لقد استطاع بعض رؤساء اللجان والمراقبين على سير الامتحانات في امتحانات التعليم الثانوي والأساسي أن يسيئوا إلى سمعة التعليم في بلادنا وساعدوا على هبوط مستوى التعليم كما ساعدوا على ظهور جيل من الكسالى والمتواكلين من الطلبة والطالبات يزداد عددهم في كل عام من الذين ينصرفون كلية عن القراءة ومراجعة الدروس واستيعاب المقررات،معتمدين على أن هناك في لجان الامتحانات من سيوصل إليهم الاجابات معدة وجاهزة فلماذا التعب؟ هذا المجتمع يعلم أن يد السارق تقطع شرعاً،تطبيقاً لأحكام الشريعة الإسلامية،لأن تلك اليد قد اقترفت إثماً حينما امتدت لحيازة ممتلكات غير صاحبها.. وقد أوضح الشرع والقانون والمنطق أن الذين يتواطؤون مع من يسرق هم أيضاً سرق ويصدر فيهم حكم.. أما الذين يغشون في الامتحانات ويسرقون ثمرة جهود زملائهم،كأنهم لم يقترفوا إثما وكأن الذين يتواطؤون معهم من المراقبين ورؤساء اللجان ليسوا مشاركين لهم في الإثم وبالتالي يستحقون العقوبة ولو حتى على مستوى حلق شعر الرأس أو حلق الشوارب.. تلك التي «يبهرر» بها أصحابها بعيون جريئة لاتعرف الخجل. من ناحية أخرى.. هذا اليوم هو اليوم الذي يُعز فيه الطالب أو يهان.. يتألق فيه المجتهدون تنشرح صدورهم وتطمئن قلوبهم، فلتكن الأسئلة كيفما كانت فهم تحت الجاهزية وهم في الحالة القصوى من الاستعداد.. واليوم هو اليوم الذي ينكمش فيه الكسالى والمهملون وفاقدو الهمة يتحول أمثال هؤلاء إلى كيانات قلقة خائفة ونادمة على ما فرطت من وقتها،تشعر بالحسرة والندم،فإذا بالمراقبين ورؤساء اللجان «لا أقصد الجميع» يخرجون بالحلول لأمثال هؤلاء الكسالى والمهملين،فيقدمون لهم الاجابات جاهزة مقابل أن يدفع لهم مقابل تلك السرقات التي يكونون قد سرقوها من إجابات الطلبة المتفوقين أو سربوها من خارج قاعة الامتحانات،حيث يوجد هناك سوق كبير خارج لجان الامتحانات،حيث يؤم هذا السوق محترفو الغش من الاساتذة أو العاطلين ومن الآباء الذين يساعدون أبناءهم على الغش حيث يستحق بعضهم أن يرسل إلى المصحات النفسية وبعضهم يستحق أن يرسل إلى النيابة أو إلى السجن المركزي حتى لايتبعثرون بعثرة نفسية يصعب لملمتها!! لذلك فإنني أقترح على الأخ المحافظ أن يعلن حالة الاستنفار التام،كما لو كنا في مواجهة معركة يتقرر فيها انتصار أو هزيمة. إما أن ينتصر العلم من خلال حماية المتفوقين والمجتهدين والأذكياء وأولي العزم والطموح،حمايتهم بالدرجة الأولى من المراقبين ورؤساء اللجان الذين يعملون على إجهاض التفوق وتقديم الإنعاش للموتى علمياً وللمتخلفين عقلياً وللبلاطجة من الطلبة الذين قضوا عامهم كاملاً في إلاهمال والعبث وربما الانحراف. أو يُهزم العلم وينتصر الجهل ولن أعيد تكرار الأسباب.. أقترح على الأخ محافظ تعز أن يلغي كل تلك الكوادر من مراقبين ورؤساء اللجان من الذين فاحت روائح الغش من لجانهم... في السنوات الماضية،فقد كان الغش علناً بدون خجل أو حياء اضطلع به الكثيرون من رؤساء اللجان ومن المراقبين،وسلطت العين الحمراء على رؤساء اللجان والمراقبين الممتازين فأقصوا من مواقعهم من جهات لاتقيم وزناً للعلم ولا للأخلاق ولا لسمعة البلاد.. المهم عند هذه الجهات أن تداهن وتنافق وتمرر الأخطاء والتشوهات على حساب الأخلاق وعلى حساب مصلحة اليمن. أقترح على الأخ المحافظ أن يعطي توجيهاته بإزالة الأسواق والتجمعات المشبوهة حول لجان الامتحانات.. فماذا يصنع الناس هناك..؟؟ إن وجود تجمعات حول اللجان يشكل المصدر الأساسي لتسرب أوراق الاجابات كما أن العسكري في بوابة الدخول هو أيضاً مصدر من مصادر توصيل الاجابات مقابل أن يضاعف له الأجر. لماذا لايتبدل العساكر في اليوم الواحد أكثر من مرة.. ولماذا لاتقوم دوريات من الشرطة الممتازة إن كانت هناك شرطة ممتازة في بلادنا؟ بحيث يكون مهمة هذه الشرطة المراقبة الواعية ومنع الاقتراب من لجان الامتحانات لأي من كان.. لماذا لاتختار إدارة التربية والتعليم أفضل كوادرها لرئاسة اللجان.. ولماذا يتم اختيار تلك العناصر المريضة والموبوءة وهل يشارك مدير عام التربية والتعليم في الاختيار؟وعلى أي أساس؟ وهل هناك شروط دقيقة يجب أن تتوفر في رئيس اللجنة والمراقبة؟ أم أن المسألة لاتخضع لأي معايير،غير معايير المجاملة وتطبيق مبدأ «انفعني أنفعك» لن يتحقق تصحيح مسار التنمية السليمة إلاَّ بإصلاح التعليم.. وكيف يصلح التعليم في وجود لجان ومراقبين يتواطؤون مع الغش في الامتحانات ويشجعونه لصالح البلداء من الطلبة الفاشلين والمهملين.. فإذا أردنا إنقاذ التعليم فلنعلن الاستنفار لإيقاف مهزلة الغش..