لُغةُ الابتزاز وفرْض الوصاية على اليَمَن من قبَل آل سعود لم تتوقف ولن تتوقف إلا بزوال آل سعود أو بوجود نظام سياسي قوي في اليَمَن، معروفٌ أن آل سعود سعادتهم تكمُنُ في شقاء اليَمَنيين، وأن راحتهم في بقاء اليَمَن في دوامة العنف والاقتتال. اليَمَنيون الذين خرجوا بالملايين رافضين للوصاية وللتدخل الخارجي من أي بلد كان لا يمكن أن يقبلوا ببقاء سُلطتهم مرهونةً عند آل سعود أو أن يبقى قرارهم مصادر إلى ما لا نهاية. هذا الأمرُ لا بد من الانتهاء منه قبل الانتقال إلى بناء الدولة، فبناءُ الدولة لا يمكن أن يتمَّ في ظل الوصاية والتدخل الخارجي. على الرياض أن تدرك أن الشعب اليَمَني الذي عانى طويلاً من تدخلاتها ومن فرضها لوقائع جديدة على الأرض لا يمكنُ أن يبقى تحتَ رحمة آل سعود الذين يمنّون علينا بفرص عمل تعود بالدخل على المواطن السعودي قبل اليَمَني الذي تطاله الانتهاكات والاعتداءات ويتعرضُ للإهانات. آلُ سعود لن يسمحوا بخروج اليَمَنيين من تحت وصاية عبدالعزيز ولن يرضوا بيَمَن قوي ومستقل ذي سيادة، فما فعلوه في العراق يمكن أن يكرّروه في اليَمَن، وبالتالي فعلى الشعب اليَمَني الاستعدادُ لمواجهة كل التحديات التي سيفرضُها آل سعود عليه. لم يعُد مقبولاً أن تبقى السلطةُ مرتهنةً لدى آل سعود، أو أن يبقى الرئيسُ ضعيفاً، علينا تصحيحُ كل الاختلالات وتحمُّل مسؤولياتنا؛ من أجل التحرر من الوصاية، فالوطن المليء بالخيرات وبالرجال الذين هم ثروةٌ حقيقيةٌ ليس بحاجة مساعدات آل سعود التي تأتي بالمَنّ والسؤال. سيادة الوطن ورفع اسمه عالياً والذود عنه أغلى من كل الأسماء والمسميات ومن كل الأحزاب والحركات والجماعات، الأوطانُ لا تبنى في ظل تدخلات الخارج وفي في ظل الوصاية، فلا قيمة للوطن طالما وأن هناك وصاية وتدخل وانتهاك للسيادة. كلُّ شيء يعيد لنا ذكريات الرئيس إبراهيم الحمدي وكيف تم التخلص منه حين أراد التحرر من وصاية آل سعود؟!!، لكن ذلك لن يمنعنا من السير قدماً نحو استعادة السلطة والقرار مهما كانت التحديات. الأحزاب التي طالما ادعت بأنها تسعى لبناء الدولة المدنية هي اليوم تستدعي الخارج؛ من أجل الحفاظ على مصالحها، لم تقُل للشعب ولا لأنصارها كيف تبنى الدولة في ظل الوصاية والتدخل الخارجي ولا تقوى على إيضاح الحقائق بأن بناء الدولة لا يمكن في ظل الوصاية.