{وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً} {وفوق كل ذي علمٍ عليم} صدق الله العظيم فقل لمن يدّعي في العلم معرفة عرفت شيئاً وغابت عنك أشياء - "مذهبي صواب يحتمل الخطأ ومذهب غيري خطأ يحتمل الصواب".. يحتاج المفكرون السياسيون والأكاديميون المتجهون مؤخراً للتنظير السياسي أن يتذكروا دائماً تلك الآيات القرآنية والحكم القائلة بقلة ما أوتي البشر من العلم والمعرفة، وما يتعلق بالمتمذهبين سياسياً وفكرياً وعقائدياً.. كما يلزم الجميع المبادرة للارتقاء بخطابهم عن السباب والشتائم.. فليس من الذكاء وصم أحد بالغباء السياسي لزلة لسان ال"الأحد" عند تعليقه على رأي يختلف معه بالشعوذة، ويدينه المتضرر من التعليق بنفس التعليق.. ولا يدل على تواضع وصف أحد بالغرور.. دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ عبدالقادر عبدالرحمن باجمال قيل عنه مؤخراً ما لم يقله مالك في الخمر، فانتقل -بكل أسف- نقاده الأكاديميون بأنفسهم من مرتبة الأكاديمية إلى مرحلة الابتدائية.. - باجمال.. أمين عام المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم) صُعِّد لهذه المرتبة التنظيمية بتزكية الرئيس وإجماع المؤتمريين على التزكية الرئاسية لبلوغ هذا الموقع.. كنت حاضراً في المؤتمر العام السابع بعدن وأقولها بأمانة : أصبح أمراً واقعاً بالإجماع على التزكية.. وبتوليه الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لم يهرب السمك من خليج عدن!! ولم يحدث أي انقلاب!! ولو رفضه المؤتمريون حقاً لأصروا على الاحتكام للصندوق طالما وقد وضعه الرئيس خياراً متاحاً حتى في موضوع ترشيحه هو لرئاسة المؤتمر.. - يا أيها الصالحون والمُصلِحون والمصلَحون: باجمال لا يتحمل وحده مسؤولية الفساد الشامل في اليمن، وهل يعقل أن كل فساد يحيط بالمجتمع نربطه بشخص واحد؟ إذاً فليسعى نقاده لتولي أي منصب حكومي ويذوقون مرارة التهم ووقع الادعاء.. ويثبتون صلاحهم.. وصحة قولهم إنه هو المفسد الوحيد في اليمن.. ليكن رسوخ عقل المؤمن ميزاناً بدلاً من اعتماد تقلب قلبه دليلاً.. - هل تراه أخطأ باجمال عندما أشار إلى التحول العالمي في العلاقات الدولية بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001م وما أسفر عنه من ترتيب لأوراق علاقات أميركا الدولة الكبرى وتعاونها مع الدول الصغرى ومن بينها اليمن على أساس أمني بحت، وهو أمر بديهي يدركه من متابعي الشؤون السياسية الدولية، محدود الفكر السياسي قبل العالِم السياسي، ويقره كونها حقيقة؟ أم أن من تطرق لذلك اعتبروه عميلاً لأنه بنظرهم يردد خطاب الامبريالية الاميركية (....)؟!؟! والمهم إلصاق تهمة العمالة للخارج "عربياً ودولياً"، التهمة التي عفا عليها الزمن، متناسين فرضية ارتباط كل ذي سلطة عليا في أي بلد بشبكة علاقات خارجية بفرض التشابك العالمي الحاصل.. ولا يشترط فهم الارتباط فهماً سيئاً.. - لا يخفى على متابعي باجمال من المعارضين والمؤيدين تميزه في صوغ عبارات تسري لازمة حديث، مثل "من الجيرة إلى الشراكة" وغيرها نظراً لثقافته الواسعة وغزارة اطلاعه، بيد أن زحام الكلمات، أحياناً وعن غير قصد، يحسب عليه لانفتاحه في أحاديثه.. وفي الإنسان مثالب ومناقب.. أبداً.. - وأليست المكلا أرضاً يمنية مثلها مثل الحديدة وصنعاء تستقبل فيها من يزورها بشكل طبيعي، دون تشكيك في النوايا يؤكد على عدم الثقة بالنفس.. - أما ما أعدوها سيئة بحق باجمال وهي معاهدة جدة الحدودية، فهي حسنة باركها الرئيس، وليس في الإمكان أبدع مما كان، والاستقرار بأي حال من الأحوال أفضل من القلق والألغام الموقوتة على خط الحدود ومسار علاقات الأشقاء.. إنه لأمر مخز تخاطب المفكرين والسياسيين الرسميين والمعارضين بلغة المبتدئين.. ومعيب أيضاً ادعاء معرفة كل شيء وإصدار الأحكام المطلقة، وخروج النقد عن إطار الموضوعية إلى الذاتية.. كان الله في عون باجمال.. ونقاده.. وندعو الله هدايتنا لسبيل الرقي بخطابنا السياسي عن الإسفاف والتسفيه.. أبداً.. وأن يثوب منتقدو باجمال إلى الموضوعية والعقلانية ويتذكرون قلة ما أوتوا من العلم وغياب كثرة أشياء تزيد عما عرفوها، واحتمال خطأ اعتقادهم بصوابهم وأن ليس ما يتمنى المرء يدركه.. أبداً.. ...هل لن ندرك ارتقاء خطابنا إذاً؟! أأكرر: أبداً؟! - رئيس تحرير مجلة (الشباب::حوار) - رئيس منتدى النعمان الثقافي للشباب [email protected]