بعد خروج حزب البعث من التحالف مع حزب المؤتمر الشعبي الحاكم، الذي يترأسه الرئيس علي عبد الله صالح، انضم محمد سالم باسندوة وزير الخارجية السابق ومستشار الرئيس، إلى اللقاء التشاوري الذي دعت له المعارضة، والمطالب بإصلاحات سياسية تجنب البلاد المزيد من الأزمات، فيما واصلت الحكومة اليمنية حملة اعتقالاتها في صفوف معارضيها. وفي افتتاح المرحلة الثانية من اللقاء التشاور الوطني، الذي دعت له أحزاب تكتل اللقاء المشترك المعارض للمطالبة بإصلاحات سياسية قبل الدخول في الانتخابات النيابية، فوجئ الحضور بظهور محمد سالم باسندوة مستشار الرئيس صالح على المنصة إلى جانب قادة المعارضة. وقام باسندوة بإلقاء كلمة له قوبلت بتصفيق حار من الحاضرين، أكد فيها أن البلاد بأمس الحاجة لإصلاحات سياسية، مشككا ذات الوقت من إمكانية إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد. وقال: أخشى أن أموت واليمن لم يحقق الأمن ولا الاستقرار، إذ أن الأخطار تحيط به من كل اتجاه". من جانبه، قال القيادي في تجمع الإصلاح ورئيس اللقاء التشاوري حميد الأحمر أن المعارضة لن تستثني أحدا من التشاور إزاء الخروج بمشروع (إنقاذ وطني من اجل إيجاد وطن مستقر ومزدهر ومواطنة متساوية)، وحدد الأحمر بداية العام القادم موعدا لانتهاء مرحلة التشاور، ومن ثم البدء بالتحضير لانعقاد المؤتمر الوطني. وفي غضون ذلك، ذكرت أحزاب المعارضة في اليمن أن السلطات اعتقلت العشرات من أنصارها، وذلك على خلفية مشاركتهم في توزيع بيانات المعارضة الداعية إلى مقاطعة الانتخابات، فيما أكدت مصادر محلية إن عشرات من اللجان المكلفة بقيد وتسجيل الناخبين طردت ومنعت من مواصلة عملها. وأفاد الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة تعز أن قوى الأمن المنتشرة في شوارع المدينة اعتقلت مساء الجمعة عضوي الحزب جميل سالم علي ومطهر الشرجبي، بينما كانا يوزعان منشوراً يتضمن الدعوة للقاء مشترك أطلق عليه "نداء من أجل اليمن"، ومطالبة المواطنين بمقاطعة إجراءات لجنة الانتخابات التي يهيمن عليها حزب المؤتمر الشعبي الحاكم. تحذير من تدهور الأوضاع اليمنية حذر تقرير أصدره المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن، من أن تدهور الأوضاع الأمنية في اليمن قد يؤدي إلى انتشار الفوضى من كينيا إلى المملكة العربية السعودية، لافتا إلى أن صنعاء تواجه أزمتين خطيرتين سياسية واقتصادية في آن واحد. وجاء في التقرير، أن التقاليد الديمقراطية في اليمن «هشة ومشوهة» بسبب النظام القبلي المحيط بالرئيس علي عبد الله صالح، فضلا عن مواجهة الرئيس ل"عصيانا إسلاميا" وصراعات مع مختلف المجاميع القبلية. كما دعا التقرير الرئيس صالح إلى التنحي عن الحكم في عام 2013، بعد أن يكون قد قضى مدة 35 عاما في سدة الرئاسة، مستشهدا بالمواجهات المسلحة التي تندلع بشكل متواصل بين الحكومة من جهة والمسلحين الإسلاميين ورجال القبائل من جهة أخرى. *** صحيفة البيان الإماراتية صنعاء محمد الغباري لندن «البيان»