الاستهتار بالدوام والوظيفة العامة ظاهرة دخيلة ومزعجة بدأت تطفو على السطح لتهدد حالة الانضباط والالتزام والجدية التي يتميز بها أبناء حضرموت فخلال جولة يقوم بها أحد المراجعين أو المختصين إلى مكاتب وفروع المؤسسات والوزارات في مدينة المكلا سيصطدم بواقع مؤلم لحالة الدوام الوظيفي لايتصور أن يصل إلى هذا الحد فالدوام الرسمي في المكلا يبدأ في الثامنة صباحاً وينتهي عند بعض الموظفين خاصة المرتبطين بمصالح الناس في الحادية عشرة ظهراً أو الثانية عشرة ظهراً على أبعد تقدير بعدها تحتاج لمعجزة والكثير الكثير من الحظ لتجد الموظفين في مكاتبهم بعد هذا الوقت..الملفت للنظر وقد يكون إيجابياً نوعاً ما أن عدداً كبيراً من مدراء عموم المكاتب الحكومية يواصلون الدوام حتى الواحدة ظهراً،لكن بعض مدراء الإدارات مثل إدارات الحسابات والمراجعة والشئون المالية والإدارية وأمناء الصناديق وغيرهم غالباً هم خارج التغطية والخدمة بعد الساعة الحادية عشرة والنصف ظهراً وهذه الظاهرة الدخيلة والغريبة التي بذرت خلال الأشهر الأخيرة في المكلا ليست حالات نادرة تجدها هنا أو هناك ولكن للأسف الشديد أصبحت ظاهرة طاغية انتشرت في معظم المرافق الحكومية في المكلا..والشيء المحزن أن تكون صلاة الظهر هي الشماعة التي يعلق عليها بعض المستهترين مبرراتهم للخروج من العمل والمغادرة بلارجعة..الغريب في هذه الظاهرة أن بعض مسئولي هذه المرافق كما حدث في إحدى المؤسسات الحكومية يحاولون تبرير هذه التصرفات والتهاون في ضبط الدوام فأحد مدراء الشئون الإدارية عندما خاطبناه عن سبب هذا الاستهتار بالدوام في مؤسسته قال بالحرف الواحد هذا وضع عام في البلد ولايجب أن تعاقب الموظف المستهتر..«متناسياً أن الإصلاح يبدأ من النفس» بينما قال المدير المالي «خليها بالسهالة بكرة يدوام والصبر جميل» ورغم أن المبدأ مزعج خاصة لأصحاب المصالح والمعاملات المترددين على هذه الصناديق والمؤسسات إلا أن الأكثر ازعاجاً أن يكون بعض ممن هم في قمة المسئولية بهذا الاستهتار بدلاً عن أن يكونوا القدوة الحسنة وما يحز في النفس أن يلاحظ الإنسان ممارسات وظواهر سلبية ظلت بعيدة جداً عن الحياة الاجتماعية التي يعيشها المواطن في حضرموت المعروف على مر التاريخ بالتزامه وجديته في مختلف شئون حياته. لذا نوجه نداء لقيادة السلطة المحلية والمجلس المحلي بحضرموت ومكتب وزارة الخدمة المدنية للوقوف بجدية أمام هذه الظاهرة المزعجة ليتم معالجتها لاسيما ومعظم المكاتب الحكومية أصبحت خاوية على عروشها يسودها الاستهتار بمعاملات الناس وعدم احترام آدمية المواطنين المساكين الذين يظلون واقفين على أقدامهم لساعات وساعات في انتظار موظف مستهتر لا يقدر معاناتهم ومن يظن الأمر مبالغاً فيه فعليه زيارة بعض المكاتب ولكن بعد الساعة الحادية عشرة ظهراً عندها سيعرف مرارة مايتجرعه الناس البسطاء ضحايا الكسل والاستهتار.