العلاقة بين التربية والتعليم علاقة جدلية ضرورية وحتمية متكاملة الأهداف والمرامي والغايات ولايمكن الفصل بينهما الا لضرورة البحث، بيد أن لكل من التربية والتعليم أهدافاً خاصة ومميزة تسهم في تحقيق أهداف معرفية وأخرى تربوية ومعرفية خلال فترة دراسية واحدة وضمن مادة لغوية أو علمية أو اجتماعية. فعلى سبيل المثال فإن نصوص القراءة لوحدها والتي تتضمن مواقف أخلاقية لابد من دراستها والوقوف عند افرازاتها وملامحها عبر الشرح الواعي والمستفيض بهدف الاستثمار اللغوي والفكري لنصوصها ومفرداتها، وهذه المزايا تنسحب وتنعكس تلقائياً على مواقف أخرى أخلاقية وتربوية سلوكية يجب هنا أن نحسن اختيارها واستغلالها ودمجها تلقائياً ضمن المنهج الدراسي. وبالسير وفق هذا التعامل التربوي الحصيف مع مواد التدريس حققنا عدة أهداف تربوية وسلوكية وثقافية أهمها أمران مهمان هما المعرفة والتربية والعلم والأخلاق وفي سياق هذا البحث المعمق في منظومة العمل التربوي يمتلك الطلاب المعرفة ويتعلمون في الوقت نفسه كيف يكبحون جماح النفس والسيطرة على غرائزهم والارتقاء إلى مستويات راقية متحصنين من عواصف الانحرافات الفكرية والثقافة الغربية. ويأخذ هذا النسق التعليمي المبني على الوعي المجتمعي إلى تهيئة وتوفير الفرص لتحقيق التكامل المطلوب بين التربية والتعليم. ويمكننا القول: إن مجمل هذه الرؤى والأفكار التي يجب أن تلازم هذا المسار التعليمي لتفضي بالتأكيد إلى تحقيق مردود تربوي وتحصيل معرفي متميزين نوعيين، وعلى هذا النحو من التعامل الواعي مع البرامج والمناهج التعليمية والتربوية نفرز قدرات تعليمية وخبرات تربوية فاعلة تحقق المنطق الشمولي في تنشئة الطلاب تنشئة تربوية متكاملة تتجاوز حدود المعرفة والتربية بل تعمق في مفاهيمها وأبجدياتها وايديولوجية العملية التعليمية والتربوية بالاضافة إلى ماتطرقنا إليه من أهداف وتطلعات يأتي في المقدمة استثمارها تربوياً وأخلاقياً والارتقاء بأسس وطرق وأساليب العمل التربوي والتعليمي وخلق الأداة الفاعلة والمعلم الكفوء ووحدة المواد التدريبية العلمية والثقافية والدينية ممايؤهل المعلم من التمثل بمفاهيم أخلاقية واجتماعية سامية يتكيف المعلمون والمعلمات والإدارات المدرسية والكوادر التربوية الأخرى مع مضامينها وأهدافها تدريجياً وعبرالممارسة والتحليل للوصول في النهاية إلى النتائج والأسباب والمدلول التربوي في التلازم النفسي والاجتماعي للتربية والتعليم.. مما ينجم عن هذه الجهود التربوية الكبيرة عن وجود قاعدة تربوية وتعليمية راسخة وتحصيل دراسي يتوافق ومحصلة الاهتمام الحكومي والشعبي للتربية والتعليم كأساس منطقي وضروري للثقافة وسبل المعرفة وحياة متوازنة بين التربية والتعليم.