التاسع من ابريل يصادف الذكرى الثانية لرحيل القائد الاشتراكي الجسور قاسم احمد صالح الذرحاني الذي غيبه الموت بغتة في ظرف قاس بالغ التعقيد ومرحلة كانت بأمس الحاجة لأمثال هؤلاء الرجال الذي عركتهم الحياة واصطبغوا بمراحلها وعايشوا حلوها ومرها وتعاملوا مع انتصاراتها وانكساراتها ، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وسلكوا دربا نضاليا ظلوا أوفياء له حتى لحظة رحيلهم عن هذه الدنيا الزائلة غير انهم يظلون على الدوام حاضرين في قلوب الشرفاء زاد نضال ورمز بقاء وثابت لا يتغير .. ايها القائد والمعلم قاسم الذرحاني : لقد تركت فراغا لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يعوضه الدهر ، شاغرا هو مكانك الذي لم تبارحه في نياط قلوب رفاقك ومحبيك نتزود كثيرا من حكمتك ونباهة فكرك وحدسك الذي لم يخب حتى اللحظة . عامان حزينان مرا ولم تمر ذكراك او تغيب ، ما زلت فينا وهج نور وحادي مسيره وخارطة طريق نحو الافق الممتد ، ربما الى مستقبل استشرفته ذات يوم عيناك وحاضرا كما توقعته وطرق ادلهمت وتشعبت ، ما زلنا كما تركتنا في خضم ارهاصات ثورة لم تكتمل بعد ولم تحقق طموح شعب وحلم شباب وما زالت مسيرة الثورة مستمرة نحو الكمال الذي لم يأتي بعد ، تلك الثورة التي كنت احد لبناتها والمشاركين باشعال جذوتها ايها الرفيق العزيز . ايه يا رفيقي ما اقسى فقدان الرفاق وما امر رحيلهم في الوقت الذي نحن بأمس حاجة بقائهم في معترك حياتنا النضاليه وفي تحديد معالم الطريق ووجهة الدرب ونبل واخلاق النهج الثوري ، كم نحتاجك كثيرا بوصلة هدي وفنار انقاذ من واقعنا المزري الذي اوصلتنا اليه شطحات البعض ونزق البعض الاخر بعد ان كثر الثوار وكثر المخلصين وتعددت سبل سيرهم ، وسأورد بالنص ما قلته لك في رسالتي في ذكرى رحيلك الاولى حيث ان الوضع ما زال هو الوضع : لقد شهدت الساحة الوطنية كثيراً من التغيرات والمخاضات والاستقطابات حيناً من اجل الوطن وحيناً على حسابه ومع كثرة اللاعبون تعددت المشاريع واخذت اتجاهات متفرقة ولعب الجوار الاقليمي دوراً كبيراً في تشكيل الخارطة السياسية وتغذية الاطراف المتصارعة في الداخل اليمني سواءً كان في الجنوب أو الشمال ، فعلى مستوى الجنوب ما زال الشارع في قمة غليانه وما زالت المسيرات المليونية مستمرة وما زالت الجماهير في قمة زخمها الثوري غير أن المؤسف أن القيادات حتى الآن لم تجد طريقة للتوحد وكلاً يعزف على ليلاه وكلاً يستخدم الجماهير للاستعراض وليس لخدمة القضية الجنوبية العادلة وانتشر التخوين حتى وصل الينا وتم رفع صورنا باعتبارنا خونه للقضية الجنوبية تلك القضية التي حملناها حين كانت الدولة حاضرة بأدوات قمعها وتم مطاردتنا واعتقالنا وزجنا في السجون واليوم كما في الامس ما زلنا في نظر هؤلاء عملاء واولئك الذين كانوا عملاء لستون عاماً اصبحوا اليوم قيادات وزعماء وهو امر يبعث على العجب . واضيف ايها القائد المعلم ان البلد ما زال محلك سر وتراجعت خطواته والجنوب ما زال في ثورة مستمرة ضد مشروع تقسيمه وتفتيته واعادته الى مربع ما قبل التحرير والاستقلال وبدعم سلطوي ثم التحالف من جديد من قبل قوى الفيد والظلام وتامرهم البشع على مشروع حزبك الاشتراكي اليمني لانقاذ الوطن واعادة الاعتبار للجنوب ارضا وانسانا غير انهم اصطدموا بالرفض الشعبي لمشروعهم المسخ وتقاطر ابناء الجنوب في مسيرات ومظاهرات واحتجاجات حاشده لرفض المساس بوحدة الجنوب ورفض تقسيمه الى اقليمين، وشمالا ايضا لم تستسغ كثيرا من القوى الفاعلة لذلك المشروع الهزيل وعبروا قولا وفعلا تأييدهم المطلق لرؤية الحزب الاشتراكي اليمني التي قدمها الى مؤتمر الحوار الوطني وتم الالتفاف عليها الى ما بعد الحوار والتي تقضي بدولة اتحادية من اقليمين شمالي وجنوبي حفاظا على وحدة الشمال ووحدة الجنوب وحاصل الجمع بينهما وحدة اليمن غير ان العقلية التي رفضت وثيقة العهد والاتفاق ما زالت سارية المفعول وترفض أي رؤوى او حلول او مشاريع يتقدم بها حزبنا الاشتراكي رغم انهم في قرارة انفسهم يدركون انها المخرج والمنقذ لليمن من الازمات التي تكاد تعصف به. اخي ورفيقي وقائدي : هانحن اليوم وبخطى واثقة نمضي لعقد المجلس الحزبي ) الكونفرنس ( بسبب تعثر عقد المؤتمر العام نتيجة اوضاع البلد المأساوية ومن مرحلة نضالية ننتقل الى اخرى رغم ظروف حزبنا القاسية التي تعرفها منذ الحرب الظالمة والحصار وعدم اطلاق المقرات والاموال حتى الان غير ان كل ذلك لم ولن يستطع كبح نضالات حزبنا نحو تحقيق حرية الشعب واستعادة كرامته .. واخيرا احيطك علما ان حزبنا كان له دورا رياديا بقيادة امينه العام الدكتور ياسين في مؤتمر الحوار الوطني ونجح في تحقيق مشروعه الكبير الدولة الاتحادية وانتصر لدولة النظام والقانون والمدنية التي كانت من اهم مخرجات الحوار الوطني . نم قرير العين فنحن على خطاك سائرون وسلام على روحك الطاهرهٍ.