يواجه الشعب الفلسطيني أقسى العقوبات التعسفية اللاإنسانية المجافية للحرية،والديمقراطية ،وحقوق الإنسان وذلك من خلال حصار العالم الذي يدعي أنه الوصي على الحريات والديمقراطيات ،وحقوق الإنسان.. هذا العالم الذي يوقف المساعدات المالية والعينية والمادية للشعب الفلسطيني يكشف حقيقته،ويثبت عملياً بحصاره للشعب الفلسطيني أنه ضد الحريات والديمقراطيات وحقوق الإنسان ،وأن كل مايدعيه في ذلك كذب وزيف ودجل وشعارات فقط..وأن كل تصرفاته وممارساته وسلوكياته مع الشعب الفلسطيني ليس سوى ضد حقوق الفلسطينيين الإنسانية في الحرية والديمقراطية. إن العالم الغربي «الأوروبي والأمريكي الشمالي» لايعاقب ولا يحاصر «حماس» أو «حكومة حماس» لكنه يعاقب ويحاصر الشعب بكامله، لأنه اختار«حماس» بأغلبية نيابية تمنحها حق تشكيل الحكومة الفلسطينية ،ورفض أن ينصاع إلى الغرب الذي عمل بالتدخل المباشر،وغير المباشر لإنجاح غير«حماس» .. إلا أن الشعب الفلسطيني أفشل كل مخططات الغرب،والصهاينة،وأصر على حقه الحر في اختيار مجلسه التشريعي وحكومته..فكان خياره «تشريعياً وحكومياً» هو «حماس».وما أن فرغ الفلسطينيون من اختيار مجلسهم التشريعي ،وحكومتهم حتى سارع الغرب الأوروبي الأمريكي الصهيوني إلى إعلان عدم رضاه عن نتائج الانتخابات،وما أفرزته فلسطينياً،وهدد ،وتوعد واشترط وطالب بعودة الفلسطينيين عن اختيارهم الحر والديمقراطي ..مالم فستكون العقوبات والحصار مصيره..وفعلاً باشر الغربيون والصهاينة بإيقاف المساعدات المالية التي تمول الحكومة الفلسطينية، وتدفع منها رواتب الموظفين مدنيين وعسكريين، وفرض حصاره الاقتصادي..ليوقع الشعب الفلسطينيي فريسة للجوع والمرض..وهانحن نقرأ ، ونسمع ، ونشاهد ما يعانيه ويكابده الفلسطينيون من مرارة الحصار وإيقاف المساعدات بهدف تركيعه،وسلبه خياره الديمقراطي الحر..والعجب العجاب أن هذه المعاناة والمكابدة إزالتها مشروطة بتنازل شعب فلسطين عن حقوقه وحريته واستحقاقاته الديمقراطية ..ومن قبل من هذه الشروط؟!إنها من قبل من يسمون أنفسهم بالعالم الحر،والأوصياء على الحرية والديمقراطية في العالم!!الأنكأ والأكثر إيلاماً،والأشد مرارة أن يحدث هذا للشعب الفلسطيني «جوع،وحصار،ومرض ،واعتداءات صهيونية،وعقوبات مالية» في ظل مواقف سلبية عربياً وإسلامياً لاترقى إلى المستوى الذي ينتصر لحرية وحقوق الشعب الفلسطيني،ويمحق ويسحق الحصار المالي والاقتصادي المضروب على أشقائنا..فالعرب والمسلمون مطالبون بمواقف أكثر ايجابية مع حرية وحق شعبنا في فلسطين .