جميعنا نتذكر ماتاق إلى الشعب الأمريكي من تطلع وحاجة لتغيير في السياسة والممارسة للحكومة الأمريكية من إزالة للصورة السلبية ضد شعوب العالم فماأشد وطأة ذلك السجن والمحاكمان الرهيب في جوانتنامو عقاباً لأحداث ال11من سبتمبر وماتلاه من احتلال للعراق. إنه الصعود إلى الهاوية وكان بوادرها الأزمة المالية العالمية ومحاولات التواجد في بؤر مختلفة من العالم مثل العراق وأفغانستان وتلك القواعد السرية ضد بعض بلدان أوروبا والاشتراكية سابقاً والانحياز الواضح الذي اتسم به أداء الجمهوريين كون فترة لأكثر من عقد من الزمن حكموا بها الولاياتالمتحدةالأمريكية وطلعوا على العالم برأي أنهم سيجنبون العالم المصاعب وسيحولوا دون أحداث مماثلة لأحداث «11»سبتمبر لذا جندوا أنفسهم لإثبات زعمهم تارة بمطاردة طالبان والقاعدة وتارة أخرى لازالة أسلحة الدمار التي رغموا إنها لدى العراق محاولين يشيعوا للعالم أنهم يقودونه ويحمونه!! عبر الرأي العام الأمريكي بموجب نتائج الحملات الانتخابية وتأثيراتها عن الحاجة للتغيير بعد ضربات قوية تعرض لها سياسية واقتصادية.. كان آخرها الأزمة العالمية والم؟؟؟ السياسية التي عاناها بسبب مواقف حكامه التشددية وممارساته التي قادت المجتمع الأمريكي لتورط خطير في مستنقع حرية في العراق وافغانستان وذلك العدد الكبير من القتلى «منها مايقال أكثر من 5آلاف قتيل أمريكي» والخسائر المالية الأخرى والمشاكل الاجتماعية الصعبة والمعقدة بالاضافة لخلق بؤر وتوترات في العالم بسبب غطرسة ومواقف غالطت منها أمريكا نفسها بأنها هي العقل المدير للنظام العالمي الجديد وفي اعتقادها بأنها والنظم الغربية تشكل كتلة سياسية واحدة مهيمنة ولكن الموقف العالمي برمته أوضح عن ذاته بنفسه كون هناك كتل سياسية تسبح في تيار خاص بها تجد بها مصالحها وحاجاتها وليست تبعيتها للنظام الأمريكي وظلال أن الحرب الباردة مازالت بأشكال سياسية واقتصادية متعددة قائمة بحد ذاتها وضعت العالم على شكل متعدد الأقطاب وليس قطب واحد.. لذا عاش العالم مضطراً ليشاهد هذه الصورة ولكنه لم يسلم من التفجيرات وآخرها تفجير مومباي وكأن ذلك احدى الرسائل للقيادة الأمريكية المنتخبة في الخطاب السياسي الأمريكي للديمقراطيين لما حصدوه من نجاح وبما قدمته فئات الشعب حيث صوتت«76»من النساء و«59» من السود و«27»من الشباب وهو تأييد واسع بأن على الرئيس الأمريكي ذي الأصول الأفريقية يراعي المتغيرات السياسية الآتية إليه من بلدان العالم النامي وأن يضع في الاعتبار أن العالم أصبح اليوم متعدد الأقطاب والكتل السياسية والاقتصادية والمالية وهي تؤثر على صناعة القرار الدولي ولها نفوذ.. حقيقة إن التحولات العالمية في العملية السياسية أصبحت قريبة لجميع الناس وأصبحت من السرعة في تأثيرها بحيث أن انعكساتها جلية وواضحة خاصة مع وسائل الاتصال والاعلام ومايشهده العالم من انفتاح وشفافية وصارت السياسية أمر يعني كل الناس وخاصة الفقراء في المجتمع كما ولد ذلك ارتفاع في الوعي والادراك للمستجدات لذا فإن العالم يعيش حركة توترات وثورة على الواقع والمعاناة لاستمرار حالة الظلم والقهر والتفاخر إن العالم أفراد وجماعات يشهد حالة من الغليان والرفق للواقع وهو أمر ينبغي أن تتفهمه الحكومات وتراعى مصلحة شعوبها وأن تدرس احتياجاتها وأن تستوعب اصلاح حالها وتمارس العلنية وتحد من الفوارق وتحافظ على الثروات وتكرس استخدام التقنيات لصالح شعوبها ودون ذلك تعيش الشعوب حالة من التهميش وعدم المشاركة يقود إلى التطرف والارهاب وعدم الاستقرار.. هذا هو الواقع وهو يحتاج لتغيير حتى لايصار إلى ماصار إليه من ترويع للآمنين وحروب وصراعات وأزمات تنموية.