كان الأخ الأستاذ/ سمير اليوسفي قد كتب عنواناً يصلح وحسب ليكون مقالة كاملة؛ وهذا العنوان هو: « شرخ أوسط جديد». فأمريكا منذ زمن بعيد، ومن قبل أحداث سبتمبر الأمريكية كانت قد اقترحت أن تكون اسرائيل هي «القائدة» في الشرق الأوسط أو للشرق الأوسط، وانعقد مؤتمر دولي في عمّان الأردن حضرته بعض الدول، ومنها الكيان الاسرائيلي، وتكلم شيمون بيريز كان حينها رئيس وزراء اسرائيل وقال: لقد جرب العالم القاهرة قائداً للشرق الأوسط ولم تعمل مصر شيئاً للسلام في المنطقة؛ فقط نريد العالم أن يجرب اسرائيل!. «الشرخ» الأوسط هو أن تصبح اسرائيل الكيان الأقوى في المنطقة الذي يسيطر على النفط العربي والسوق العربي، كما يوجّه الثقافة العربية، ويقوم بالترويج للعولمة الأمريكية ذات الأصل الصهيوني، والعولمة تعني فيما تعني إلغاء كل طابع ديني مهيمن بما في ذلك الإسلام وكل خصوصية ثقافية، لتكون الفلسفة الأمريكية الجديدة هي الدين الوحيد. الشرخ الأوسط هو سياسة تكرار لنموذج قسمة ميراث الرجل المريض، وإخراج سياسة «بيغين» ثم «كيسنجر» إلى الوجود. وللأسف فإن بعض الزعامات في المنطقة مؤهلة لقبول هذا الشرخ لتكافأ بالاستمرار جلوساً على عروشها التي أصبحت تعاني البلى والقدم المهترئ. لقد استطاعت أمريكا أن تؤكد أنها تسند الافتراض الذي يذهب إلى أن اسرائيل كانت تخطط لحرب ضروس ضد المحورين الباقيين، والمعارضين للشرخ الأوسط الجديد؛ الأول هو حزب الله، والثاني هو حماس. ولم تأل أمريكا جهداً في أن تدعم اسرائيل بأفتك الأسلحة المتطورة مثل القنابل الذكية القادرة على اختراق خمسة عشر متراً من الخرسانة المسلحة للوصول إلى المقاومة، وبريطانيا تقوم الآن بفتح مطاراتها لاستقبال هذه الأسلحة وتصديرها إلى فلسطينالمحتلة. بناء على هذا فإن أمريكا استخدمت اسرائيل لتنفيذ المخطط الخطير الماثل في هذا الشرخ الذي سيطال بالضرورة كل الكيان العربي ولن ينجو منه أحد. ما يمكن قوله هو إن الشرخ قد بدأ يطال الكيان العربي؛ بدليل أن اليمن عملت على ألا يتسع هذا الشرخ أكثر، فسحبت اقتراحها لعقد قمة عربية عملت بعض الدول المعروفة على عرقلتها ووأدها في مهدها لتستمر اليمن تبذل كل جهد للحفاظ على ما بقي من لبنان وغزة، وسوف يرصد التاريخ هذا الجهد العظيم لأهل اليمن الكرام