التخبط الواضح الذي تعيشه قيادات «المشترك» لا شك بأنه ينطوي على حالة نفسية سيئة جراء خوف هذه القيادات من المصير الذي قد ينتظرها في حال نزلت وشاركت في الانتخابات ولذلك دوماً ما نراها في مواقف متناقضة ومتخلفة عن الحراك السياسي والديمقراطي الذي يعتمل على الساحة الوطنية. ومن تلك الشواهد على الهروب الكبير لهذه الأحزاب من الاستحقاق الانتخابي القادم موقفها السلبي من المشاركة في إجراء التعديلات التي كانت قد اقترحتها لقانون الانتخابات فضلاً عن تهربها الواضح من إعلان أسماء أعضائها إلى قوام اللجنة العليا للانتخابات. لقد اتضح ان ثمة تململاً من قواعد أحزاب «المشترك» لمواقفها المتخاذلة إزاء الاستحقاقات الديمقراطية والمتمثلة في الانتخابات النيابية القادمة.. حيث ان هذه الأحزاب لم تتخذ قراراتها الاستراتيجية إزاء العملية الانتخابية بالرجوع إلى هذه القواعد وإنما اتضح أن ثمة إملاءات خارجية على قراراتها تلك.. وهو ما أدى إلى مثل هذا التململ الذي بدأ يتبلور على شكل بروز مواقف وتيارات معارضة لتوجه قيادات «المشترك» التي اتسمت بالهروب الواضح والمؤسف من الاستحقاقات الديمقراطية. ومن الواضح ان الأيام القليلة القادمة سوف تشهد بروزاً علنياً لمواقف قواعد هذه الأحزاب إزاء قياداتها التي دأبت على تغليب مصالحها وتهميش قواعدها عند اتخاذ القرارات ذات الطبيعة الاستراتيجية .. ولعل مؤشرات ذلك ما تعبر عنه قواعد «المشترك» في أكثر من مناسبة.