قالت الشرطة العراقية ان تفجيرات في مناطق شيعية بالعاصمة بغداد وشمال العراق أدت يوم الاثنين الى مقتل 33 شخصا في أحدث سلسلة من الهجمات الكبيرة التي وقعت منذ انسحاب القوات الامريكية من المدن العراقية في يونيو حزيران. ويثير تصاعد العنف الشكوك حول قدرة قوات الأمن العراقية التي أعيد بناؤها من الصفر بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق عام 2003 على حفظ الامن وحدها كما يثير المخاوف من احتمال تجدد العنف الطائفي بين السنة والشيعة. وانخفضت حدة العنف في العراق خلال 18 شهرا الماضية وكانت الجثث من قبل تلقى في شوارع بغداد كل يوم وكانت المشارح تزدحم بضحايا العنف. وقالت الشرطة ان انفجار شاحنتين ملغومتين صباح الاثنين بفارق دقائق عن بعضهما البعض أدى الى مقتل 26 شخصا وإصابة 128 في قرية خزنة التي تقطنها أغلبية شيعية على مسافة 20 كيلومترا شرقي الموصل. وأدت التفجيرات الى هدم ما يقرب من 40 منزلا بالقرية التي تعيش بها أغلبية من جماعة الشبك وهم أقلية عرقية من أصول كردية. ودفن الناس تحت الانقاض. وتتساءل أم قاسم (35 عاما) وقد غطت وجهها الدماء عن الذنب الذي اقترفه القتلى في حق المسلحين. وكانت أم قاسم تستقل شاحنة تقل ولدها المصاب وأربعة قتلوا من أسرتها من بينهم زوجها وأختها. وتشهد مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى ومحيطها تفجيرات واطلاق نار بشكل شبه يومي حيث وصل النزاع بين الأكراد والعرب الى درجة التهديد بانقسام الاقليم واشتعال التوترات التي قد تهدد استقرار العراق على المدى الطويل. ويتمكن المتمردون من الاختباء في المناطق الجبلية النائية حول الموصل. واستهدفت سلسلة من التفجيرات الاسبوع الماضي الشيعة في بغداد وشمال العراق مما أسفر عن مقتل 44 شخصا وكثيرا ما يلقى باللوم في هذه الهجمات على متشددين اسلاميين سنة مثل مقاتلي القاعدة. وفي بغداد قال مصدر في مستشفى ان سيارة ملغومة وقنبلة زرعت على الطريق استهدفتا عمالا كانوا متجمعين في انتظار العمل مما أدى الى مقتل سبعة أشخاص في منطقتين تسكنهما أغلبية شيعية في جنوب غرب العاصمة بغداد. وكانت الشرطة أعلنت في وقت سابق أن عدد القتلى وصل الى 16 شخصا. وبينما انخفضت وتيرة العنف بشدة مؤخرا حيث انخفض عدد القتلى من المدنيين الى 224 شخصا في يوليو تموز بعد أن كان العدد 373 شخصا في الشهر السابق لايزال المتمردون قادرين على تنظيم الهجمات في مواجهة قوات الامن العراقية التي تفتقر الى التجهيز المناسب والخبرة. ومن المقرر أن تغادر القوات الامريكيةالعراق تماما بحلول 2012 وفقا لاتفاق أمني وقع بين واشنطن وبغداد.
وقال روبرت جيتس وزير الدفاع الامريكي خلال زيارة للعراق الشهر الماضي ان الفرصة مفتوحة أمام "تسارع معتدل" لانسحاب القوات الامريكية في حالة تحسن الظروف الامنية. وستمثل الانتخابات الوطنية في يناير كانون الثاني اختبارا رئيسيا لديمقراطية العراق الناشئة وقواته الامنية. وانخرط ساسة العراق في بحث تحالفات قبل الانتخابات في الوقت الذي قد يؤدي فيه العنف ضد أهداف سنية أو شيعية الى تعقيد فرص عقد هذه التحالفات.