لا أعتقد أن قيادة السلطة المحلية بمحافظة تعز وجامعة تعز ومعهما القطاع الخاص عاجزون عن التفكير بتنظيم مهرجان سنوي ثقافي أو سياحي يليق بالإرث الثقافي والحضاري الذي يميز تعز عن غيرها من المحافظات والذي كان كفيلاً بأن تنال بموجبه حظاً وافراً من العلوم في شتى مجالاته وميادينه.. وأيضاً السمعة الطيبة التي يحتفظ بها كل أبناء الوطن في ذاكرتهم المليئة بالشجون لهذه المحافظة وناسها الطيبين. تعز المحافظة المسكونة بالتاريخ الضارب جذوره في أعماق الأرض.. تعز الانسان المحفور اسمه في ذاكرة الوطن.. عشقاً حقيقياً وعنوان حب ووفاء دائمين لكل ما هو جدير بالفخر والبقاء.. تعز.. نافذة عطاء ومشكاة تضيء الدرب.. ترسل فيض اشراقاتها إلى النفوس عبقاً وإلى القلوب حباً وسلاماً.. وأنشودة وحقيقة.. هي الضوء الحالم المسكون في أركانها ألقاً وروعة.. وهي ذروة المجد الوطني المحفورة بعطاءات متواصلة لا نهايات لها.. هي تعز.. وكونها تَعزّ علينا جميعاً لا يمكن أن تكون استثناء!! مهرجانات ثقافية وسياحية سنوية تشهدها الكثير من المحافظات «صنعاء، عدن، حضرموت، ذمار، الحديدة، الجوف، إب» تعيد إلينا صورة التاريخ الماضي وكأنه حاضر في اللحظة.. صورة تجمع بين الواقع و الخيال.. معها ترتسم في ربوع الوطن لوحة بديعة تنشر أمزانها على قمم الجبال والسهول والأودية.. وبها تقتحم غمار مرحلة أخصب وأعذب.. مهرجانات ثقافية وسياحية سنوية كان مخططاً لها أن تقام في تعز.. أن تعيد إليها صورة التاريخ الذي نراه اليوم يتعرض للسطو والهدم، بل والاندثار!! في الثمانينيات ومطلع التسعينيات شهدت تعز احتضان مهرجانين ثقافيين وحسب.. هما مهرجان الشعر العربي الأول في العام 1981م ومهرجان تعز الثقافي الأول والثاني 1989م 1992م». مهرجانات أسهمت إلى حدٍ ما في انعاش الحراك الثقافي والسياحي في تعز.. وبعدها كثر الحديث عن مهرجانات أخرى وطغت الأمنيات «مهرجان تعز الثقافي الثالث، مهرجان الفضول، مهرجان رائد القصة اليمنية محمد عبدالولي».. إلخ.. وبقيت مجرد أمنيات تلوكها الألسن حتى حُكم عليها بالنسيان والموت!! والسؤال الحاضر الآن دون غيره: إلى متى تظل تعز استثناء؟! وأين دور جامعة تعز، اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين، السلطة المحلية والقطاع الخاص؟.. مؤسف حقاً المراوحة في ندب الحال والبكاء أو التباكي عليه دون استشعار أهمية التحفز لمغالبة مظاهر هذا الغياب المميت،ومحاولة تجاوز خطوط التوقف إلى مناطق البدء،وفق رؤية تضمن حركة جديدة ومتجددة لاشكال العمل الثقافي في تعز!! مؤسف حقاً عدم التفات جامعة تعز كأبرز مؤسسة علمية وأيضاً ثقافية إلى هذا الجانب.. ومؤسف أيضاً هذا السكوت وهذا الغياب للسلطة المحلية بالمحافظة التي ينبغي عليها دون غيرها أن تبادر إلى اقامة مثل هذه المهرجانات لأهميتها ليس فقط ثقافياً وإنما سياحياً واستثمارياً؟!.