كنت لا أريد الخوض في مسألة القافزين على الثوابت الوطنية، والباحثين عن إثارة الفتن والإساءة إلى الوطن وضرب الأمن والاستقرار؛ لأن نهايتهم محتومة، وحكاياتهم المماثلة "السابقة" ماتت في مهدها.. وانتهت بتجرعهم الخسارة وإن كان ذلك بعد أن جرعوا "البسطاء" الويلات، وبعد أن استخدموا الحديد والنار، وشردوا، وجوعوا، وقتلوا، وسحلوا بالهوية الشخصية. أولئك "المرتزقة" أصبحوا معروفين للجميع بنياتهم السوداء وكذبهم وأباطيلهم وهرائهم .. وهم قلة .. أو حفنة .. وجدوا نعمة الحرية والديمقراطية فلم يرعوها .. بل حولوها إلى جسر عبور لنفث سمومهم وأحقادهم .. وما يقومون به سيتلاشى عاجلاً أو أجلاً؛ لأن ما بُني على باطل فهو باطل .. وواقع حالهم لا يبتعد عن حال فقاعات الصابون!. وأعرف كما يعرف غيري أن المتاجرين بالأوطان ممن يتحركون يميناً وشمالاً تحت تأثير خارجي وبأموال العمالة .. يسقطون سريعاً .. وعوراتهم تنكشف .. وبالتالي فإنهم لا يستمرون .. ولا يستحقون أن نبيع الراحة ونشتري القلق بسببهم. وذلك لا يعني أن نعطيهم ظهورنا وهم يستغلون أجواء الحرية لدغدغة عواطف البسطاء واستخدامها لتنفيذ مآربهم الخبيثة واستهداف أهم وأغلى المنجزات وهي "الوحدة - الأمن - الاستقرار". ولو لاحظتم لوجدتم البائعين في الأمس .. يطلّون اليوم بنفس السلوكيات والأذيال؛ لأنهم تعودوا على ذلك ولا يهدأ لهم بال إلا بإشعال الحرائق .. وممارسة التصفيات وإزهاق الأرواح خاصة عندما يفقدون مصالحهم. كم هي الأحداث التي عشقوا فيها لون الدم .. وأفرطوا في إهداره .. أمموا الممتلكات .. وسحلوا العلماء .. وقتلوا الأبرياء .. ونهبوا الثروات .. وبعض منهم لاذ بالفرار بأموال طائلة هي ملك للشعب وتحول إلى ملياردير يمتلك "العمارات" والمتاجر ويريد أن يزعزع الأمن والاستقرار وهو في البحبوحة ويستخدم العُملاء بينما المغرر بهم هم الضحايا في البداية وفي النهاية !!. ما يجب .. وما أصبح في حكم الضرورة أن تأخذ الإجراءات القانونية طريقها للتنفيذ مع أولئك .. وأفعالهم الشنيعة .. وتجاوزاتهم الصارخة .. فما عاد للصبر مكان .. ولا للتسامح مجال. العضو الفاسد يُبتر .. والمرض الخبيث يُستأصل .. وأي عميل مرتزق يُدفن في شر أعماله .. والذين يثيرون الضوضاء والمشاكل والمظاهرات يجب أن يحاسبوا ويحاكموا ويأخذوا جزاءهم العادل. أما الوحدة .. فهي باقية .. شامخة .. وسنحميها بأرواحنا .. ولا نامت أعين الجبناء .. البائعين .. والمتاجرين .. والحاقدين .. وعبيد الأموال المدنسة .. وأذيال الهاربين بثروات الوطن، والناقمين على ما يشهده من تطور ونجاح .. وحرية وديمقراطية.