نتحدث عن طبقة مهمة في بلادنا، والعالم ..إنها الطبقة العمالية..التي أصبحت تشكل طبقة واسعة وكبيرة في المجتمعات الصناعية وتتنامى وتتسع.وتكبر في البلدان النامية..مع تطوير وتقدم الاقتصاد والاستثمار الصناعي.. إلى أن تصبح الطبقة الأقوى والأوسع، والأقدر على التأثير في الاتجاهات،والسياسات الاجتماعية،والعملية الانتاجية،سلباً وإيجاباً حسب وضعها المعيشي..فضعف المستويات المعيشية وتدني المستويات الحياتية،وسيادة الظلم،والقهر، والاستغلال على حياتها يحركها بالاتجاه المؤثر سلباً على الإنتاج..بل قد يؤدي إلى توقف وموت العملية الانتاجية..هذا إن لم تؤد الظروف القاسية التي قد تعيشها هذه الطبقة نتيجة للعلاقات الظالمة والاستغلالية إلى تحريك العمال بالاتجاه الذي يغير من النظم السياسية،والنظم الاجتماعية والعلاقات الانتاجية..بل قد يكون تحركهم موجة عاتية تركب فوقها ثورة شاملة ضد النظام والعلاقات القائمة..والعكس بالعكس صحيح حين تكون العلاقات بين العمل والعامل عادلة خالية من أي استغلال ،منصفة تضمن حياة آمنة للعامل..فإن ذلك ينعكس على أداء العامل إخلاصاً،وأمانة،وإتقاناً للإنتاج،.وحرصاً على سلامة وصيانة أدوات الإنتاج ورفعاً وجودة لمستوى المنتج.وبما أننا في اليمن ،والعالم قد احتفلنا بيوم العمال العالمي..وأخذ يوم الأول من مايو..إجازة رسمية..تقام فيه المهرجانات والاحتفالات التي يتم التغني فيها وخلالها بالعمال ونضالهم وفضلهم في تطور وتقدم الأمم..وتستغل المناسبة لتكريم العمال المبرزين في اعمالهم بشهادات التقدير،والمبالغ المالية وإقامة مآدب الغداء لهم وجلسات القات في يومهم العالمي.وحين نحتفل في اليمن بيوم العمال العالمي..ليس تقليداً وتأسياً بالغرب الصناعي..ولكن لأن ديننا،وشريعتنا تقوم على الاستخلاف ، والاستخلاف يقوم على العمل،والعمل يقوم على العدل والإنصاف في العلاقات والأجور..حتى تترسخ علاقات المحبة،والوئام والسلام الاجتماعي..بدلاً من علاقات الاستغلال والظلم التي تولد الحقد والكراهية وبالتالي نشوء علاقات صراع طبقي..ومجتمع صراع طبقي بدلاً من مجتمع السلام الاجتماعي.وبهذه المناسبة..ونحن في أول الطريق إلى الرأسمالية الصناعية..وبما أننا مجتمع مسلم يدين بالإسلام عقيدة وشريعة فإننا ندعو الرأسمال الوطني أن يكون حريصاً جداً على تكوين وإقامة علاقات طيبة مع العمال..تقوم على العدل،والإنصاف..فذلك من صميم ديننا..وألا يتماثلوا بالرأسمالية الغربية التي تقوم العلاقات بينها وبين العامل على الاستغلال،والقهر ،والظلم..وهي علاقات تجعل الرأسمالية الغربية في مهب الريح في يوم ما..صحيح أن وضعه مستقر حتى اليوم..لكن ليس نتيجة للعلاقات الحسنة بين العمال والرأسمالية..وإنما لأن الرأسمالية الغربية لاتتردد بين الحين والآخر تقوم بتقديم تنازلات لصالح العمال..إما تحت ضغط الحركة العمالية..التي تتخذ من الاضرابات والمسيرات والاعتصامات أسلوباً لتحقيق مطالبها..أو كلما أحست الرأسمالية بأن هناك حركة ما تغتلي وسط العمال فتبادر وتسبق بتنازلاتها..فتمتص ما يعتمل من غليان في الوسط العمالي .المهم وفي الأخير نهنئ ونبارك لعمالنا في اليمن ولعمال العالم عيدهم العالمي..وإلى الأمام من أجل التطور والتقدم والإزدهار.