علينا أن نهتم لأمر المجانين وسواهم من إخواننا المغلوبين على نفسياتهم وسلامتهم العصبية وأن نفكر بطريقة أخرى، وإنسانية، تجاه هؤلاء الذين تتزايد أعدادهم وتفتح لهم الشوارع والأرصفة أبوابها.. ولا تجد عيادة أو مصحة واحدة تنفتح أمامهم!! بصدق.. بصدق، علينا أن نتعاطف مع المصابين بأعراض أو أمراض عقلية، وعصبية ونفسية.. وهم كثر ولا يكاد يخلو منهم شارع أو ميدان، ولا يجدون أو نجد لهم حلاً أكثر إنسانية وآدمية من تركهم يغادرون الحياة مغلوبين على أمرهم، ويدخلون في الضياع اللا نهائي. أقصد من ذلك خدمة مشتركة ومصلحة جماعية، واحسبوها إن أردتم من زاوية المصلحة الشخصية التي سوف تنال كل واحد منكم أو من معارفكم وأصدقائكم يوماً ما. لا يبدو أننا واثقون من أنفسنا تماماً، لنجزم أننا سوف نقطع الأيام والأعوام محافظين على عقولنا ونفسياتنا.. وبالتالي فمصلحتنا تكمن في الدفع باتجاه تبني قضايا إخواننا المرضى النفسيين وأنصاف المجانين وإيجاد مرافق ومؤسسات صحية وإنسانية تتكفل بالرعاية لهم والاهتمام بهم ومساعدتهم على الخروج من دائرة اللا حياة. جميعنا سوف نستفيد يوماً ما من أشياء مهمة كهذه، وحتى لا تزدحم بنا الشوارع ولا تعود قادرة على استقبال المزيد من «المقرحين» و«المطنشين» لكثرتهم وانعدام الملاجئ الكافية والمشافي المناسبة! دعوني هنا أشيد على غير العادة ربما بالمكتب التنفيذي بمحافظة إب على قراره الذي اتخذه مؤخراً بتجميع المرضى النفسيين و«العصبيين» يعني المجانين وأنصافهم من الشوارع وإلحاقهم بالمصحة الخاصة وتوفير احتياجاتهم المناسبة. ولولا أن المصحة ملحقة بالسجن المركزي لقلنا إن القرار ممتاز 100%، فلماذا نقحم هؤلاء المغلوبين على عقولهم ونفسياتهم في تعقيدات من هذا القبيل؟ وقد ربما تزيد من مفاقمة الاستياء الداخلي لديهم تجاه المجتمع الذي لم يجد غير السجن المركزي لمداواة مرضاه وأبناءه المظلومين، فهل نظلمهم مرتين؟! على كل حال القرار جيد، ويحتاج إلى بعض المراجعة والتصويب في جزء منه، والأهم من هذا وذاك هو أن لا يكون الهدف فقط «تنظيف» الشوارع من الأشخاص غير مرغوب بهم، بل عملية إنسانية ووطنية هدفها مساعدة هؤلاء على تنظيف عقولهم ونفسياتهم مما علق بها.. حتى نضمن لأنفسنا خدمة مماثلة في المستقبل وليس السجن المركزي! شكراً لأنكم تبتسمون