في كل بلدان العالم ثمة جهات معينة تعنى بالتصدي لمجمل الكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات وانهيارات وغيرها من الملمات والكوارث التي تحدث مابين الفينة والأخرى في هذا البلد أو ذاك،ومع علمنا بمدى التباين الكبير في الإمكانات والتقنيات لدى كل دولة من تلك الدول حيث تأتي الدول الغنية والصناعية في صدارة الدول القادرة على مواجهة الكوارث المذكورة أو على الأقل محاصرة العواقب والمضاعفات الوخيمة الناجمة عنها وهي كثيرة ومتعددة ولامجال لحصرها إذ تشمل الجوانب الاجتماعية والصحية والنفسية والاقتصادية وفي بلادنا الجمهورية اليمنية تعرضت بعض المناطق لعدد من الكوارث أهمها ذلكم الزلزال الذي تعترضت له محافظة ذمار في مطلع الثمانينات وآخرها تلك الانزلاقات والتشققات الصخرية التي أصابت بعض القرى في بني حماد بالمواسط وفي مديرية الصلو وكلاهما تتبعان محافظة تعز، إضافة إلى منطقة الأكاحلة بمحافظة لحج،ويبدو بأن الانهيارات والانزلاقات التي أصابت المناطق المذكورة خلال الأيام المنصرمة من شهرنا الحالي وبعد أن أصابت قاطني القرى المتضررة بكثير من الهلع والرعب والتشرد قد جاءت في وقتها المناسب:أولاً لتأكيد المقولة الشائعة «رب ضارة نافعة» وثانياً جاءت لتوقظ الكثير من الأحاسيس وتوحد الكثير من العواطف والمشاعر تجاه الأسر التي غادرت منازلها هرباً من الخطر الذي يتربص بالجميع،أما السبب الآخر أو الضرر النافع وهو الأهم فقد تمثل بإيقاظ الهيئة المحلية لمواجهة الكوارث من سباتها العميق وهي الهيئة التي جاء إنشاؤها بمبادرة ذكية من ربان المحافظة القاضي أحمد عبدالله الحجري قبل ثلاثة أعوام بهدف تنسيق الجهود المشتركة لمواجهة الأضرار حسب الأمين العام للمجلس المحلي محمد أحمد الحاج،واليوم وبعد أن وقع الفأس بالرأس هاهي الهيئة المذكورة تخرج من سباتها العميق الذي كاد أن يصل إلى موت سريري محقق لولا تلكم الانزلاقات التي أصابت الإخوة والآباء في المناطق المذكورة،والذين مازالوا ينتظرون بعيون قلقة نتائج اللقاءات المتتالية لتلك الهيئة ومجلسها الإداري ونتائج التحركات للقيادات المحلية في مديرياتهم وحتى لايطول ذلك الانتظار كثيراً ولكي لاتفقد الهيئة المذكورة أهمية السبق في إنشائها وبالتالي تفعيل وإنعاش المهام الحيوية المنوطة بها فإننا جميعاً سنظل نترقب الحلول العملية ،والنتائج الإيجابية للهيئة تجاه المناطق والأسر المتضررة ومن ثم الوقوف عند بعض الحالات المماثلة مثل انهيار جبلي النجد الأبيض بمديرية صبر الموادم كما جاء في مؤشرات الرصد الزلزالي على لسان مدير المديرية،وفي اعتقادنا بأن ذلك وغيره لايمكن أن يتحقق مالم تتوفر الإمكانات المادية والفنية ومالم تتضافر كل المجهودات الرسمية والشعبية لمواجهة مثل تلك الكوارث التي القت وستلقي بظلالها في أكثر من اتجاه،خصوصاً بعد أن لمس الجميع مدى الافتقار الشديد لكل أشكال الدعم اللوجستي المطلوب من قبل السلطة المحلية في المديريات المتضررة.. وعموماً نتمنى مرة أخرى أن تتلاحم كل الجهود لإنقاذ مايمكن إنقاذه ومن ثم العمل بطرق علمية ومدروسة على تحاشي كل مامن شأنه تكرار ماحدث.. مع امنياتنا للجميع بالصحة والتوفيق.