دعت منظمة هيومان رايتس ووتش السلطات اليمنية إلى وقف استخدام العنف غير المبرر ضد المتظاهرين، ووقف الهجمات على الجنوب، وذلك من خلال تقرير قدمته في المؤتمر الصحفي "حقوق الانسان في جنوباليمن " يوم الثلاثاء بصنعاء ويرتكز التقرير الذي حمل عنوان: "باسم الوحدة: رد الحكومة اليمنية الوحشي على مظاهرات الجنوب" على 80 مقابلة تم إجراؤها مع عدد من ضحايا الاعتداءات في كل من عدن والمكلا، إذ يستنتج أن قوات الأمن اليمنية استخدمت العنف غير المبرر ضد متظاهرين عزّل في ست مظاهرات على أقل تقدير. واوضح التقرير انه وخلال العام الماضي، اعتقلت قوات الأمن اليمنية آلاف الأشخاص لممارستهم حقهم في التجمع، والتعبير عن رأيهم، بالإضافة إلى سحب رخص وسائل الإعلام التي انتقدت الحكومة وسياساتها، كما اعتقلت صحفيين وكتاب من دون أي تهمة. ولفت الى انه في مايو/أيار الماضي، علق وزير الإعلام اليمني صدور ثماني صحف محلية، ليسمح لبعضها بالصدور مرة أخرى في يوليو/تموز. من جانبه قال جو ستورك، نائب مدير مكتب المنظمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "السلطات اليمنية تنتهك الحقوق الأساسية للمواطنين من أجل التوصل إلى الوحدة الوطنية، بينما يجب أن يمتلك سكان الجنوب الحق في التجمع بسلام والتعبير عن آرائهم." وأكدت هيومان رايتس ووتش أن قوات الأمن اليمنية فتحت النار على متظاهرين عزّل في عدة مظاهرات في 2009، مما أدى إلى مقتل 11 شخصا، وجرح 12 على الأقل. وأضاف ستورك: "إن سمعة اليمن كبلد حر يمكن للجميع التعبير فيه عن رأيه قد شوّهت تماما، فالهجمات الأخيرة على الصحفيين ووسائل الإعلام غير مسبوقة، وهي تعكس صورة سيئة عن الاضطهاد في البلاد." وكان جنوباليمن وشماله قد اتحدا في بلد واحد بمايو/أيار 1990، إلا أن حربا أهلية عكرت صفو الأجواء في 1994، تغلب فيها الشمال على الجنوب. ومنذ ذلك الحين، اتهمت جهات جنوبية يمنية الحكومة بنبذ الجنوبيين، وإقصائهم من وظائف عسكرية وحكومية، وقامت في 2007 بالتظاهر لأجل زيادة الدعم الحكومي للجنوب، وتوفير فرص العمل، والحد من الفساد. وقدمت في المؤتمر الذي حضره سياسيين وحقوقيين وبرلمانيين وممثلي وسائل اعلام مداخلات انتقدت بشدة الممارسات التي تنتهجها السلطات اليمنية تجاه الحقوق والحريات في الشمال والجنوب على حد سوا . واكد عيدروس النقيب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني ان ما يشاهد في الجنوب من احتجاجات ومطالبات وصلت حد المطالبة بالانفصال هي نتاج السياسات التي تدار بها البلاد . وفي الوقت الذي ابدا فيه استياءه من رفع الشعارات والاعلام التشطيرية في الجنوب تسائل النقيب " ايهما الاكثر جرما من يرفع الشعار ام من يزهق ارواح الابرياء ويسلب الاراضي (....). وقال ان الوحدة ترفع من شان الانسان وليس تقتله . وقال سعيد ثابت نقيب الصحفيين اليمنيين ان اطرافا ليس لها علاقة في الحراك الجنوبي وكانت بالامس في حضن السلطة هي من يرتكب الاعمال التخريبية لضرب الحراك وخدمة توجهات السلطة التي تتغاضى عنهم فيما تقمع اصحاب المطالب السلمية والحقيقية في الحراك الجنوبي . وعلق فؤاد دحابة البرلماني الاصلاحي بالقول ان اعضاء الحراك الجنوبي اكثر وطنية من بعض ظباط الامن في صنعاء كونهم يمارسون حقوقهم المقموعة بطرق سلمية ولم يحملوا السلاح الى الان .
الاشتراكي نت ينشر تقرير المنظمة كاملاً في نافذة " تحقيقات وتقارير".