نص كلمة اللقاء المشترك الذي القاها في افتتاحية المجلس الحزبي الوطني للحزب الاشتراكي اليمني وزير المياه السابق عبد السلام رزاز. بسم الله الرحمن الرحيم الرفيق الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني مستشار رئيس الجمهورية. الرفيقات والرفاق أعضاء الأمانة العامة والمكتب السياسي واللجنة المركزية. الأخوة قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية. سعادة السفراء والسلك الدبلوماسي العربي والأجنبي. الأخوة أعضاء مجلس الوزراء والشورى والنواب الرفيقات والرفاق أعضاء المجلس الحزبي الوطني للحزب الاشتراكي اليمني. الحاضرون جميعاً. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وأسعدتم بالخير صباحاً. في البداية ونيابة عن أحزاب اللقاء المشترك أحيي انعقاد مجلسكم الحزبي الوطني دورة الرفيق المناضل علي صالح عباد (مقبل) متمنياً له كل التوفيق والنجاح والذي ينعقد في ظروف وطنية في غاية التعقيد وفي غاية الصعوبة على الصعد كافة: الأمنية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، الأمر الذي يجعل المسار النضالي أكثر تعقيداً أمام القوى الوطنية برمتها وفي مقدمتها حزبكم العظيم الحزب الاشتراكي اليمني ومعه أحزاب اللقاء المشترك وكل شركاء العملية السياسية في هذه المرحلة. إننا نثقف بأن مجلسكم هذا سوف يعزز قدرة الحزب الاشتراكي النضالية على مستوى الحزب في الساحة اليمنية وعلى مستوى العمل المشترك وسيكون أكثر قوة وفاعلية. فهو الحزب الذي عودنا على المبادرات والمشاريع النضالية في كل منعطفات العمل السياسي الوطني منذ أن تأسس كحزب طليعي في آواخر الستينيات من القرن الماضي. إنه الحزب الذي قدم التنازلات الكبيرة من أجل تحقيق الوحدة اليمنية وقدم التضحيات الكبيرة من أجل هذا الهدف العظيم واستمر في تقديم التضحيات منذ إقصائه في حرب صيف 1994 على مستوى الأرواح والممتلكات وتعرض للكثير من أساليب التنكيل والمضايقات بهدف ثنيه عن مشواره النضالي، لكنه صمد كجبلي شمسان وعيبان وتجاوز جراحاته من أجل المشروع الوطني الذي سطع في سماء اليمن عند إعلان ميلاد اللقاء المشترك في بداية العقد الماضي الذي من خلاله أنجزت تحولات عظيمة توجت بثورة 11 فبراير العظيمة عام 2011. الأخوات والأخوة أعضاء المجلس الحزبي الوطني.. الحاضرون جميعاً. إن الحديث عن دور الحزب الاشتراكي اليمني عبر تاريخه النضالي يدول ويطول جداً حيث يحتاج إلى كتب ومجلدات لإنصافه، لكن في هذا الحيز الضيق من الوقت، نستطيع القول إن الحزب الاشتراكي اليمني كان الرافعة للمشروع الديمقراطي في الجمهورية اليمنية فهو من قدم مشروع الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة وقدم المئات من الشهداء في سبيل الانتصار لهذا المشروع الذي ما زال نوره يشق الطريق في وسط ظلام حالك السواد "وعاد الصباح يولد ونوره ما شنش". وفي إطار اللقاء المشترك لعب الحزب الاشتراكي اليمني دوراً رئيساً في تضمين هذا المشروع ضمن الوثائق النضالية للقاء المشترك بدءاً ببرنامج الإصلاح السياسي والاقتصادي الشامل ثم في برنامج مرشح اللقاء المشترك للانتخابات الرئاسية عام 2006 ثم رؤية الانقاذ الوطني التي خرجت إلى النور في مايو 2009، وكان فاعلاً في إدارة الثورة الشبابية الشعبية السلمية وفي إدارة العملية السياسية التي جنبت البلد الكثير من الخسائر المادية والبشرية عام 2011 إلى جانب زملائه في المشترك والتي انتهت بالتسوية السياسية ممثلة بالمبادرة الخليجية، وفي أحداث عمران في رمضان الماضي تنبى الحزب الاشتراكي اليمني مبادرة الاصطفاف الوطني في إطار أحزاب اللقاء المشترك من أجل الخروج من مأزق الحروب وتوفير الوقت لبناء الدولة في ضوء مخرجات الحوار الوطني وهو الهدف الذي لا يمكن إنجازه إلا من خلال اصطفاف وطني يشمل الجميع دون استثناء ، وليس الاصطفاف كما جرى في شارع الزبيري وشارع المطار الذي عبر عن عملية الجسد والجسد المضاد نحو المزيد من الانقسام. الرفيقات والرفاق أعضاء المجلس الوطني.. الحضور جميعاً: إن حرب صيف 1994 انتجت أخطر قضيتين هما القضية الجنوبية وقضية صعدة تسببتا في تعزيز الانقسام الوطني وأدتا إلى إرباك مسار النضال الوطني وأعاقته كثيراً. والحق يقال إن الحزب الاشتراكي اليمني رغم ما تعرض له من إقصاء وإضعاف لقدرته في حرب 94 إلا أنه أول من بادر لتقديم الحلول عقب الحرب مباشرة بقيادة الأستاذ القدير والمناضل الجسور علي صالح عباد (مقبل) نتمنى له موفور الصحة وطول العمر، ولا ننسى مشروع تصحيح مسار الوحدة الذي قدمه الأستاذ القدير محمد علي حيدرة مسدوس بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف حوله حينذاك لكنه ساهم في تحريك المياه الراكدة وشكل حالة من المقاومة ضد أوضاع ما بعد الحرب. وللتاريخ أقول إن الحزب الاشتراكي اليمني إستطاع بقيادة أمينه العام الدكتور ياسين سعيد نعمان أن يعرض القضية الجنوبية برؤية عادلة على مستوى اللقاء المشترك وعلى المستوى الوطني بشكل عام بعيداً عن الشطحات التي كانت تضر بالقضية أصلاً الأمر الذي ساعد على استمرار الطابع السلمي للحراك الجنوبي.. بفعل نضال الاشتراكي أصبحت القضية مفردة رئيسة في برنامج اللقاء المشترك ومنه انتقلت لتصبح قضية وطنية تبنتها ثورة 2011 السلمية. واليوم أصبحت القضية الأولى كمدخل لحل بقية القضايا. ولا ننسى أن القضية الجنوبية ساعدت على استيعاب وضع قضية صعدة، وكان للقاء المشترك مواقف ايجابية من جميع الحروب في صعدة حيث عبر مراراً وتكراراً ببيانات رسمية عن رفضه وإدانته لكل الحروب في صعدة. ودعا مبكراً لحل المشكلة بالحوار، وكان للحزب الاشتراكي موقف واضح وصريح من حروب صعدة، واليوم قضيتا الجنوب والصعدة ذات أولوية وطنية. الأخوات والأخوة الحاضرون جميعاً: عندما تأسس اللقاء المشترك شكل ضوء الأمل وأذاب جليد اليأس الذي كاد أن يدمر سفينة المسار النضالي اليمني، لقد تحققت تحت راية المشترك أهم الإنجازات الوطنية، أبرزها الثورة الشبابية الشعبية السلمية والثورة التي حققت قفزات كثيرة في الوعي السياسي الوطني. واليوم ما زلنا بحاجة إلى اللقاء المشترك ولكن في إطار أوسع هو الاصطفاف الوطني لإنجاز مهام المرحلة القادمة ممثلة ببناء الدولة. ولا نجامل إذا قلنا بأن دور الحزب الاشتراكي اليوم ومستقبلاً مطلوب أكثر من أي وقت مضى في إطار المشترك وفي الإطار الوطني، فهو الحزب الذي تبنى المشروع الوطني مشروع الحداثة والتقدم وقدم التضحيات الجسام في سبيل الانتصار لهذا المشروع. إن الحزب الاشتراكي اليمني رقم مهم في المعادلة السياسية الوطنية والكثير من المتطلعين إلى المستقبل يراهنون عليه، إنه الحزب الذي انتقد أخطاءه بكل شجاعة وشفافية وغادر الشمولية برؤية جديدة ساعدته على إنجاز تحولات عظيمة على المستويين الحزبي والوطني، حيث استطاع أن يلقح الوعي العام الوطني بمفردات حداثية في زمن قياسي خصوصاً بعد إعلان الوحدة اليمنية وتحول هذا الوعي إلى صخرة تكسرت عليها كل محاولات ما بعد حرب صيف 1994 بهدف العودة إلى الماضي الشمولي، ومثل اللقاء المشترك خطة من خطوات هذا التحول. واليوم تعيش بلادنا ظروفاً أكثر صعوبة تحتاج منا جميعاً في اللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي العام وأنصار الله وبقية الأحزاب في الساحة الوطنية والقوى الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص وجميع المعنيين في الداخل والخارج ومعنا كل شركائنا الاقليميين والدوليين إلى سرعة تهيئة الوضع لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والشروع في بناء الدولة الجديدة ما لم فإن الكارثة ستكون أعظم. نسأل من الله العلي القدير أن يجنب بلدنا كل مكروه. عاشت اليمن حرة أبية، التوفيق لمجلسكم الوطني العظيم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.