انتشرت الفرق الفنية في بلادنا كالنار في الهشيم وبصورة عشوائية أصبحت معها تشكل ظاهرة مقلقة، نظراً لأن القلة القليلة منها فقط أنشئت لأغراض فنية وتطمح لخدمة الفن اليمني وتطويره، • بينما غالبية هذه الفرق لا علاقة لها بالفن لا من قريب ولا من بعيد وفي منأى عن أية ضوابط فنية أو قانونية، لا هدف لها سوى المردود المادي الذي تجنيه من حفلات الأعراس. • الوضع الطبيعي يقول إن الانتشار المهول لهذه الفرق من المفروض أن يمثل ظاهرة صحية بما قد تخلقه من نشاط وحراك وتنافس يصب في خدمة ومصلحة الفن اليمني، لكن هذا في حالة ما إذا كانت هذه الفرق ذات أهداف تسعى لتحقيقها وتحتكم في نشاطها لقيم ومبادئ تجسد الفن الراقي والهادف الذي يحمل رسالة إنسانية لها دورها الهام وتأثيرها الفاعل في المجتمع وهو ما تفتقر إليه هذه الفرق، ثم ما هي الخدمة التي يمكن أن تقدمها مثل هذه الفرق وهي تفتقر لأبسط مقومات الثقافة الفنية والموسيقية مع جهل مطبق بالتراث اليمني والأغنية اليمنية، وأعضاؤها ليسو سوى مجرد ببغاوات في تقليد الآخرين، ويا ليتهم يقلدون فنانينا وأغانينا اليمنية ولكنهم يقلدون الأغاني الخليجية والعربية خصوصاً تلك الهابطة من نوعية “الهشك بشك”. • الكارثة أن أغلب هذه الفرق التي تقوم بتشويه الفن تمارس أعمالها دون أي تصريح قانوني يخول لها ذلك، وتسرح وتمرح على مرأى ومسمع من الجهات المعنية التي تتفرج عليها دون أن تحرك ساكناً، ولا نعتقد أنها ستتحرك لإيقاف هذا العبث والتشويه الذي يتعرض له الفن اليمني لأن ذلك هو آخر ما قد تفكر فيه.