أعلل النفس بالآمال أرقبها ماأضيق العيش لولا فسحة الأمل هاهو العالم بعد أن عاش ثماني سنوات من الخوف والقلق والحروب والابتزاز والسيطرة والتي تسببت به صقور تربعت على الحكم في البيت الأبيض كان همها خلق حالة من اللا استقرار في العالم كله فعملت على خلق بؤر التوتر والخلاف في الكثير من مناطق العالم المختلفة كما عملت على زج عدد من البلدان في حروب أهلية ووصل الأمر بإدارة البيت الأبيض إلى غزو العراق واحتلاله بحجة البحث عن أسلحة الدمار الشامل التي كانت تدعيها والتي لا وجود لها على الواقع بل اتخذت منها شماعة ومبرراً للغزو وخدمة لأهدافها وأهداف إسرائيل العدوانية لضرب أي كيان وأي قوة عربية حيث أثبتت الحقائق كذب ادعائها. كما أن الإدارة الأمريكية التي ستغادر البيت الأبيض خلال أسابيع قليلة لم تتورع بغزو أفغانستان بحجة محاربة الارهاب،وكلنا يعلم أن الولاياتالمتحدة وبعد أحداث ال «11» من سبتمبر قد كشرت عن أنيابها على كل من هو أقل منها قوة والعمل على تحييد كل القوى الحية والفاعلة في هذا العالم لتتسيّد العالم وتهيمن على كل مقدراته وما محاربة الارهاب والقضاء على أسلحة الدمار الشامل المزعومة إلا مبرر لأفعالها الشيطانية المنافية للقيم والمثل العليا رافعة العصا الغليظة لكل من يقف ضد إرادتها وتوجهاتها مع أن الكثير من دول العالم كانت تدرك جيداً أن العراق لايملك ماتدعيه أمريكا وحلفاؤها. وهاهو جورج بوش الذي تلطخت يداه بدماء الأبرياء العراقيين يعترف وأمام العالم بأنه كان هناك خطأ استخباراتي عن أسلحة الدمار العراقية المزعومة لكن الاعتراف لاينفع الآن بعد أن دمرت العراق كياناً وحضارة وأصبحت في خبر كان وهذا هو المطلوب لأمريكا وإسرائيل لكن إذا كانت هناك ذرة من الأخلاق لدى الإدارة الأمريكية عليها أن تتحمل كل مالحق بالعراق من خسائر مادية ومعنوية إلا أن الأخلاق لايمكن أن تكون مع إدارة انغمست في بحر من دماء العراقيين . ولازالت، وهاهي أمريكا اليوم تريد أن تكرر السيناريو نفسه مع سوريا وكل العالم يجزم بأن سوريا لاتمتلك ماتدعيه أمريكا وإسرائيل لكن هذا العالم أصبح متبلداً أمام طغيان امريكا التي تحركها الصهيونية العالمية لأن الهدف من هذه الحملة الظالمة على سوريا ليس إلا ترجمة لما تطلبه إسرائيل بعد أن نجحت في العراق لكن الأمل لابد أن يظل قائماً مع الإدارة الأمريكية الجديدة في أن تكون السياسة الجديدة أكثر واقعية وعقلانية وأن مصالح امريكا لاتكون إلا بهذه السياسة لكن التفاؤل لايكفي إن لم يكن هناك فعل عربي قوي وموحد يقف أمام كل السياسات التي تستهدف الآمال والمصالح العربية. استطيع القول إن امريكا بعد الانهيار السياسي والاقتصادي الذي أصابها ستكون أضعف ممايتصوره البعض وأن العالم قد تغير وظهور أقطاب جديدة ولابد أن يتغير العرب ليفيقوا وينظروا إلى مصالحهم والعمل على حمايتها من خلال مواقف جادة والابتعاد عن الخوف الذي أضاع الكثير من قضاياهم ومصالحهم والعالم لن يقف معنا مادمنا ضعفاء . فالعرب مستهدفون جميعهم ولايظن أحد أنه في منأى عن هذا الاستهداف فهناك استفراد للعرب قطراً بعد آخر, أمس العراق واليوم سوريا وغداً لاندري على من.. ياعرب اتحدوا ولو مرة واحدة.. وستجدون العالم يحنون رؤوسهم لكم فهل أنتم فاعلون؟!