مع اقتراب مناسبة عيد العمال، تسارعت وتيرة الترتيبات اللازمة لتكريم العاملين في كل مؤسسة على حدة وعلى مستوى الجمهورية وإلى هنا والخبر لاتشوبه شائبة وهو الذي ينبغي أن يتم لكن وبعد لكن هذه يكمن تعكير المزاج وتعكير المناسبة عندما يتحول السؤال الأهم في المناسبة والتكريم من صيغة: من يستحق التكريم؟ إلى: من تريد أن تكرم؟ والخطاب في صيغة السؤال الأخير موجه لرب العمل أو المسؤول الذي تقع عليه مسؤولية اختيار المكرمين في هذه المؤسسة أو تلك، فالسؤال الأخير لايخضع لضوابط التكريم الحقيقية ولكنه يخضع للعلاقات الشخصية وللمجاملات وضوابط أخرى ماأنزل الله بها من سلطان ولاعلاقة لها بلغة العمل والإنتاج، ومع هذه الضوابط الخارجة عن القانون فإن المكرمين غير مستحقين للتكريم. وبعد هذا فالنتيجة سلبية على العمل والانتاج وعلى المبدعين من العمال وقد ذهب التكريم نحو من لايستحق! والحقيقة أن سؤالاً.. من تريد أن تكرم؟ سمعته من لسان أحدهم وهو يهمس به في أذن صاحبه، وعليهما تقع مسؤولية الاختيار بعد.. فاغتال هذا السؤال المسؤولية عندها ولا تسأل بعد موت المسؤولية عن الضوابط والمحددات ولاتسأل عن القائمة المقترحة.. وكل عام والعمال بخير. لا أدري لماذا يحلو للبعض تعكير صفو المناسبات؟ وتطيب لهم مخاصمة الأيام التي حددت كمناسبات خلال العام لأشياء عديدة كيوم الشجرة ويوم المياه ويوم البيئة وغيرها من الأيام ذات الأهمية، فهذا يوم العمال وتحدثنا عما يحدث من قبله وفيه وفي يوم الشجرة تنفتح شهية الحطابين وأصحاب الفؤوس والمقصات الحادة على الأشجار وكلما تذكروا أن ذلك اليوم هو يوم الشجرة انفتحت شهيتهم أكثر، واليوم عند هؤلاء يعني الأجل، ولذلك يتهاوى في ذلك اليوم العدد الأكبر،من الأشجار، وفي يوم المياه يحضر الإسراف والعبث من الصباح الباكر مع «الولهان» ويروى أن الولهان هو شيطان الماء الذي يحث الناس على الإسراف وإهدار أكبر كمية ممكنة منه لتذهب من غير فائدة ليتضرر الإنسان وعلى يديه، وأنا على قناعة أن البعض قد جعل كل الأيام للماء ولهذا فهو مسرف كل يوم وفي كل استخداماته للماء ولاعجب طالما الولهان هو الدليل، وعلاقة هؤلاء بالشياطين حميمية للغاية. وفي يوم البيئة يحدث لها نفس الخراب والإسراف في تدميرها إبتهاجاً بيومها العالمي على أن أعداء البيئة أكثر من مقاس (xxxL ) وكلما زاد عدد ال(x) زاد الخراب ليبلغ الأقطار والأقطاب وعلى أساس الأيام المناسباتية فإن أكثر حالات الانتهاك لحقوق المرأة تحدث في يومها العالمي وكذلك بالنسبة للطفولة، وكل من له يوم خاص به فإن لذاك اليوم شياطينه التي تعكر صفوه وتحوله من عيد إلى مأتم، ومن أجل تقليل المخاطر التي تحدق بالأشياء التي لها أيامها الخاصة ينبغي إلغاء تلك الأيام كمناسبات خاصة حتى تصبح كل أيام السنة لها مثل سائر الأشياء الأخرى فتتوزع المخاطر على أيام السنة ويقل تأثيرها، لاحظوا أن الأشياء التي لها مناسبات خاصة بها وأيام خاصة هي أكثر الأشياء عرضة للفناء والخراب والمعاناة وانتهاك الحقوق أو ضياعها، وهذا هو سر دعوة إلغاء المناسبات والأيام الخاصة، أو أن تكون هناك تشريعات وقوانين صارمة للحماية، ومنع الفوضى التي تطال الأشياء في أيامها تحديداً بما في ذلك العمال الذين يطالهم الظلم دوماً ،وتحديداً في عيدهم الحافل بظلم التكريم حين يذهب لغير مستحقيه مع سبق الإصرار والمجاملة..