لا نعرف إلى أي حد ستؤول الأمور في لبنان، كل ما هو معروف لأي مواطن عربي يحب لبنان باعتباره جزءاً من هذا الوطن العربي؛ جزءاً عزيزاً وغالياً كان له ويكون له على كل الوطن العربي حق مقدس؛ لأن هذا الوطن العربي العزيز لبنان له القدح المعلى في إنتاج المعرفة التي أضاءت كل الأفق العربي، كما كانت لبنان هي مهد الحرية، ضاربة المثل في أن العروبة قادرة على أن تسهم في المسار الإنساني الحر في ربوع العالم. لبنان منقسم الآن إلى طوائف وأحزاب وأعراق، والأشد خطورة هو أن بعض هذه الطوائف والأحزاب تنتمي عاطفياً ومصلحياً لأمم أخرى. لقد أرادت أمريكا أن تدخل لبنان في إطار ملكيتها «عولمتها» الجديدة، غير أن فرنسا رأت أنه من الصعب أن يتخلص لبنان من ولائه السياسي، ربما الشعوري بفعل الاستعمار الثقافي قديماً لفرنسا، فلبنان هو العنوان العريض للفرانكفونية في منطقة الشرق الأوسط!!. لذا فإن فرنسا بادرت على أن تدخل في لم الشعث اللبناني طبعاً لما يخدم مصالحها فجمعت قيادات من الصف الثاني في منطقة سان كلو شمال باريس، وإن لم يخرج هذا الاجتماع بنتيجة غير أنه كسر بعض الرتابة وأذاب بعض الجليد، كما أن «كوشنير» الذي زار بيروت مؤخراً وعد بزيارة أخرى لجمع الفرقاء اللبنانيين. ما هو واقع أن الأزمة لم تتحلحل، فالسياسيون اللبنانيون كل يتمسك برأيه بما يشبه العناد، ودول أخرى تمد هذا العناد بالمال والسلاح، ونخشى في أن يكون هذا المد بداية «لتصليب» المواقف أكثر، والإعلام العربي والشعبي لم يستطع أن يقف القارئ والمواطن العربي على الحقيقة؛ لأن كل واحد خائف على مصالحه. الخوف كل يوم يتضخم إلى درجة الهول والرعب خشية أن يدخل لبنان في حرب أهلية ثانية ليدفع استحقاق انتصاره المعجز في تموز العام الماضي؛ حيث هزم فريق مقاوم أعتى غطرسة في الأرض "اسرائيل وأمريكا". من ينقذ لبنان؛ هل الجامعة العربية، فهي تحتاج من ينقذها؟! ولربما يكون بالإمكان القول إننا ندعو الدول العربية الكبرى أن تساعد لبنان مساعدة حقيقية، وهي أن ترفع يدها عن لبنان. والمطلوب من الإعلام العربي الحر أن يكشف الأقنعة المزيفة التي تحاول أن تظهر أنها الراعية لحقوق العرب والمسلمين على الدوام.