وصف الرئيس علي عبد الله صالح ما "يسمع من حراك في الجنوب" بأنه "ليس إلا كلام فارغ، يقوم به مجموعة مرتزقة من مخلفات الاستعمار، اندسوا على ثورة سبتمبر وأكتوبر، صفوا الحركة الوطنية وجندهم الاستعمار"، متسائلاً: "أين هم الآن؟ كلهم في لندن عندهم الإقامة والجنسية.. فهل مثل هذا ناضل ضد الاستعمار وفجر ثورة؟!". وأضاف رئيس الجمهورية: أن "مثل هؤلاء عملاء يتسكعون في الهايد بارك في لندن، ويرفعون شعار تحرير الجنوب العربي، فأي جنوب عربي يقصدون! فما نعرفه هو جنوباليمن الذي خلده الشعراء والمؤرخون، وكما قال الشعراء: لا شمال لا جنوب في الوطن". جاء ذلك في كلمة ألقاها اليوم الأربعاء خلال الحفل الذي نظمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجامعات اليمنية الحكومية بمناسبة يوم المعلم ال 30 من يوليو، وجرى خلاله تخريج 28 ألفا و367 من طلاب وطالبات الجامعات الحكومية للعام الجامعي 2006-2007م من حملة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وتكريم الأوائل منهم. ووصف الرئيس صالح أصوات أولئك النفر في جنوب الوطن بأنها أصوات نشاز لقلة ولا قيمة لها, ودعا إلى عدم السماع لها. وقال: "لا تسمعوا لأولئك النفر وهم قلة، أصوات نشاز لا تؤثر على معنوياتكم، ولا على ثقافتكم، هؤلاء نفر قليل من مخلفات الإمامة والاستعمار يظلوا ينخروا في جسد الوحدة والديمقراطية والحرية والثورة انتبهوا فكلها فلسفات غير ذي جدوى". وبين: أن "كل من تضرر من النظام تحول إلى زعيم، فهؤلاء كانوا فاسدين في مؤسسات الدولة استلموا الأموال وخربوا اليمن في حرب 94م ب 11 مليار دولار، التي خسرتها اليمن ولو لم تقع هذه الحرب لكنا عملنا نهضة تنموية رائعة وحقيقية، ولكن أولئك النفر من بقايا الاستعمار أرادوا أن يعيدوا عجلة التاريخ إلى الوراء، ولم ينالوا ما تمنوه، بفضل تصدي شعبنا اليمني العظيم لهم ودحرهم وهزمهم ليتحولوا إلى أصوات لا تمثل مشكلة". على صعيد مختلف، دعا الرئيس على عبد الله صالح بقايا التمرد في صعدة إلى الالتزام بوقف إطلاق النار والعودة إلى قراهم ومنازلهم سالمين، قائلاً: "بعد أن انتهت الحرب في صعدة، نحن نتطلع أن يلتزم أولئك النفر الذين ليس لهم هوية إلا هوية العودة إلى الماضي بوقف إطلاق النار، وإنهاء التمترس والنزول من الجبال ونزع الألغام، ويعودوا إلى قراهم مواطنين آمنين سالمين يتمتعون طبقاُ للدستور والقانون". وأضاف: "عملنا خلال الأسابيع الماضية على إنهاء حالة الحرب في محافظة صعدة والتي قدمنا فيها قوافل من الشهداء بسبب الجهل والتعنت والتخلف والدعوة إلى الإمامة من جديد بعد مضي 46 عاما". وأكد الرئيس أن إعادة الإمامة مرة أخرى إلى اليمن خيال في عقول المتخلفين، ولن تعود لان شعبنا تخلص منها والى الأبد. وقال: "مستحيل ان تعود الإمامة إلى اليمن بعد ما ضحينا بقوافل من الشهداء المناضلين، فلا أحد وصي على الشعب اليمني، والوصي هي الحرية والديمقراطية والرأي والرأي الآخر". وأضاف: "قبل 18 عاما بدأت التعددية السياسية وأشهرت 22 حزبا وصدرت أكثر من 300 مطبوعة من الصحف والمجلات، كل واحد يغني على ليلاه، لم تترك صغيرة ولا كبيرة تعود الناس، وعرفوا أن لا يصح إلا الصحيح، فيما يذهب الغث". ودعا رئيس الجمهورية الصحافة إلى توخي الحقيقة واستسقاء المعلومات الصحيحة من مصادرها، من أجل أن تكون هناك مصداقية للصحفي وللصحيفة، فالصحافة تتمتع بحرية كاملة وعليها أن تتوخى الدقة في نقل المعلومات الصحيحة. وهنأ الرئيس في مستهل كلمته الخريجين والخريجات وقيادة وزارة التعليم العالي والجامعات.. وقال: "يسعدني أن احضر هذا الحفل الكبير لخريجي الجامعات اليمنية في العاصمة صنعاء، والذي صار تقليدا رائعا بدلا من الاحتفال في كل جامعة على حدة".. مؤكدا أن الهدف من تنظيم الحفل مركزيا هو توطيد وتعميق روح الوحدة الوطنية بين طلابنا وطالباتنا. وأعرب عن سعادته لما سمعه ولمسه من طلاب طالبات والذين أكدوا في كلماتهم على حب الوطن الحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره. وتابع قوله: "لقد أسعدني ما سمعته من الطلاب والطالبات من تأكيد على حب الوطن وحرصهم على خدمته سواء من خلال كلماتهم أو القصائد الشعرية التي ألقيت خلال الحفل، والتي أكدوا فيها حبهم للوطن والوحدة اليمنية وعكست الثقافة والتطور في صفوف الأكاديميين من حملة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وكذا ولائهم للوطن والثورة والجمهورية والوحدة والحرية والديمقراطية". وأضاف: "يجب ان تعمق هذه المفاهيم بين طلابنا في الجامعات وعلى وزارة التربية والتعليم ان تعيد النظر في مناهجها بحيث تتضمن تعميق الولاء الوطني وحب اليمن". وخاطب الرئيس صالح الخريجين والخريجات قائلا " افتخروا بهذا الوطن الذي ترعرعتم فيه، وتربينا وتعلمنا كلنا فيه، ما أجملها من لوحة رائعة وجميلة وأنا أرى أبنائي الطلبة والطالبات في هذا الحفل من كل أنحاء اليمن ".. لافتا إلى أن التعليم الجامعي قبل 46 عاماً كان معدوما ومقتصرا على الثانوية العامة والتي كانت محصورا على فئة معينة. وأكد بالقول " اليوم التعليم متوفر لكل الناس، لكل أبناء الوطن دون استثناء، من تعليم تربوي جامعي وفني ومهني لكل أبناء الوطن، والأجمل في هذه اللوحة أن أرى الفتاة وقد أصبحت متعلمة، صارت دكتورة ومدرسة وطبيبة، فان النساء شقائق الرجال، والعيب كل العيب هو في كل من لا يتعلم أو ذاك الذي يدعي المعرفة وهو لا يفقه شيئا". وأضاف: "أنا تحدثت أكثر من مرة في ان اليمن في أوائل الثورة اليمنية الخالدة، وحتى قبل 30 سنة عندما توليت زمام الحكم كان معظم الوزراء ورؤساء المؤسسات لا يزيد تعليمهم عن الثانوية العامة، صحيح أن الناس كانوا ينادونهم (أستاذ) رغم ان بعضهم كان يحمل الشهادة الإعدادية فقط، الآن أصبح معظمنا أساتذة وصار التعليم لكل الناس دون تمييز ". وأشار رئيس الجمهورية إلى أن إجمالي ما تصرفه الدولة على التعليم الأساسي والثانوي والجامعي والإبتعاث إلى الخارج يبلغ 272 مليار ريال.. وقال هذا شيء رائع ان نصرف على تنمية الإنسان, فالتنمية البشرية هي الأصل والإنسان هو الثروة الحقيقية لهذا الوطن لأنه في ظل التعليم والإبداع والبحث العلمي سنستخرج ما في باطن الأرض من ثروات معدنية بعلمائنا, وبدون العلم لا تقدم للوطن، فبالتعليم المهني والفني والجامعي سنبني وطن الثاني والعشرين من مايو, يمن الحرية والديمقراطية والوحدة". وحث فخامته قيادة الجامعات وإداراتها ووزارة التربية والتعليم على ان تكون برامج المناهج الدراسية متضمنة تعميق روح الولاء الوطني وثقافة حب اليمن .. مبينا ان هناك 240 ألف طالب وطالبة خريجين من 8 جامعات يمنية، وحاليا هناك 5 جامعات تحت التأسيس ستنجز خلال الأعوام القادمة . واعتبر فخامة رئيس الجمهورية ذلك مكسب باعتبار هؤلاء الخريجين الثروة الحقيقية للعلم والمعرفة والثقافة والتعليم ضد التخلف والأمراض المناطقية والقروية والفئوية ، مشيرا إلى ضرورة ان تكون ثقافتنا وشعاراتنا في حب الوطن والولاء له ومناهضة للفئوية" . وتمنى فخامته للخريجين والخريجات التوفيق والنجاح.. موجها الحكومة ووزارة الخدمة المدنية باستيعاب 411 طالب وطالبة من أوائل خريجي الجامعات وتوظيفهم خلال عام 2009م، تشجيعا للمتفوقين والمتفوقات. وقال" علينا ان نحث الطلاب والطالبات على البحث والجدية في التعليم، والابتعاد عن القات، والاعتقاد انه لا يمكن المذاكرة الا بالقات فالقات مضيعة للوقت وبسببه كثرت أمراض السرطان، فالقات آفة آفة آفة وعلى الطلاب والطالبات ان يحاربوه بشتى الوسائل، بالانتماء للنوادي والمكتبات والمدرسة، للقراءة الكتب والأبحاث العلمية بدون قات"، داعيا أساتذة ورؤساء الجامعات لان يكونوا قدوة لطلابهم في هذا الجانب. *سبأ