11/ 10 / 2006م أجمل عفو هو عفو المقتدر على العقاب، ومبادرات الرئيس علي عبدالله صالح في العفو هي أجملها، لأنه لم يصدر يوماً قرار عفو إلا بعد نصر يحققه.. وكذلك حال العظماء كلما علا شأنهم ازدادوا تواضعاً، وكلما عظمت قوتهم لانت قلوبهم برحمة من الله، وزادوا نبلاً، وعطفاً، وإنسانية مع من هم أقل منهم شأناً..! الرئيس علي عبدالله صالح يعفو هذه المرة ليس عمن استهدفوا أمن الوطن واستقراره بل عمن خططوا لتنحيته عن السلطة والاستيلاء على الحكم.. عن الناس الذين لم يتركوا باباً إلا وطرقوها من أجل الوصول لكرسي حكم اليمن.. وعن القوى التي لم تتوان حتى عن الدعوة لثورة شعبية ضد نظامه، وبدأوا يتوعدون ويتهددون من قبل حتى خوضهم الانتخابات..! لو كان في اليمن رئيس غير الرئيس علي عبدالله صالح لاعتبر الأمر خصومة شخصية، ولمارس الانتقام بأبشع الوسائل المتاحة.. لكن الرجل بدلاً عن هذا كله يرمي كل شيء خلف ظهره ويفتح صفحة بيضاء جديدة، ويدعو تلك القوى للشراكة الوطنية مجدداً، وهذا يحدث لأنه من الزعماء العظام الذين- كما أسلفنا- كلما علا شأنهم ازدادوا تواضعاً، وكلما عظمت قوتهم لانت قلوبهم برحمة من الله، وزادوا نبلاً، وعطفاً، وإنسانية مع من هم أقل منهم شأناً..! هذا هو الرئيس علي عبدالله صالح.. ولهذا السبب خرجت الملايين الى شوارع صنعاء قبل الانتخابات الرئاسية لتطالبه بإلحاح بالعدول عن قراره في عدم ترشيح نفسه.. ولهذا- أيضاً- قال اليمنيون نعم لعلي عبدالله صالح وانتخبوه بأغلبية ساحقة، وهزموا المتربصين بحكم اليمن شر هزيمة.. فهم يعلمون جيداً أن من الصعب جداً أن يجدوا لحكم اليمن رجلاً بأخلاق علي عبدالله صالح، وشجاعته، وسماحة قلبه. فالرئيس صالح يعفو لأنه يؤمن بأن أبناء الشعب اليمني هم أبناؤه، وأنهم طيبون ومن مورد أصيل ومهما أخطأوا سيعودون الى الفضيلة والصواب.. ولأنه يعرف أن هناك من يتربص باليمن وشعبها سوءاً وقد يستثمرون هؤلاء للإضرار باليمن.. وإذا كان العالم كله استغرب في البداية عندما بدأت اليمن تعمل بالحوار مع المعتقلين لديها على ذمة قضايا الإرهاب، وتطلق سراح من يتوبون منهم، لكنه بعد أن لمس النتائج وأعاد مراجعة الحسابات أدرك مدى حكمة القيادة اليمنية، وأصبحت كثير من الدول الكبيرة ترسل وفودها الى صنعاء لتتعلم دروس تجربة الحوار اليمنية مع المتطرفين والمتهمين بالإرهاب. هناك دوماً حكمة ووعي بالمسئولية وإحساس إنساني نبيل جداً يجب على الجميع أن يتعلمه من مدرسة الرئيس علي عبدالله صالح.