اليوم.. آلمني، وحزّ في نفسي ، وأحزنني ما يجرى في محافظة صعدة.. التي تعبث بأمنها واستقرارها أسرة الحوثي وأتباعها من المضللين، والمغرر بهم، والمتعصبين من الشباب الذين برمجهم على العصبية المذهبية، والتطرف السلالي والطائفي، حسين بدر الدين الحوثي الذي انتهى في المواجهات الأولى من مران.. ليخلفه أخوه عبدالملك في قيادة الجماعة الحوثية.. وننسبها إلى أسرة الحوثي لأننا لم نجد لها تسمية. لقد قرأت ما جاء في صحيفة الناس، ما طرحه عبدالملك الحوثي، فاستغربت من تلك المبررات والحجج الواهية التي يحاول فيها تبرير لجوئه إلى السلاح هو وأتباعه، والقيام بهجمات مسلحة على مواقع عسكرية وأمنية، ويضعون الكمائن المسلحة للدوريات الأمنية والعسكرية.. ويستبيحون دماء وأرواح أبناء القوات المسلحة والأمن، بل وكل من يقول فيهم وفي أعمالهم كلمة حق، دون تفريق إن كان مدنياً أم عسكرياً أو أمنياً.. ولا أخفي تلك النبرة، والنفس السلالي الأسري المذهبي الذي ينفح فيه حديث عبدالملك الحوثي. تصوروا أن عبدالملك الحوثي يطرح أنه وأتباعه لا يهدفون إلى التمرد على الدولة والقانون والدستور مِن حملهم للسلاح.. إنما يهدفون إلى المقاومة والحرب ضد أمريكا وإسرائيل..!! فياللعجب لم أُدرك أن صعدة صارت أمريكية وإسرائيلية، وأن فيها جيش أمريكي إسرائيلي، إلا من عبدالملك الحوثي..! لكن الذي حدث أن الذين تمت مهاجمتهم وقتلهم وإصابتهم بإصابات مختلفة في مواقعهم أو أثناء مرورهم على طقومهم آمنين بأمان الله، ليسوا إلا جنوداً وعساكر من أبناء القوات المسلحة والأمن المرابطين في صعدة لحماية الأمن والاستقرار، وتوفير الطمأنينة والسكينة لأبناء محافظة صعدة، ولم يكونوا من جنود البحرية الأمريكية أو من الوحدات العسكرية الصهيونية..!! الأغرب من ذلك والأبعد أن يقوم الحوثي وأتباعه بالتهديد والتوعد ليهود صعدة بالويل والثبور، وعظائم الأمور إن بقوا في ديارهم وقراهم.. مطالباً إياهم بمغادرتها والرحيل منها.. وفي هذا خروج عن شريعة الله التي توصي خيراً بأهل الذمة.. أي من هم في ذمة «الدولة المسلمة» و«المجتمع المسلم» ويدفعون الجزية، ويتمتعون بالمواطنة الصالحة.. كما أن تهديد اليهود وتوعدهم بالهلاك إن لم يرحلوا من ديارهم وقراهم انتهاك لدستور البلاد وقوانينها، وانتهاك لحقوق الإنسان.. وبالتالي فالحوثي بذلك خالف شريعة السماء، وقوانين الأرض.. خاصة أن اليهود اليمنيين يعتزّون بيمانيتهم، ورفضوا المغادرة إلى فلسطين لرفضهم الادعاءات الصهيونية بالوطن القومي لليهود، ولا يقرون بالدولة الصهيونية في فلسطين، ويستنكرون وجودها كوجود صهيوني مخالف للتورات.. وبما أنهم مواطنون فإنهم يتمتعون بحقوق الحياة والأمن والاستقرار، ومن واجب الدولة حمايتهم.. ولا مبرر وحجة للحوثي في إيذائهم، وتهديد أمنهم واستقرارهم في ديارهم وقراهم. في الأخير.. ما ذنب المدنيين الذين يتعرضون لهجمات الحوثي وجماعته وتزهق أرواحهم بنيران بنادقهم، مثل ذلك المدرس من محافظة تعز أمين أحمد سعد المحفلي، الذي كان في صعدة يعلّم ويربي أبناء صعدة.. ما ذنب هذا المعلم حتى يُستباح دمه من قبل جماعة الحوثي وتُزهق روحه..؟ أهو من المارينز الأمريكي، أم من الوحدات الصهيونية؟!! لا هو هذا ولا ذاك.. إنه من أبناء محافظة تعز.. يمني يؤدي واجبه في صعدة، يعلم أبناءها، وبدلاً من تكريمه كوفئ بالموت الحوثي..!