أكدت السفيرة الأميركية السابقة لدى اليمن باربارا بودين أن تركيز الولاياتالمتحدةالأمريكية في علاقاتها مع اليمن على المقاربة الأمنية وحدها غير مجدية لأن التحدي الذي يواجه اليمن على المدى البعيد هو الاستقرار . وقالت بودين في محاضرة لها مساء امس بمركز سبأ للدراسات الإستراتيجية عن العلاقات اليمنية الأميركية حضرها المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور عبد الكريم الإرياني عضو مجلس أمناء المركز وعدد من السياسيين والدبلوماسيين وقدمها المدير التنفيذي الدكتور أحمد عبد الكريم سيف : أنه ينبغي على الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تتعاطي مع مجمل التحديات التي تواجه البلاد بمقاربة شاملة تنطلق من أن الاستقرار على المدى البعيد ذو أبعاد اجتماعية واقتصادية وسياسية لأن المقاربة الأمنية وحدها لا تفرض الدولة مذكرة في هذا الصدد بالمفهوم الشائع للدولة من أنها الكيان الذي يحتكر العنف المشروع وتقديم الخدمات للسكان بصورة متساوية وعادلة وتحقيق العدالة والمشاركة ليس فقط في السلطة وإنما في التعليم والصحة مشيرة إلى أن اليمن يعاني من اختلالات هيكلية تتمثل في زيادة السكان وعدم كفاية المياه وتناقص إنتاج الطاقة علاوة على تحديات القاعدة ومشكلة الحوثيين في شمال البلاد والحراك في بعض المناطق الجنوبية.بالإضافة إلى الحوكمة وأداء الحكومة ورفع القدرات البشرية والمؤسسية. وربطت السفيرة بين دعم الأطراف الخارجية لجهود الحكومة اليمنية وبين تقديم هذه الأخيرة لأهداف واضحة ودقيقة على مدار العشرة الأعوام القادمة موضحة في هذا الصدد أنه إذا لم تكن مدركة إلى أين تذهب ولا ماهي أهدافها فإن ذلك يعرقل التعاون والشراكة مع المجتمع الدولي داعية إلى تبني مقاربة برجماتية وأشارت بودين إلى أن المشاكل التي تواجه البلاد مترابطة ببعضها البعض موضحة أن المشكلة الاقتصادية تتطلب أمن وتفعيل آليات التنمية واستقطاب الاستثمارات لا تنتعش إلا في مناخ أمني موات يساعد على تحرك دولي لدعم هذا البلد . وحول العلاقات اليمنيةالأمريكية ذكرت بودين " أن العلاقات بين اليمن وأمريكا لم تكن متينة قبل سنة 97م لأن الجانبين لم يقم كل منهما بما ينبغي القيام به في الوقت الذي ركزت فيه هذه العلاقة خلال السنوات الأخيرة على محاربة الإرهاب فقط". معتبرة أن هناك قصر نظر تجاه اليمن. وأكدت أن اليمن ليس دولة فاشلة وان اليمنيين لن يتخلوا عن بلادهم. مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعلمت من العراق وأفغانستان دروسا مؤداها أنه لا يمكن خلق الأنظمة وإنما يمكن المساهمة في تعزيز قدراتها للتعامل مع مختلف القضايا التي تواجهها الشعوب في جانب التنمية والتعليم والصحة والديمقراطية وتمكين المرأة في إطار الإصلاحات الدستورية المنتظرة . يشار إلى أن بودين حاليا سفيرة متقاعدة تعمل حاليا كمحاضرة ودبلوماسية مقيمة أستاذة في كلية " وودرو ولسون " للشئون العامة والدولية في جامعة " برنستون " ، وتعد واحدة من المبرزين الدبلوماسيين الأمريكيين المتخصصين في الشرق الأوسط وحصلت على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والدراسات الآسيوية من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربارا. و على درجة الماجستير من كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية في جامعة تافتس. وبعد تخرجها شغلت عدة مناصب ، مسئولة عن الشئون العسكرية والسياسية في شبه الجزيرة العربية في مكتب شئون الشرق الأدنى وشئون الجزيرة العربية وعملت بعد ذلك نائبة لمدير المكتب. وفي عام 1997, عينت سفيرة لدى اليمن. وخلال فترة عملها في صنعاء, عملت على تطوير العلاقات بين البلدين .