الشباب هم ثروة الوطن الحقيقية وهم أمل الأمة في قيادة عجلة البناء والتنمية والتطور والازدهار وتحقيق المستقبل الأفضل ، ولذلك فإن القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، تولي الشباب كل الاهتمام والرعاية، ونجد ذلك الاهتمام والرعاية يتجسدان من خلال إعطاء الأولوية للتعليم العام والفني والتقني والأكاديمي، حيث تم خلال الثلاثين عاماً الماضية إنجاز آلاف المدارس ومئات المعاهد المتخصصة وإضافة العديد من الكليات لجامعتي صنعاء وعدن وإنشاء جامعات جديدة في تعز وإب وذمار والحديدة وحضرموت وعمران إلى جانب العديد من الكليات في المحافظات ويبلغ إجمالي ما يتم إنفاقه على التعليم العام والجامعي والابتعاث للدراسة خارج الوطن مائتين واثنين وسبعين مليار ريال. الأربعاء الماضي رسم ثمانية وعشرون ألفاً وثلاثمائة وستة وسبعون طالباً وطالبة من متخرجي الجامعات الحكومية من حملة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه..رسموا لوحة جميلة ورائعة في ذلك الحفل الكبير الذي أقيم بصالة 22مايو بالعاصمة صنعاء وحضره فخامة الأخ رئيس الجمهورية الذي أكد في كلمته التي ألقاها بالمناسبة أن الإنسان هو الثروة الحقيقية للوطن وهو هدف التنمية وغايتها مؤكداً على أهمية إيلاء قطاع التعليم المزيد من الاهتمام وتطوير المناهج لمواكبة المتغيرات. شيء رائع أن يصل عدد المتخرجين من الجامعات الحكومية «الثمان» مائتين وأربعين ألف طالب وطالبة والأجمل أن يعلن الأخ رئيس الجمهورية أن هناك خمس جامعات جديدة تحت التأسيس. لقد كان عدد الطلاب والطالبات في المرحلة الثانوية عام 46م أي بعد قيام ثورة ال62من سبتمبر 26م بعامين فيما كان يعرف «بالشطر الشمالي من الوطن» مائتين وستة وعشرين طالباً وطالبة وعدد المدارس ثلاث فقط ووصل العدد في العام 77/87م إلى سبعة آلاف وتسعمائة وثلاثة وسبعين طالباً وطالبة وبلغ عدد المدارس ثلاثين مدرسة ليرتفع العدد في عام 78/88م إلى ثمانية واربعين ألفاً وسبعمائة وثمانية طلاب وطالبات وعدد المدارس ثلاثمائة وأربعة وثلاثين مدرسة ثانوية وخلال العشرين السنة الماضية شهد التعليم نمواً كبيراً، حيث وصل في العام الدراسي 70028002م عدد الطلاب والطالبات المتقدمين لامتحانات الثانوية العامة فقط 093302 طالباً وطالبة. لقد فتحت الثورة الباب واسعاً أمام كل أبناء الشعب للتعليم دون استثناء بعد أن كان عدد المدارس لايتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة ومحصوراً في أبناء الأسر الكبيرة ..لقد أصبح التعليم حقاً للجميع وبلغ عدد الطلاب والطالبات الملتحقين بالجامعات الحكومية «الثمان» مائة وخمسة وتسعين ألفاً وثلاثة وعشرين طالباً وطالبة وفي الجامعات الأهلية والخاصة خمسة وأربعين ألفاً وستة وتسعين طالباً وطالبة وبلغ عدد طلاب الدراسات العليا في الجامعات الحكومية في العام الجامعي 7002 8002م ثلاثة آلاف وثلاثين طالباً وطالبة في مرحلة الماجستير ومائة وتسعين في مرحلة الدكتوراه. هذه الأرقام التي أعلنها الدكتور صالح علي باصرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حفل التخرج للطلاب والطالبات في الجامعات الحكومية الاربعاء الماضي لاشك أنها مبعث فخر واعتزاز لما وصل إليه التعليم العالي في بلادنا من نمو وتطور رغم الصعوبات والمعوقات الكثيرة التي تواجهها مسيرة البناء والتنمية.. ومع ذلك فإنه لابد من العمل على تحسين جودة التعليم العام والجامعي وتطوير وتحديث المناهج التعليمية وتحسين مخرجات التعليم لتكون قادرة على التعامل مع المتغيرات المعاصرة وفتح آفاق جديدة في مسار التعليم الأكاديمي والتركيز على العلوم التطبيقية والتخصصات النادرة فالبلاد بحاجة إلى كفاءات علمية متخصصة في شتى المجالات، بحاجة إلى كوادر تخدم العملية التنموية وليس لمتخرجين من الجامعات ينضمون إلى رصيف البطالة كل عام. البلد بحاجة لمتخرجين جامعيين في تخصصات تعود بالنفع على الوطن والمجتمع وعلى المتخرجين أنفسهم ولذلك فلابد أن تركز الجامعات على التخصصات التي تتطلبها العملية التنموية وسوق العمل، يجب التركيز على الكيف وليس على الكم فليس مطلوباً أن يكون عدد المتخرجين من الجامعات على سبيل المثال خمسة آلاف متخرج في السنة وجميعهم من حملة البكالوريوس في التربية والآداب والحقوق والاقتصاد والتجارة والتخصصات الفرعية التي لايتطلبها سوق العمل وإنما المطلوب أن يكون عدد المتخرجين نصف ذلك العدد ولكن في تخصصات تخدم التنمية وتلبي احتياجات سوق العمل من الكوادر المؤهلة والمتخصصة. العالم يشهد متغيرات متسارعة وهذا يعني أن ثمة العديد من التحديات المستقبلية التي يجب على الشباب أن يجابهوها بقوة العلم ، فبدون الاهتمام بالتعليم النوعي لا يمكن لأي بلد أن يلحق بركب التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم ولذلك فلابد أن تكرس الحكومة كل جهودها من أجل إعداد الشباب علمياً ومعرفياً وتوفير كل السبل التي تمكنهم من مواجهة تحديات المستقبل بكل اقتدار وتجعل منهم قادة للبناء والتنمية والتطور والازدهار والتغيير إلى الأفضل لتحقيق المستقبل الأفضل للوطن والشعب.