هناك إعتقاد خاطئ لدى الكثيرين بوجود علاقة حتمية بين الموهبة والتفوق الدراسي ومن ثم فإن عدم التفوق الدراسي يعني غياب الموهبة، لكن الحقيقة أن الموهبة مسألة تتجاوز التفوق الدراسي وقد تتقاطع معها لكنها لا تتطابق معها حتماً بل كثيراً ما يجد الموهوبون صعوبات في التأقلم مع المقررات الدراسية. لقد أنتجت الأبحاث العملية تراثاً متراكماً حول السمات الدالة على الموهبة قد تختلف من بلد لآخر لكنها تعطي مؤشرات مهمة على الموهبة، المهم بالنسبة للوالدين ألا يتخذا من نتائج تلك الأبحاث مقياساً يطبقونه على الأبناء، فليس من تغيب عنه هذه المؤشرات غير موهوب فكل طفل في حد ذاته مشروع موهبة إذا نظرنا إلى الموهبة كجمال واسع يشمل كل نشاطات الحياة لا مجرد التفوق الدراسي أو القدرات العقلية ومن ثم فعلى الآباء والأمهات ألا يهتموا كثيراً بالحكم على أطفالهم وتصنيفهم إلى موهوب وغير موهوب. إذا كان الآباء والأمهات هم القادرون على اكتشاف الموهوب من أبنائهم أو بناتهم لا سيما من خلال لغة الطفل التي تكشف مبكراً عن موهبته إلا أن المعلمين يحتاجون إلى تدريب خاص حتى ينجحون في اكتشاف هؤلاء الموهوبين الذين يكونون أحياناً أكثر موهبة من المعلمين. دراسة تربوية صادرة عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بالقاهرة دعت القائمين على العملية التربوية إلى اتباع بعض الأساليب التي من شأنها المساعدة على تشجيع الموهبة والابتكار وعدم التشدد في العقاب والمبالغة في النقد وعدم إجبار الأطفال والتلاميذ على الإلتزام بنموذج معين أو برنامج أو كتاب أو مذكرة معينة وضرورة احترام أسئلة وأفكار التلاميذ وحثهم على المناقشة وتقديم الأعمال وتشجيعهم على الاستقلالية والقراءة الحرة ودمج التلاميذ في جماعات الهوايات. وتصف دراسة تربوية أخرى المدارس بأنها مقبرة الموهوبين فهي لم توفق حتى الآن في استغلال قدرات الطلاب وتوجيههم وتحويل المدارس مصنعاً للموهوبين بيد أن مناهجنا لا زالت تخلط بين الطالب العادي والموهوب والمعاق ولا هناك تمييز بين الطلاب ولا هناك صفوف خاصة للمتميزين والمتفوقين والمعاقين وأخرى للموهوبين. وأوضحت الدراسة أن يتم الأخذ بيد الموهوب ابتداءً من الروضة وحتى الجامعة بهدف الاستفادة من علمه وفكره ومده بمناهج طموحة وتقييم تجربته وتوفير وسائل تنموية عصرية وأن يظل الاهتمام بالموهوب من الناحية الوظيفية من غير أن يمر في مراحل الدراسة وسنواتها المتعددة.. وفندت الدراسة في ضوء إجراء عينة من الأطفال الموهوبين فظهر أن سبب التراخي والاهمال الذي قد يظهرون به والفصل الدراسي مرتبط بالحالة الوجدانية للطفل وليس لنوع الدراسة التي يمارسها، ودلت النتائج أن الطفل الموهوب يجد نفسه غير قادر على ممارسة رغباته وهواياته التي يميل إليها في أفضل وفي مختلف أنواع النشاط للتعبير عن مشاعره تعبيراً واضحاً بل إن أفضل طريقة لمعالجة هذا الموضوع يكمن على حد تعبير الدراسة ان يحول المعلم من الحصة المدرسية فترة سنينه لتكون حافزاً لهؤلاء الاطفال حتى يقبلوا على الدراسه والتحصيل المدرسي رغبة وشوقاً واهتماماً. وطالبت الدراسة دوائر الأدب والثقافة والفنون ضرورة رعاية الموهوبين من الطلاب والشباب ورعايتهم الرعاية الكاملة بهدف عكس إبداعاتهم الأدبية والثقافية والفنية وخلق العطاء الأدبي المطلوب، وهي إشارة واضحة إلى اتحادات الأدباء والموسيقى والتراث والجامعات والفنون والعمل الدراسي والمسرحي والمدارس والملاحق الأدبية والثقافية كما هو في بلادنا الجمهورية اليمنية على سبيل المثال مجلة الحكمة اليمانية لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ومجلة آفاق لفرع حضرموت ومجلة حضرموت الثقافية ومجلة الفكر الأدبية بجمعية المؤرخ سعيد عوض باوزير.. بغيل باوزير ومجلة الثقافية الصادرة عن صحيفة الجمهورية بتعز وملاحقها الأخرى والملحق الثقافي لصحيفة الثورة بصنعاء.