الحوار السياسي يكاد يكون واحداً من أهم الموضوعات التي تشتغل عليها الصحافة عموماً ورقية وإذاعية وتلفزيون وفي هذا الصدد أجد أو أتصور أن جمهور الإذاعة أسعد حظاً من جمهور الصحافة الورقية والإعلام المرئي، بالقياس طبعاً إلى حالتنا المحلية. أسباب موضوعية ومهنية تجعلني متعصباً كثيراً للمادة الإعلامية والمهنية الصحافية في غير واحد من برامج إذاعة صنعاء الرمضانية تحديداً. ومع انصراف الجماعة الصحافية وإشباع الصحافة الورقية في الساحة عن البرامج الإذاعية، لينصرف الحصاد الإذاعي إلى جمهور آخر، أراه محظوظاً بكثرة.. كونه يحصل على مادة صحافية وإعلامية أمتع وأقرب إلى الحاجة.. وفوق ذلك فهي مادة تتميز بالجدّة والجدية معاً.. جمهور الإذاعة في تزايد، وهو أصلاً يفوق جمهور «الورقية» والإعلام المرئي بأضعاف كثيرة، حيث المذياع رفيق حميم للعمال وأهل الصنائع والحرفيين والسائقين، ولايزال المذياع يحتفظ بنصيب الأسد من جمهور الأرياف على الرغم من هجمة الفضائيات ومادتها المغرية والملهية معاً. أود هنا أن أسجل شهادة مستحقة للزملاء الصحافيين والإعلاميين القائمين على برامج استثنائية في إذاعة صنعاء وبالتأكيد هي شهادة لإدارة الإذاعة وفريقها العامل اجمالاً.. وبدرجة قصوى يعتز المرء بما يظهره الزميل المثابر والإعلامي الشاب/عارف الصرمى من حرفية وجودة في إثراء أثير إذاعة صنعاء بالحوارات المميزة، وهو المتمكن في إدارة حوارات راقية مع ضيوف كثر، من مختلف القطاعات والاهتمامات والمناشط السياسية والاجتماعية والفكرية.. وغيرها. عارف الصرمي يحلق عبر أثير «صنعاء» مع مستمعي الإذاعة خلال الشهر الكريم في حوارات يومية ممتعة وثرية عبر برنامج «ضيف السحر» وهو حواري بامتياز مهني وموضوعي.. بحيث يضطر معه المرء إلى مقارنة إجبارية بما تقدمه الورقيات أو التلفزيون من مادة حوارية لا ترقى إلى حيوية الحوار المفترضة كما في حلقات «ضيف السحر». استمعت إلى حلقة الخميس الماضي وكان ضيف الحلقة السياسي المعروف/ عبدالرحمن الجفري رئيس حزب الرابطة، ولم أمنع نفسي الاندهاش لخصوصية الضيف وجرأة الحوار واستراتيجية المحاور والتي أدار بها الحلقة بتمكن أبحر معه ومع الضيف إلى شطآن مأمونة، وإن لم يخل الأمر، بكل تأكيد من الإثارة والصخب اللذين يتبادران إلى الذهن بمجرد الإتيان على ذكر اسم «الجفري» بما تزدحم به سيرة الرجل من صخب وإثارة.. وربما غموض وخصوصية كثيفة. حقيقة.. تحتاج الصحافة الورقية إلى حرفية موازية وجودة لازمة كالتي يناور بهما عارف الصرمي وتتوافر عليه إذاعة صنعاء.. مع التذكير بأن البرنامج استضاف عبر ثلاثين حوارية ثلاثين شخصية تتوزع المشهد السياسي والتاريخي والوطني والحزبي والفكري لليمن.. وسيكون ممتعاً الاستماع إلى الضيوف من أعضاء تنظيم الضباط الأحرار ورموز الحركة الوطنية الأحياء. ليست دعاية مجانية، ولكنها دعوة مجانية، بالفعل، إلى الاستماع.. والمقارنة.. ومن ثم يمكنكم تسجيل شهاداتكم الشخصية. شكراً لأنكم تبتسمون