فجع الوطن اليمني الحبيب من اقصاه إلى اقصاه وبشرائحه الوطنية والسياسية والاجتماعية المختلفة برحيل المناضل الوطني الكبير الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والذي غيبه الموت في العربية السعودية الشقيقة بعد صراع مرير مع المرض الذي ألم به ولأن شيخ المناضلين على مستوى الساحة اليمنية يعد واحداً من أهم رجالات الوطن ورموزه النضالية ولأن رصيده الحافل بالعطاءات السخية والمتتالية لم يتوقف عند حد المؤسسة الاجتماعية والقبلية بل شمل الوطن بأكمله وصولاً إلى الهم القومي والعربي فإننا لن نبالغ إن قلنا بأن فقيدنا الراحل لايمكن ان يغيب بأي حال من الأحوال عن ذاكرة الوطن والتاريخ ووجدان الأمة فكل المحطات الوطنية لشيخ المناضلين الأحمر ابتداء من أولى محطات النضال المسلح في مختلف مواقع التضحية والجهاد التي اسهم في خوضها مع رفقاء درب السلاح كواحد من الافذاذ الأشاوس الذين وهبوا أرواحهم رخيصة من أجل الدفاع عن الثورة والجمهورية عقب انبلاج فجرها المشرق في ال26 من سبتمبر الخالد عام 62م وصولاً إلى حصار السبعين في العام 67م ومن ثم باقي المحطات الوطنية وأهمها الانجاز الاعظم في حياة الأمة «الوحدة اليمنية المباركة» أجل.. كل تلك المحطات والمنعطفات الوطنية التاريخية والخالدة لايمكن اختزالها وتدوينها في مثل هكذا كتابات وأعمدة صحافية فكل محطة من تلك المحطات الحافلة بالعطاءات العظيمة ابتداءً من قيادته لوزارة الداخلية 64 65م وترؤسه للمجلس الوطني عام 69م ومجلس الشورى عام 70م وأخيراً رئاسته لمجلس النواب في الدورات النيابية 93 99 2003م تتطلب كتابة الكثير من المجلدات وحقيقة لم اجد هنا أبلغ من تلك العبارات الجميلة التي تضمنتها كلمة الجمهورية «الصحيفة» يوم أمس حيث وصفت الفقيد الراحل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر بأنه كان يمثل نقطة التقاء في الملمات والشدائد وبأنه صاحب رؤية ثاقبة ومرجعية في التقاليد والاعراف القبلية وبتلك المفردات البليغة استطاعت صحيفتنا الغراء وبإيجاز شديد ان تعطي للرجل جانباً مما يستحقه ويواكب مسيرته وفي نفس الاتجاه كنت قد اضطلعت بإجراء حوارات إذاعية مباشرة ومواكبة عبر الهاتف وعبر اثير إذاعة تعز تحدث من خلالها العديد من الشخصيات الاجتماعية والإعلامية وهم على سبيل المثال الزميل قاسم عامر المهندس خالد الحمدي الزميل نزار الخالد والبرلماني محمد نجيب أحمد سيف الحزمي وهذا الأخير باعتباره واحداً من أولئك النواب الذين عايشوا الفقيد الراحل وتعرفوا على كل سجاياه ومزاياه عن كثب وعلى مدى ثلاث دورات نيابية متتالية قال بأن رحيل شيخ المناضلين عبدالله بن حسين الأحمر لم يكن فقط خسارة على المجلس النيابي وعلى أهله وذويه بل خسره الوطن بكل فئاته وأطيافه السياسية وعن تعامله مع زملائه الأعضاء في مجلس النواب خارج الجلسات الرسمية وبعيداً عن قبة البرلمان قال بأنه كان بمثابة الأخ الشقيق والأب الحنون .. إذن أيها الأعزاء ألستم معي بأن الحديث عن كل المزايا الفريدة والنادرة لشيخنا الراحل والمغفور له بإذن الله حديث ذو شجون وحديث بحجم الوطن الذي يفخر بالرجال الافذاذ من أمثاله.. تغمد الله الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. ونأمل إن شاء الله أن يكون في رحاب الخالدين.