تتميز العلاقات اليمنية - التركية بحميمية ذات أبعاد تاريخية تربط الشعبين الشقيقين منذ القدم، ولعل ماينطوي تحت هذه الانفرادية في مستوى الثنائية هو ذلك التجديد والتحديث الذي بادر به فخامة الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية، والذي سعى جاهداً من أجل تطوير التمثيل الدبلوماسي بين صنعاءوأنقرة ولاريب أننا نتذكر أن ذلك تجسد عندما قام فخامة الرئيس بأول زيارة لجمهورية تركيا الشقيقة في أكتوبر عام 1984م وماتمخض عنها من فتح آفاق واسعة ورحبة في حجم التعاون اليمني - التركي، حيث انعكست هذه الزيارة بنتائج ايجابية شتى كان أهمها اعتماد سفير اليمن في بغداد، سفيراً غير مقيم في أنقرة، عام 1986م وبالمثل اعتماد السفير التركي في الرياض سفيراً غير مقيم في صنعاء. وغني عن الذكر ماحظيت به العلاقات الثنائية من تنامٍ ملموس منذ قيام الجمهورية اليمنية في مايو 1990 بارتقاء التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى فتح سفارة لكل بلد في صنعاءوأنقرة... اليوم .. وفي خضم هذه النجاحات التي تشهدها علاقات الإخاء بين صنعاءوأنقرة، تأتي مباحثات فخامة رئيس الجمهورية مع اخيه الرئيس عبدالله جول لتضيف ثماراً أخرى لاشك أن جنيها سيعم بالخير على الجميع، وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين. ذلك لأن ما تحمله هذه الزيارة في طياتها من برنامج وجدول أعمال حافل، كفيل برفع وتيرة التعاون الجاد والمسئول والارتقاء به في كافة المجالات التنموية والاستثمارية. وكم هو جميل أن يسعد شعبا البلدين بثمار التعاون الذي أرسى دعائمه فخامة رئيس الجمهورية ونظيره التركي ومما لا جدال فيه أن الأريج العطر الذي سيفوح عن هذه الزيارة لن ينحصر على بلدينا فقط، وإنما سيشمل الجميع، خصوصاً وأن الرؤى التي يناقشها الزعيمان تتطرق إلى واقع ومستقبل السلام في المنطقة والتطورات الجارية في عالمنا العربي والإسلامي. عموماً نثق أن في القريب العاجل ستزف لنا تباشير حقيقية تنتقل بالعلاقات الى مرحلة من الشراكة من خلال التوقيع على خمس اتفاقيات تعاون بين البلدين الشقيقين. هذا وعلى الرغم من أن مباحثات الرئيس علي عبدالله صالح - التي تعتبر الأولى من نوعها - ركزت على قضايا ذات بعد سياسي تتصل بتطورات الأحداث في المنطقة وفي مقدمتها فلسطين والعراق والملف النووي الإيراني.. ومكافحة الإرهاب إلا أن قضية الهم التنموي أخذت حيزاً كبيراً في الأجندة الرئاسية. ولا شك أن مرافقة كبار رجال المال والأعمال لفخامة الرئيس إلى تركيا تعطي بعداً اقتصادياً للزيارة التي يترقب أن تخرج بمزيد من النتائج الإيجابية التي تخدم العملية التنموية والاستثمار والسلام في المنطقة