بالرغم من التوقعات بأن يكتسب حطاب الرئيس علي عبدالله صالح أهمية كبيرة عشية الذكرى السابعة والأربعين لثورة سبتمبر إلا أن الخطاب جاء عادياً ولم يكافئ الأحداث التي تشهدها البلاد. وجدد الرئيس صالح دعوته للحوثيين إلى الالتزام بخمسة شروط أعلنتها الحكومة عشية عيد الفطر لوقف العمليات العسكرية . كما دعا صالح إلى اصطفاف وطني لمواجهة التحديات التي تواجه البلاد في أسوأ مرحلة تجمع بين الاقتتال الأهلي والفقر والانقسام الوطني. وقال صالح "أدعو الجميع مجدداً إلى الاصطفاف الوطني لمجابهة التحديات التي تواجه الوطن وتغليب لغة الحكمة والعقل واحترام الرأي والرأي الأخر واعتماد أسلوب الحوار لحل القضايا والتباينات التي يفرضها واقع الممارسة السياسية الديمقراطية والابتعاد عن كل ما يؤجج الفتن ويخلق التوترات بدوافع سياسية تكتيكية أو تعطيل الحياة السياسية وعرقلة جهود البناء والتنمية". و"الاصطفاف الوطني" مصطلح غالباً ما يشير به الرئيس إلى المعارضة الرئيسية المنضوية في تكتل اللقاء المشترك. لكن مع تجيير المصطلح لمواجهة التحديات التي تحيط بنظامه. وسبق لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم الذي يرأسه صالح أن أعلنرغبته خلال حوارات سابقة مع المعارضة بالاصطفاف لمواجهة المسلحين الحوثيين في صعدة والاحتجاجات الجنوبية في الجنوب وهو ما ترفضه المعارضة. وخصص الرئيس معظم خطابه لمهاجمة الحوثيين . ووصفهم بأنهم "جهلة وحمقى وأصحاب عقول صغيرة وضالة" كما وصف من يقدمون لهم المشورة في الداخل والخارج بأنهم واهمون وخائبون يثأرون من الوطن. وتحتفل اليمن بذكرى ثورة سبتمبر السابعة والأربعين في ظروف مماثلة لظروف أعقبت الثورة في شمال البلاد حين ظل فريقان أحدهما يؤيد الجمهورية والآخر يؤيد الملكية المخلوعة يتقاتلان لسنوات ودار أعنف القتال حينئذ في مناطق من محافظة صعدة قبل أن ينهي صلح القتال. ويخوض الجيش ومسلحون يستلهمون أفكاراً نادى بها عالم الدين الزيدي حسين الحوثي قتالاً عنيفاً في صعدة وعمران منذ 11 أغسطس الماضي في سادس جولة من الحرب التي بدأت عام 2004. ويقول نظام الرئيس صالح إن المسلحين الحوثيين يهدفون إلى إعادة نظام الإمامة الزيدية الذي أطاحته ثورة سبتمبر في 1962 بعد حكمه للبلاد نحو ألف عام لكن الحوثيين يقولون إنهم يدافعون عن أنفسهم ومناطقهم من بطش قوات الجيش كما يدافعون عن معتقداتهم الدينية التي يقولون إن السلطات تعمل على طمسها لصالح المذهب الوهابي القادم من المملكة العربية السعودية أكبر البلدان المجاورة لليمن.