السبت , 16 سبتمبر 2006 م - كلا .. لن يبرر عاقل من بني الانسان، لشخص ما، يدعي انتماءه لليمن الأرض والانسان، أن يدّمر مصالحها، ويغتال أمنها، أو يحدث شرخاً في المجتمع. - ولن يقبل عالم من علماء الإسلام، الأولين منهم والمعاصرين، أن تندفع سيارات مفخخة نحو تفجير منشآت حيوية لبلد إسلامي ، لمجرد فقط كراهية مفجريها ومن دفعهم للأسلوب الديمقراطي، أو لكفرهم بالرأي الآخر، - لن يقبل ذلك أحد .. مهما كانت عقيدته ومبادئه الدينية ، فما بالك بالمسلم الذي يعلم حد اليقين أن «كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه». - فمن الذي يمنح هؤلاء المنتحرين أؤكد «منتحرين» صك دخول الجنة والنجاة من النار، حتى يظنوا أن الشهادة في سبيل الله لاتكون إلاّ في انفجار يزرعونه هنا.. أو عملية انتحارية يائسة تحوَّلهم ومحاولاتهم أشلاءً.. ودماء أهرقت على ضلالةٍ.. أو شبهةٍ لا تعطي أحداً بحسب تعاليم الإسلام الحق في رفع «قطعة حديد» بوجه مسلم، أو المسلمين ، ناهيك عن قتلهم، أو تدمير مصالحهم ، التي هي أيضاً مصالح الأمة المسلمة.. فما لهؤلاء البلهاء يرمون أنفسهم في أتون الجحيم ؟!.. ويلهثون وراء فتاوى التكفير، ينفذون عمليات التفجير بمصالح المسلمين ، في يمننا الحبيب ، وهو الذي جاء ذكره في القرآن الكريم « بلدة طيبة ورب غفور » وورد عنه صلى الله عليه وسلم «الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية» - فهؤلاء «الشاردون» لاانتماء لهم إلى اليمن وأبنائها.. لأن هذا البلد لاينشأ فيه إلاَّ الحكماء ولا يقبل إلا الرحماء ممن يقدسون الله وحده ،ويأبون أن يكونوا ورقة تحترق في سعير المصالح الدنيوية الزائلة.. فاليمن ليس فيه مكان للبلهاء ، فاقدي العقل والأهلية والبصيرة . - إن الذين لا يفقهون الجهاد في سبيل الله يظنون مخطئين ومُضلَّلِين أن جنة الفردوس ، دونها الانتحار بسيارة مفخخة ، يتم تفجيرها لتدمير المنشآت النفطية اليمنية.. واستثمارها إعلامياً دعائياً، ليؤكدوا أنهم لا يزالون قادرين على توجيه رسائل إرهابية ، تفيد بأن ثقافة رفض الآخر، وسحقه وتدميره، هي المحرك الحقيقي لمثل هذه التفجيرات. - لقد بات المواطن واعياً بما يكفي للتصدي لأولي الفتنة والإرهاب، والعنف الذي تربوا عليه.. ولم يعد المواطن اليمني منعزلاً أو منغلقاً على نفسه ، فاليمن 2006م قطعت شوطاً كبيراً من التقدم في المجال الديمقراطي ،حيث وضع الانتخابات الرئاسية في بلادنا على منصة الأسبقية في الوطن العربي إن لم يكن الإسلامي من خلال زخم المهرجانات للمرشحين المتنافسين على نيل ثقة الشعب الذي سيصدر حكمه يوم ال20 من سبتمبر الجاري. - هذا الرصيد من الديمقراطية هو عامل مهم نراهن عليه، فما أفرزته تجربتنا الديمقراطية، يجعل المواطن في اليمن عنصراً من عناصر الانتصار على نزعات الإرهاب .. وإصلاح الخلل الفكري وتقويم الإعوجاج المنهجي لبعض «الشاردين» عن المسار الوطني ، الذي دعت إليه الشريعة السمحة.. وتتكئ عليها حياتنا الديمقراطية الفريدة .. - وهو ما أغاظ شرذمة من الضلاليين فكانوا وقوداً لنيرانهم، التي أرداوا بها إشعال الفتنة ، وحاولوا تفجير النفظ .. فباءوا بالخسران ، لأن الله أراد أن يكون هذا البلد آمناً .. فقيض لليمن حراساً نذروا أرواحهم في سبيله .. وضحوا بها فداءً لأوطانهم .. مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم « من مات دون ماله فهو شهيد .. ومن مات دون عرضه فهو شهيد».. أما من أراد تدمير بلاده ، وقتل عباده ، المحرمة دماؤهم ، فأنى تكتب له الشهادة.؟!. استغفر الله...