أعان المولى تعالى هذا الرجل الذي ينفق وقته وجهده في سبيل التعليم العالي، فكله همة ونشاط وإخلاص ليس للخروج من المأزق، مأزق الشهادات المزورة، بل مجال إخراج جيل ممتاز يعلم ثم يفقه مايعمل، ثم يسخر ماعلم وفقه في سبيل أن يبدع.. هو الزميل الصديق الشاب الدكتور صالح باصرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي، المعروف بأفكاره المبدعة وسماحته الهادئة.. المشكل الذي يمثل أزمة الآن هو أن كثيراً من هذه الشهادات الماجستير والدكتوراه مزورة وأن بإمكان صاحب بضعة دولارات أن يشتري شهادة، ولايكتفي بها «لزوم النخيط» ولكن بكل ثقة بالنفس يقتحم الصرح الجامعي ليحاضر.. والدكتور باصرة يقترح الآن معهداً للمواصفات التعليمية.. ونحن معه نباركه وندعمه. وأرجو باسم كل الوطن أن ينظر في موضوع التعليم عن بعد، فليست المسألة دولارات ، ولكنها مسألة قيم، فإذا انهارت قيم التعليم والتربية وأصبحت كأي سلعة، فهذا مايؤدي إلى الكارثة.. وقد كنا نعيب على الحاصلين على الدكتوراه بالمراسلة، فلانريد ان يضحك علينا الآخرون.. نحن مع الاستثمار في مجال التعليم ولكن لابد من أن تنضج الأفكار حول هذا الموضوع، عن طريق ندوات ومؤتمرات علمية منهجية وموضوعية - فالحرة تجوع ولاتأكل بثدييها ، والمغامرة في هذا الأمر خطيرة. فلابد أن يتنبه المسؤولون، وليس مطلوباً أن يظل أي مسؤول في مكانه لأنه يجلب المال للوطن.. جلب المال له مشروعية مقبولة أو ينبغي أن يكون ذا شرعية مقبولة. كيف يستطيع الدكتور صالح باصرة أن يخرجنا من هذا المأزق وان يكشف موضوع الشهادات المشتراة.. ماهي معايير هذه الشهادات وماهي معايير الأستاذ الجامعي .. نرجو إعادة النظر في هذا.