الحقيقة الواضحة للعيان أن أي مجتمع لايمكنه الوصول إلى الغايات التي يتطلع إليها إلا بالتعليم، كما لا يمكن لأي مجتمع الخلاص من أسر تخلفه وتقهقره إلا بالتعليم أولاً وأخيراً. وبما أن الثورة اليمنية قامت لتحارب الجهل والعزلة والتخلف فإن قوى الرجعية والإمامة ظلت لسنوات تحارب هذا الاتجاه إلا أن إرادة الشعب كانت أقوى من كل التحديات واستطاعت أن تدمر قوى الظلام والانغلاق وتتحرر من ربقة الحكم الإمامي المستبد. وهاهي خيرات الثورة تترجم على الأرض من خلال الملايين ممن تعج بهم المدارس والجامعات اليمنية حيث وصلت كلفة التعليم نحو «272» مليار ريال.. هؤلاء الشباب الذين يمثلون عماد المستقبل سوف يكون على كاهلهم بناء الوطن وتقدمه وازدهاره. لقد كان الاحتفال بيوم المعلم الذي دشنه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح صورة بسيطة للتحولات الحضارية التي يشهدها الوطن، إذ إن تخرج قرابة ثلاثين ألف طالب وطالبة في شهادات الماجستير والدكتوراه والبكالوريوس للعام الدراسي 6002 7002م إنما يعني أن الثورة اليمنية ماضية في تحقيق أهدافها لمستقبل مشرق وآمن لهذا الوطن. إن هذه الصورة لا تخطئها الدلالة من حيث الجهود الحكومية المتعاقبة التي تبذل لصالح التعليم، ولقد كان فخامة الرئيس علي عبدالله صالح محقاً في إشارته الواضحة إلى ضرورة أن يكون ثمة اهتمام بتعميق قيم الانتماء الوطني في مناهجنا الدراسية وذلك حتى يتواكب التحصيل العلمي بترسيخ هذه القيم التي تمثل أهم ملامح الشخصية الوطنية في متغيرات قوية تهب على الأمم والشعوب لتدمير مقوماتها الوطنية والدينية والثقافية، وتحويلها إلى مجرد فسيفساء يمكن كسرها في أي حين!