أعلم ما تعانيه (سيدي الرئيس) جرّاء الوضع العربي الإسلامي الذي تعيشه.. أعلم أنك تتألّم جداً.. ولا ألومك، فأنت العربي المسلم الغيور على عروبته ودينه.. وهذا ليس خافياً على أحد.. فمواقفك على المستوى الوطني والقومي والإسلامي والدولي واضحة جلية ولا غبار عليها.. إنها مواقف قوية صريحة شفافة مع قضايا العرب والمسلمين والإنسانية.. ولا تثنيك عن هذه المواقف لومة لائم.. وأعلم (سيدي الرئيس) أن الأمن والاستقرار الإقليمي والعربي الإسلامي جنباً إلى جنب مع الحقوق الشرعية للشعب العربي الفلسطيني من الأولويات التي تقدمها على كل المصالح القطرية، ومن أجلها تتجاوز الكثير من المشكلات والملفات الإشكالية بين الأقطار العربية - العربية، وبين الأقطار العربية - الإسلامية المجاورة والمتاخمة.. وهي إشكالات وملفات مهما كانت آثارها، إلا أنها ليست أخطر من المؤامرات التي تُحاك «صهيونياً وغربياً» ضد العرب والمسلمين بهدف تعزيز الكيان الصهيوني الغاصب، وقوته على العرب، والسعي إلى نشر الفتن الطائفية والمذهبية والمناطقية والسلالية داخل الأقطار العربية وفي الجوار الإسلامي المتاخم، وإشعال المواجهات العربية - العربية، والعربية - الإسلامية.. لتحقيق الهيمنة والوجود الصهيوني على البلاد العربية الإسلامية، وابتزاز ثرواتها ومواردها، وهو ما يدعو إلى تسوية وتأجيل كل الملفات العربية - العربية، والعربية - الإسلامية، حتى نأمن من خطر الغول العالمي الجديد الذي يريد ويرغب في التهامنا جميعاً دون تفريق أو تمييز، فهو وراء ما يحدث في العراق والصومال، وبين الفلسطينين، وبين اللبنانيين، والسودان وتشاد، والنيجر ومالي والجزائر، والأحداث الطائفية بين الحين والآخر في مصر، وهو يهدد سورياوإيران طبعاً.. هذا الغول لم ينسَ البقية، لكنه يبيّت ويدبّر لبقية العرب والمسلمين ما يحقق له هدفه بالفوضى الخلاّقة لإضعاف وإخضاع وتركيع الأنظمة الوطنية فيها. لا شك أنك (سيدي الرئيس) تدرك ذلك.. وكل أملي وتمنياتي عليك أن تستمر في مساعيك لإيجاد جبهة عربية قوية، تجمع إلى جانب اليمن ومجلس التعاون وفي طليعته السعودية، سوريا، والسودان، وجمهورية مصر العربية وليبيا وبقية الأقطار العربية.. وأنا على ثقة لو نجحت في جمع (مصر والسعودية وسوريا) فسوف يأتي البقية إلى الجبهة هرولة، فهم جميعاً مستهدفون من النظام الصهيوني العالمي الجديد.. كما يتوجب التحام الجبهة العربية هذه في مواجهة الخطر الصهيوني العالمي مع إيران وتركيا، وتأجيل أي خلافات إلى ما بعد الانتهاء من الخطر الإمبريالي الصهيوني