شهدت البلاد مع استمرار الحرب للسنة الخامسة على التوالي تدميراً ممنهجاً للبنية التحتية وانتج الصراع الدامي والقصف الجوي أوضاعاً إنسانية صعبة وتضخم جامح بسبب تقييد تدفق السلع إلى داخل البلاد ما دفع ملايين الأشخاص إلى الجوع والبطالة وأصاب خدمات عامة، مثل الصحة والتعليم، بالشلل. وزارة التخطيط اليمنية، أعلنت أن البنية التحتية في البلاد دمرت بنسبة 90%، ولا سيما على القطاع الصناعي، فقد دمر بعض مصانع القطاع الحكومي والخاص، كمصانع الألبان والمشروبات في مدينة الحديدة غرب اليمن، ومصنع الأكسجين الطبي الأساسي في البلاد. فيما توقف عمل بقية المصانع؛ بسبب نقص المحروقات، وتدمير محطات الكهرباء. القطاع التجاري بدوره يعاني من شلل تامً من جهة حركة الاستيراد والتصدير متوقف نهائياً؛ بسبب الحصار المحكم على جل منافذ البلاد. بالإضافة الى التدمير الذي طال الأسواق والمجمعات التجارية. تدميراً فاقم أزمة المواد الأولية المفقودة من الأسواق، فمنذ بدء الحرب خزن بعض اليمنيين موادً أساسية ك القمح، والغاز، ما أدى إلى انقطاعها من الأسواق، ورفع أسعارها بنحو غير مسبوق. وتحذر التقارير الصادرة عن قطاع الدراسات والتوقعات الاقتصادية من انهيار الاقتصاد اليمني تماماً مع استمرار الحرب في مختلف أرجاء البلاد. وتسببت الحرب الدامية في أزمات مركبة على مختلف الصعد الاقتصادية والاجتماعية والانسانية ومنها أزمة الخدمات الاجتماعية الاساسية في الصحة والمياه والتعليم. وطبقا للإحصائيات الحكومية، حوالي 49 % من المرافق الصحية إما تعمل جزئياً أو متوقفة كلياً وارتفع عدد الاشخاص المحتاجين إلى المساعدة الصحية في اليمن من 8.4 مليون شخص في ديسمبر 2014 إلى 19.7 مليون شخص في ديسمبر 2018 بمعدل زيادة 134.5 %. أما التعليم، فتشير التقارير الى ان حوالي 4.7 مليون طفل – أي81% من الطلاب – في حاجة إلى المساعدة لضمان استمرار تعليمهم، وهناك حوالي 2 مليون طفل خارج النظام التعليمي، يمثلون أكثر من ربع الأطفال في سن المدرسة. لا البشر ولا الحجر بمنأى عن القصف الجوي، والمدفعي على الأرض في اليمن. ونزفت البلاد من ناسها ومن بنيتها التحتية الكثير منذ بداية الحرب. آلة الحرب لم توفر محطة طاقة ولا مستشفيات، ولا جسورًا، ولا محالًا، أو أسواق تجارية جل شيء في مرمى القذائف الأرضية والجوية نالت نصيبه من الدمار. دماراً يقدر بمئات المليارات الدولارات، على الرغم من إنه الوقت لا يزال مبكراً، للحديث عن الحصيلة النهائية للخسائر الاقتصادية في البلاد، بعد دخول الحرب عامها الخامس، ولم تظهر الى الآن أية مؤشرات حقيقية على الانتهاء.