني كلها في الجنوب، نتذكر أن هناك قرار للجنة المركزية في 2007 دعا كافة جماهير وشباب الحزب الاشتراكي اليمني للانخراط في الحراك الجنوبي لكن الحزب الاشتراكي في وضعه لم يكن قادر بالفعل ان يكون هو المتصدر الوحيد للقضية الجنوبية، خصوصاً ان جماهير هذه القضية كانوا أوسع من جماهير الحزب الاشتراكي اليمني وان كانت النواة التي تحركت، خرجت من داخل الحزب الاشتراكي .
- هي مكاتب سكرتارية الحزب الاشتراكي؟
* من داخل مقراته، كثير من قياداته كانوا اعضاء لجنة مركزية ومكتب سياسي للحزب، لكن جماهير القضية الجنوبية كانوا اوسع من جماهير الحزب، ولم يكن وضع الحزب الاشتراكي اليمني قادر ان يخوض مواجهة بنفس الطريقة التي حصلت في 2011 وافضت الى التغيير السياسي الكبير داخل البلد، دعنا نتكلم عمّا حصل داخل مؤتمر الحوار الوطني، الحزب الاشتراكي هو الحامل الحقيقي للقضية الجنوبية -وانا اقول هذا الكلام بأسف- للقضية الجنوبية، الحزب الاشتراكي اليمني في داخل اللجنة التنفيذية هو من اقترح 50% للشمال و 50% للجنوب، واصر على ان يكون التمثيل على اساس قوى سياسية مش طرف سياسي يمثل الجنوب وطرف سياسي يمثل الشمال، بمعنى أتى الحراك الجنوبي ليمثل 25% فقط تقريباً من جمهور ابناء الجنوب بينما 50% من التجمع اليمني للاصلاح كانوا من ابناء المحافظات الجنوبية، من ابناء الشعب اليمني في الجنوب، 50% من شباب الحزب الاشتراكي من المؤتمر الشعبي العام من كل الاشكال، هذا التمثيل الاجتماعي كان حريص عليه الحزب الاشتراكي اليمني، ما الذي حصل داخل مؤتمر الحوار الوطني؟ كل الاطراف السياسية كل ابناء الشعب اليمني في المحافظات الجنوبية تقريباً عدا الحزب الاشتراكي اليمني تخلوا عن القضية الجنوبية، الحراك الجنوبي انكسر وتشظى داخل مؤتمر الحوار، او الذي مثل داخل مؤتمر الحوار وتحول الى ورقة بيد الرئيس، الحراك الجنوبي داخل الشارع لم يستوعب ما الذي يقدمه الحزب الاشتراكي الا متأخر، وبالتالي لم يولد لا ضغط في الشارع، ولا حركة جماهيرية تدعم باتجاه حل عادل ونهائي باتجاه القضية الجنوبية، اذا كان هناك من تخلى عن القضية الجنوبية فهم الآخرون، لم يتخلى عنها الحزب الاشتراكي اليمني، ولن يتخلى عنها ليس فقط لأنها القضية الجنوبية ولكن لأنها لحظة جوهرية ومحطة هامة في حل الاشكالية الوطنية بأكملها.
- اين هو الان الحزب الاشتراكي في الجنوب، الان هناك حراك مسلح، هناك التهاب حاد، هناك من يدعو لمقاومة مسلحة واخراج قوات الاحتلال الشمالي و.. و...الخ ما هو موقف الحزب الاشتراكي من هذه التداعيات؟
* شوف منذ اول لحظة الحزب الاشتراكي كان دائما ضد خيارات اليأس، لهذا رفض الخيارات المسلحة في الحراك الجنوبي مثلما رفضها في الثورة الشعبية مثلما يرفضها اليوم، هذه قضية جوهرية، الحزب الاشتراكي اليمني لا يزعم ابداً انه مسيطر على الشارع الجنوبي، واقول لك لو كان الحزب الاشتراكي اليمني يريد ان يكسب الشارع الجنوبي، كان سيذهب باتجاه مطلب فك الارتباط، وكان الدكتور ياسين يستطيع ان يتبنى هذا المطلب ويتحول الى الشخصية الجماهيرية الاولى التي لا تقاوم في الجنوب، لكن اصرار الحزب الاشتراكي اليمني على حل القضية الجنوبية ضمن حل الاشكالية والقضية الوطنية يجعله يتبنى المواقف العقلانية التي تحل بالفعل اشكاليات الناس في المحافظات الجنوبية وتحافظ على وحدة الشعب اليمني ودولة الشعب اليمني ضمن تفهم احتياجات الناس، وما زال الحزب الاشتراكي اليمني يظهر عند الكثيرين انه يخسر، لكننا نعرف انه كل اللحظات التالية تعيد الناس للتفكير انه الخيارات التي طرحها الحزب الاشتراكي اليمني هي الخيارات التي يمكن ان تنتج حلول لأنها تستوعب الاحتياجات الشعبية اولاً ولأنها تأتي متسقة ايضاً مع احتياجات المجتمع اليمني ومع الدولة اليمنية. انا أريدك ان تذهب الى القائمة التي وقعت مع خيار الحزب الاشتراكي اليمني في مؤتمر الحوار على خيار الاقليمين، شاهد من وقع فيها من المؤتمر الشعبي العام؟ مستشارين خاصين لعلي عبدالله صالح وقعوا فيها، وشاهد من وقع فيها من التجمع اليمني للاصلاح؟ في الاخير الناس الموجودين الذين يرون شعباً، الذين يرون بالفعل الاشكاليات التي تلتهب. الاشكالية الكبرى ما هي؟ انه الخيار السياسي الذي يبدو ملائماً اليوم قد يفوت الوقت بعد اسبوع، بعد سنة، بعد شهر، لهذا كانت الخيارات المطروحة قبل فكرة الدولة الاتحادية خيارات عديدة بما فيها حل الجذر الحقوقي للإشكالية كمدخل لحل القضية السياسية في الجنوب وكل يوم تفوت الحكومة اليمنية والقوى السياسية اليمنية والنخب اليمنية إمكانية حل القضية السياسية الجنوبية والوطنية في المستوى المتاح، ولذا تضطر في المرة القادمة ان تقدم تنازلات أعلى وان تدفع الم اكبر.
- هناك من يقول ان الحزب الاشتراكي يتعامل برؤيتين مع القضية الجنوبية نظراً لأن عدد كبير من قيادات الحراك الجنوبي المسلح او من تدعوا بفك الارتباط هي جزء من الحزب الاشتراكي، وما زالت قيادات الحزب الاشتراكي ولم يتخذ فيها اجراءات تنظيمية، بالإضافة الى ان هناك ايضاً الصوت العقلاني داخل الحزب الاشتراكي وبالتالي الطرفين يعملان بتوازي واحد بحيث انه يتم الحفاظ على شكل الجنوب في مقابل تفتيت النخب الشمالية.
* اولاً دعني أقول ليس كل الحراك هناك بعض الفصائل ذهبت باتجاه العنف، لكني أعرف انه 95% من جمهور الحراك هو جمهور سلمي من 2007 حتى اليوم نعرف انه يتقبل الرصاص بصدور عارية، ولا ينتج أي أشكال من المقاومة المسلحة، وهذا بالفعل للاعتراف...
- مقاطعاً: وهو مؤسس لعملية النضال السلمي نعم.
* متابعاً: نعم.. هذه قضية القضية الثانية انه الحزب الاشتراكي اليمني كان يرمم كل التشرخات التي حصلت في جسده عندما اتى في 94 ووجه رسالة حقيقية للنظام الحاكم اننا لن نفصل علي سالم البيض ولن نفصل اياً من المتهمين في قائمة ال16 واعدناهم اعضاء اللجنة المركزية، وما يزال الحزب الاشتراكي اليمني حتى اليوم، لأنه لم يعقد مؤتمر منذ 2005 حتى الان، هو لا يستطيع أن يتخذ عقوبات في اتجاه الاشخاص الذي غادروا السياسات الاساسية او التوجهات الاساسية لهيئات الحزب الاشتراكي اليمني، الى جانب انه يسعى الى ترميم هذا البيت الذي تشظى بكثير من الاحترابات الداخلية وكثير من الاحترابات الوطنية، والقضية الثالثة انه لا احد مخول للتصرف مع القيادات السياسية التي تتصرف خارج خط الحزب الاشتراكي اليمني اليوم الا مؤتمره العام القادم، الى جانب قضية جوهرية، مرة اخرى أقول الحزب الاشتراكي اليمني ينبغي ان يؤخذ ضمن ما يصدر عن هيئاته، عن مكتبه السياسي، عن لجنته المركزية، وهذا هو الحزب الاشتراكي اليمني، وكل الاصوات الاخرى التي يقولها الشباب وقادة الحزب الاشتراكي اليمني الذين نكن لهم كافة الاحترام ونحترم اراءهم لكننا في الحزب الاشتراكي اليمني محاسبين عمّا يصدر من هيئاتنا القيادية.
- لدينا نقطة أخيرة ارجوا ان نتحدث بإختصار وتركيز فيها وهي تتعلق بالدعوة لثورة جديدة يقودها الجرحى ويقودها عدد من الشباب هل انتم في الحزب الاشتراكي مع مثل هذه الدعوة؟
* الحزب الاشتراكي لم يصدر موقفاً رسمياً، وأستطيع ان احدثك عن موقفي الشخصي انا، انا استوعب ما حدث في 2011، كانت هناك ثورة شعبية عارمة، الطرف المنظَم استولى عليها، ولا اتمنى ان يتكرر هذا في أي لحظة تاريخية أخرى، ليست القضية استبدال مستبد بمستبد، ولا استبدال علي عبدالله صالح ب (س) من الناس، القضية كيف نستبدل دولة محكومة بالمزاج وبالشخصيات ومحكومة بالقوانين والدساتير، هل الحركة السياسية اليوم في 11 فبراير عندها هذا التنظيم والاستيعاب بالفعل لمتطلبات البلاد، او ان القضية ان البلد تريد انتاج مزيد من الشهداء، اليمن لا تريد شهداء معها طوائف من الشهداء، اليمن تريد مجموعة مغيرين يستطيعوا ان ينتصروا للشعب اليمني ويعيدوا بالفعل تعريف هذه الدولة كدولة الشعب.
- هل خيار النزول الى الشارع هو خيار صائب في هذا الوقت ام انه يجب تطوير اساليب النضال؟
* انا في تقديري انه على الجميع ان يتظاهر، لكن ما هو افق هذا التظاهر؟ ما افق التنظيم الذي يحركه ويحدد الى اين نذهب؟ يعني كنا في الثورة الشعبية في لحظة ، من ضمن الخطط التي وضعناها ان نعمل عصيان مدني جاء في لحظة على عبدالله صالح هو الذي عمل عصيان مدني، قطع الكهرباء قطع المياه غلق المؤسسات الحكومية، ولم تسقط الدولة والسبب الاساسي انه تماهت السلطة مع الدولة، وكان سقوط السلطة يعني سقوط الدولة، هل تجاوزنا هذا الوضع اليوم؟ الحكومة ينبغي ان تسقط، انا مع سقوط هذه الحكومة، هذه الحكومة لم يخلق افسد منها في التاريخ، لكن القضية الاساسية كيف تخلق آليات حقيقية وظيفتها الاساسية الهدم لأجل البناء، وليس الهدم لأجل الانتقام، ولا الحالة الثأرية السائدة في المزاج الشعبي اليوم، انه الناس يعتقدون ان وظيفتهم الانتقام من جلاديهم حتى لو ذهبت البلاد كلها الى الدمار.
- داهمنا الوقت عزيزي مطيع واشكر جزيل الشكر سعة صدرك ومشاركتك معنا في البرنامج
* انا سعيد جدا بكم
- اعزائي المشاهدين في ختام هذه الحلقة لا يسعني الا ان اشكر الاستاذ مطيع دماج وكذلك الشكر لجميع طاقم البرنامج ولجميع مشاهدينا على قناة الساحات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.